2024- 10 - 16   |   بحث في الموقع  
logo في محيط بلدة القوزح.. اشتباكات عنيفة بين “الحزب” والعدو logo المرتضى يردّ على التهديدات الإسرائيلية للرئيس بري: لبنان يقاوم وسينتصر logo الخارجية الروسية: الجولة الـ22 من أستانة.. قبل نهاية 2024 logo غزة تضع إسرائيل خارج "يورونافال".. وألمانيا تعدها بأسلحة أكثر logo شائعات منع النازحين في الحدث... رئيس البلدية يُوضح! logo من مسافة صفر... اشتباكات "عنيفة" في محيط بلدة القوزح logo غالانت: القبض على عناصر حزب الله يثبّت نجاح إسرائيل logo الزميل المصوّر محمد غضبون استشهد ووالده
مجزرة إسرائيلية في النبطية: اغتيال البشر والحجر.. والأسواق التاريخية
2024-10-16 15:56:09


قبل أيام، كان صادق إسماعيل العضو الفاعل والمتفاني في مجلس بلدية النبطية، يوثق بحرقة تدمير معالم سوق النبطية التجاري عن بكرة أبيه. ويرسل الصور لمن يطلبها من الصحافيين لإظهار همجية إسرائيل، التي تنتقم الحجر والتراث والتاريخ.الشهيد صادق اسماعيل عضو مجلس بلدية النبطية

كان إسماعيل الذي تحادثت معه حينها عما حل بالسوق، مشدوداً إلى كل حبة تراب في النبطية، وأبى أن يتركها ويترك من صمد فيها، ليبقى إلى جانبهم مع رئيس البلدية الدكتور أحمد كحيل وآخرين من أعضاء المجلس والمسؤول الإعلامي محمد بيطار.آخر ظهور على "الواتساب" على هاتف إسماعيل، يشير إلى التاسعة و59 دقيقة، فقد كانوا جميعهم في مبنى بلدية النبطية، التي يعود تاريخ إنشائها إلى العام 1890، والتي تضم أيضا مقر اتحاد بلديات النبطية، في حي البياض- شارع الشهيد محمود فقيه. كانوا منهمكين في تأمين مستلزمات النازحين وتوضيب الحصص التموينية والخبز. لم يخطر ببال رئيس البلدية الدكتور أحمد كحيل ومن كان معه على قلب واحد، وهم عضو المجلس صادق إسماعيل والمسؤول الإعلامي في البلدية محمد سليم بيطار والعاملين في البلدية قاسم حجازي ومحمد زهري، أن تلجأ إسرائيل الممتهنة للقتل، إلى تدمير مبنى البلدية على رؤوسهم وعلى رؤوس من جاء من النازحين ليسدّ جوعه. فتحولوا جميعهم بلمح البصر إلى شهداء، لينضموا إلى شهداء النبطية، التي ارتكبت فيها إسرائيل أكثر من مجزرة منذ بدء العدوان في الثامن من تشرين الاول 2023 وذهب ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء وخيرة شبانها.مجزرة ومأساة كبيرتاننجا الناشط وسيم بدرالدين، الذي كان في طريقه إلى البلدية على بعد لحظات من حدوث الغارة. وقال بدرالدين للمطمئنين عليه في مقطع صوتي على "الواتساب": "انا هلأ جيت من البلدية وما زالت اعمال الحفر والانقاض مستمرة. حتى أن الطيران أغار على سوق النبطية والناس مجتمعة".أضاف بدر الدين "الدكتور احمد كحيل رحمة الله عليه استشهد وصديقنا وخينا الحاج صادق وحوالي عشرة موظفين، من محمد زهري إلى قاسم حجازي ولكل الشباب الذين نراهم كل يوم ونجلس نحن واياهم بالبلدية، استشهدوا، وايضا كان يوجد مواطنين اتوا لاستلام حصص غذائية، كان يسلمهم إياها الحاج صادق، استشهدوا أيضا". وختم بدر الدين "المجزرة كبيرة والمأساة كبيرة، الهدف هو التدمير والتهجير، والله يحمي الجميع".إبادة الذاكرة والذكرياتيحمل إستهداف مبنى بلدية النبطية، ومن كانوا بداخله والذي جاء بعد أيام معدودة على تدمير سوقها النابض والأثري، أكثر من دلالة. تؤشر أكثر فأكثر على ان العدو الإسرائيلي، يعمل بشكل ممنهج على محاولة تحطيم كل نواحي الحياة في المدن والبلدات والقرى، ومنها مدينة النبطية الضاربة في أعماق التاريخ والتراث والادب والفكر والمخترعين من أبنائها (العالم حسن كامل الصباح). ولها باع طويل ومتجذر في المقاومة والانتفاضات الشعبية. فسوق مدينة النبطية كما حدثني الشهيد صادق إسماعيل قبل يومين على استشهاده، هو رئة وروح وشريان النبطية، ففيه تجتمع المهرجانات والتجمعات والمناسبات وإحياء مراسم ومسيرات عاشوراء، وفيه أيضا "مربع" من المباني لها بعدها وامتدادها الثقافي والاقتصادي والتجاري بشكل رئيسي.يوضح الباحث والمهتم في شؤون وشجون وتراث مدينة النبطية علي مزرعاني ، رداً على سؤال حول أهمية سوق النبطية، أن الوسط التجاري، الذي تم قصفه، يوجد فيه مبانٍ تعود إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وهي عبارة عن عقود حجرية ومصلبة من الحجر الصخري، ويعود إلى عهد آل الفضل الصعبيين.وقال مزرعاني لـ"المدن" هناك أيضا مجموعة أبنية و محال تجارية تعود بدورها إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وعمرها بالحد الأدنى 100 عام، فيما يعود سوق الإثنين إلى 500 عام تقريباً، مشيراً إلى أن هذا الوسط تعرض كذلك للاعتداءات الإسرائيلية في اجتياح العام 1978 عندما دمرت الكثير من المباني والمؤسسات وتغيرت بعض معالم وسط السوق.ويضيف مزرعاني، أن هذا السوق تعرض في العام 1982 وعدوان 1993 و 1996 و 2006، ولكن العدوان الأخير أمس دمر حوالي سبعة أبنية تدميراً كاملاً، وهي جزء من ذاكرة النبطية التراثية والشعبية والاجتماعية ومساحة للحياة والفرح في النبطية.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top