التوغل البري الإسرائيلي.. "مطلوب من المقاومة"؟
2024-10-12 07:25:23
رسم الصدام المباشر بين إسرائيل والمقاومة مشهداً ميدانياً جديداً في الجنوب شكل مؤشراً على المرحلة المقبلة، ويأتي في ظل تصعيد في العارات والإستهدافات على امتداد القرى الجنوبية وخصوصاً الحدودية منها. وعن هذا المشهد يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش، إنه "بعدما استنفذ العدو الإسرائيلي تقريباً كامل الأهداف العسكرية في الجنوب، وقصف كل المناطق الموضوعة على جدول أعماله كبنك أهداف، قرر الدخول في عملية برية على اعتبار أن المقاومة هي بأضعف حالاتها اليوم".وعن أهداف هذا الدخول، فيحددها المحلل علوش في حديثٍ ل"" بهدفين: "الأول تدمير كل البنى التحتية والمقدرات العسكرية للحزب في تلك المنطقة، والهدف الثاني هو وضع هذا الدخول البري على طاولة مفاوضات مقبلة، ليتمّ الحصول على تنازلات كبيرة من المقاومة بأي اتفاق مقبل، لأن الإسرائيلي واضح ومعه الأميركي، يحاولان تعديل القرار 1701 وربما رسم قرار جديد يتعلق بالجبهة الجنوبية مع شمال فلسطين المحتلة، يكون أكثر تشدداً ويضمن بشكل واسع كل المصالح والهواجس الأمنية الإسرائيلية".أمّا في الخلاصة الحالية في العملية البرية وهي على مشارف بدايتها، فيتحدث المحلل علوش عن "وجود قوات للمقاومة على الحدود بشكلٍ مباشر، تعمل بشكل يومي ووجهاً لوجه مع العدو، الذي يتمكن أحياناً من الدخول إلى محاذاة الحدود أي تقريباً حوالى 200 أو 300متراً أو 500 متراً، ولكنه لا يزال على طول هذه الحدود، ولم يتمكن من تحقيق أي عمق يُذكر حتى اليوم"، مشدداً على أن الدخول الإسرائيلي إلى الجنوب "لن يكون المشكلة بل ربما يكون أمراً مطلوباً من المقاومين لتسهيل العمليات العسكرية التي تخوضها المقاومة بوجه العدو الإسرائيلي".ومن هنا، يقول علوش إن الهجوم على قوات "اليونيفيل" يأتي في سياق "رغبة إسرائيل في إبعاد هذه القوات، وقد صرح مندوب إسرائيل في مجلس الأمن بهذا الأمر بشكل مباشر، والسبب هو نيّة إسرائيل نسف وتعديل القرار 1701 وتبديل وجهة عمل هذه القوات الدولية في لبنان، لإعطائها وظائف ومهام أخرى تناسب الجانب الإسرائيلي بشكلٍ أساسي".ويركز علوش على أن "حزب الله" ولبنان الرسمي، أكدا موافقة لبنان على القرار 1701 ولكن "المشكلة ليست في الجانب اللبناني بل في الجانب الإسرائيلي، لأنه لم يطبق هذا القرار منذ العام 2006 إلى اليوم، فالقرار 1701 قد يشكل حلاً لموضوع الصراع والحرب الحالية بحال التزم به الطرفان، فالجانب اللبناني أكد التزامه ويبقى على الإسرائيلي أن يلتزم به، وهو أعلن مراراً ونقل رسائل بواسطة آموس هوكستين سابقاً، بأن الإلتزام بكامل بنود هذا القرار قد يكون صعباً ولذلك يجب سؤال الإسرائيلي عن هذا الأمر".ورداً على سؤال عن إمكان تحمّل لبنان الحرب الطويلة كالحرب التي تجري في غزة، يتوقع علوش، أن "تتبلور الصورة الميدانية في الأسابيع المقبلة وتحديداً في مرحلة ما بعد الإنتخابات الأميركية وما ستفرزه هذه الإنتخابات"، ويكشف أنه "في حال تبيّن أن هذه الحرب ستطول لأشهر وأشهر، سيتم تغيير عمل واستراتيجية محورالمقاومة في التعاطي مع بنيامين نتنياهو ومع هذه الحرب".
وكالات