لم تأته التجربة وليدة الصدفة، أو مهمة عابرة، هو خميرة تطلعات موهبة إعلامية محكومة ومُحَكمة بالمسؤولية، وانتقاله إعلامياً "الإعلام ذاك الجسم الشائك" من مهام إلى مهام جعله أكثر فهماً واستيعاباً وتطلعاً...إنه الرفيق المناضل الأخ المجاهد الحاج محمد عفيف...
هو مقاوم إعلامي مجتهد بثقة، ومراقب بموضوعية، ومسؤول يحسم في الوقت المناسب، وأكثر صبراً واستيعاباً لغرور ومتناقضات وادعاء جهابذة الإعلام والكل جهابذة فوق الغرور والفهم واللسان...!
قد ينزعج هو من هذا الكلام، ويتصل ليطلب عدم النشر، لكنه يعلم كما يعلم غيره بأن ما أقوله أكتبه لا أتراجع عنه، لكوني اكتب بعد مراقبة وقراءة ولا اجامل، وفي الوقت المناسب يجب الكتابة...
الحاج محمد عفيف واحة كبيرة استوعب فيها كل تناقضات ومفردات وتَضَارُب وتَعَارُض الإعلاميين في بلد كل ما فيه يعتقد بأنه هو رب الإعلام، وفهماتهم أكبر من الفهم ذاته!
اليوم، وفي هذه الحرب القضية الوجودية يلعب دوراً شاباً أكثر عمقاً، وفيه التصدي للصفعات، وللخيانات، وللفبركات، وكشف أوراق من يدعي في الميدان، ولكن كثر ينتظرون كي يتكالبوا على محيطهم والحاله بحجة فرعونية الفهم!
هو يتنقل من مكان إلى مكان كي يتواصل مع الجميع، يتحدث بوضوح الصورة في معركة الحسم بالمعنى وبالمضمون وبالصورة، ويعطي الجميع زاد الأمل، والواجب أن نعطيه معنويات الصف، ولكنه وفي كل مرة يبشرنا بالخير المقبل.
هو، وفي كل جلسة كلمة اليوم يحسبها في ميزان الدعم، ولا ينتمي إلى الثرثارين من أجل الضوء "وما أكثر طلاب الشهرة الفارغة في الضوء"، وهو يدرك أن أي كلمة تصب عند حراس الأرض والكِتاب والعِرض من رجال الله وشرفاء المقاومة، لذلك لا يبالغ، ولكنه يضع النقاط على حروف المرحلة خارج بهرجة الكذبة التي يسعى بعض المتفزلكين اختراعها، وهو كما الأمس رغم حساسية المرحلة لا يبالغ، ولا يجامل، ولا يعرف تخطي حدوده، ولا يكترث لنفاق الإعلام من حوله، بل يصوب، ويفضح، ويسير واثق الخطوات...
الوفي الزميل محمد عفيف لا ينسى مناسبة وإلا هو في مقدمة الواجبات والمساعدات والتضحيات...بينما أصغر من هو في الإعلام لا يعير مناسبات الزملاء، ولا يهتم!
الصابر محمد عفيف، وهو في مركز القرار الإعلامي " لا يحسد على مكانه" يصغي إلى الجميع، ويستمع لثرثرات الجميع، ويشارك الجميع في الرأي ويحسم، ويسأل أهل المعرفة والاختصاص، ولا يؤمن بأخذ القرار الارتجالي في الإعلام، ومع ذلك لا يسلم من نميمة هذا وذاك ممن لا يعملون بغير الكلام والغيبة!
المتواضع محمد عفيف، وهو المؤمن والواضح ابن رجل الوفاء، هو الصريح، ويضع الأمور في نصابها، ولا يهتم بالمنصب، بقدر اهتمامه بخدمة من طرق بابه، ويتواضع كي يحل مشكلة ما والخلافات الإعلامية بتهذيب الكبار، وبشطارة الخبير، ودائماً يشعرنا بأنه أصغرنا!
الصديق والرفيق والأخ محمد عفيف، وهو وإن غبت عنه أو تشاهدة كل يوم هو صاحب الود والقلب الطيب وغير المجامل والحاسم في عمله ومواقفه، ويسأل عن غيابك، ويقيس الجميع بميزان العطاء والخدمة والإستيعاب، لا بل في زحمة الخلافات الإعلامية حتى لو كان الجاني من طرف أصحاب الدكاكين الإعلامية الفضائية وما أكثرهم في لبنان يستمع ويعطي رأيه بتهذيب، ويحاول فك الاشتباك بأقل الخسائر...وهنا الحكمة في الموقف وفي الإعلام!
أكتب في هذه اللحظات كي أقول لهذا المجاهد شكراً، فأنت كنت العون والحكمة والمعنويات حتى لو كنا نمتلك الملاحظات...شكراً يا حج محمد عفيف، لك ولفريق العمل من حولك...مجموعة من المهذبين المتفانين والمبتسمين...شكراً