كل المؤشرات تظهر ألا نهاية قريبة للحرب، لا بل أنها تتجاه إلى تصاعد. ذلك أن الأهداف التي وضعه بنيامين نتنياهو، دونها حقائق الميدان والإستعداد للقتال لدى حزب الله، والذي انتقل إلى مرحلة التقاط الأنفاس بعد الضربات الكبرى التي تعرَّض لها، وبالتالي إلى الرد المتدرج والمؤذي لإسرائيل التي تُمعِن في اعتداءاتها على المدنيين.
فضربة قاعدة "بنيامينا" للواء غولاني ليل أمس، عكست قدرة الحزب على إيقاع الخسائر في صفوف جيش الإحتلال، والإستمرار في إطلاق الصواريخ بالتوازي مع المواجهة العنيفة في القرى الحدودية. ومن هنا، توقع استشراس إسرائيل في عدوانها، الذي طال اليوم وللمرة الأولى، قضاء زغرتا وتحديداً في أيطو، حيث أدّت غارة إلى أكثر من عشرين شهيداً.
وعلى الخط السياسي، لا وجود لمبادراتٍ دولية فعالة، وتحديداً أميركية. وبعدَ الحديث الإعلامي عن اتفاق بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو عن تحييد بيروت عن الغارات، نفى الإعلام الإسرائيلي هذه المعلومات، خاصةً بعد ضربة "بنيامينا" أمس الأحد، فيما يكتفي المجتمع الدولي بالتصريحات والإستنكارات والدعوات لوقف النار، من دونِ تطبيقٍ عملي.
وعلى خط الزيارات واللقاءات اللبنانية، حط رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في الأدرن حيث التقى الملك عبد الله الثاني، الذي شدد على عدم توسيع العدوان ووقف النار، والتزام دعم لبنان بالمساعدات.
في هذا الوقت، واصل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تحركاته في سبيل العمل على إنقاذ لبنان، بلقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث سُجلت أجواء إيجابية حول النقاط التي بُحثت، من السعي لوقف النار إلى تأكيد التضامن الداخلي، وصولاً إلى بلورة حلٍ عملي لانتخابات رئاسة الجمهورية.
وقد أكد باسيل أن "العمل جار للوصول إلى اسم توافقي لا يشكل تحديا لأحد بل يجمع اللبنانيين وهذا الموضوع ضروري لتأمين نصاب للجلسة بالثلثين اي حضور ٨٦ نائبا ونؤمن اكبر إجماع ممكن على الرئيس". كما لفت إلى أن "عامل الوقت مهم وهو لقطع الطريق في الداخل والخارج على من لا يريدون رئاسة الجمهورية والاجتماع اليوم يؤسس لخطوات عملية في هذا الاتجاه".