واصلت الطائرات الروسية الأربعاء، تصعيدها ضد مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام في إدلب حولها، شمال غرب سوريا، يُضاف إليها قصف برّي من قوات النظام، وسط مطالبات للهيئة باتخاذ إجراءات لحماية المدنيين والرد على الهجمات.
تصعيد روسي
وقالت مصادر محلية لـ"المدن"، إن طائرات روسية تناوبت على قصف مناطق نفوذ تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها، مستهدفة بـ9 غارات تلال الكبينة في ريف اللاذقية، وقرى جوزف والبارة في ريف إدلب الجنوبي، وبسنقول وعرب سعيد في ريفها الغربي.
وأوضحت المصادر أن الطائرات الروسية شنّت أكثر من 30 غارة على إدلب ومناطق نفوذ الفصائل المتحالفة معها في غرفة عمليات "الفتح المبين"، ضمن تصعيدها المتواصل لليوم الثالث على التوالي.
وقال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا أوليغ إغناسيوك إن القوات الجوية الروسية، "استهدفت 3 نقاط لتدريب الإرهابيين، ومستودعاً وورشتين لتصنيع الطائرات المسيرة في محافظة إدلب السورية"، مضيفاً أن الضربات كانت "دقيقة ضد الجماعات المسلحة غير الشرعية في منطقة خفض التصعيد بإدلب".
قصف برّي
وتزامناً مع التصعيد الجوي، صعّدت قوات النظام السوري من قصفها للمناطق المدنية في ريف إدلب، ما تسبب بمقتل طفلة نتيجة قصف مدفعي استهدف منزل ذوويها في ريف إدلب الجنوبي، كما استهدف القصف مدينتي سرمين والنيرب، في ريفها الشرقي.
وقال فريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، إن قصف النظام البري كان ممنهجاً، واستهدف عدة قرى وبلدات بالقرب من مناطق التماس في ريفي إدلب وحلب.
من جانبها، ردّت تحرير الشام والفصائل بقصف مدفعي وصاروخي استهدف مواقع للنظام، في ريفي حماة واللاذقية وحلب.
حماية المدنيين
ويأتي التصعيد بعدما روّجت تحرير الشام نيّتها فتح معركة عسكرية ضد النظام للوصول إلى مدينة حلب، وسط استعدادات ميدانية جرت بالفعل من قبلها، من دون تحرك واضح للبدء بالمعركة أو تصريحات رسمية حول ذلك.
وطالبت "حكومة الإنقاذ"، الفتح المبين، التي تقودها تحرير الشام، إلى "اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لمحاسبة الجناة وحماية المدنيين وممتلكاتهم".
وقالت الحكومة، صاحبة النفوذ في إدلب ومناطق تحرير الشام، إن الميليشيات الإيرانية كثّفت هجماتها على منطقة شمال غربي سوريا، ما أسفر عن مقتل 8 مدنيين وإصابة 38 آخرين، وتهجير أكثر من 10 آلاف عائلة من منازلها.
وأضافت في بيان، أن هذه الهجمات العشوائية تهدد الاستقرار الإقليمي وتفاقم الأزمة الإنسانية، مؤكدة التزامها باتخاذ كل التدابير اللازمة للدفاع عن المدنيين وحماية حقهم في بالعيش بأمان وكرامة في وطنهم.