عصر اليوم الجمعة، أطلق حزب الله رشقاتٍ صاروخيّةٍ كبيرة، صوب منطقة حيفا ومناطق الجليل والجولان السّوريّ المحتل، وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض قسم منها بينما سقط القسم الآخر من القذائف في عدة مناطق ومواقع. ويأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيليّ توّغله المحدود في جنوب لبنان، في وقت يعلن حزب الله استهداف القوّات المتوّغلة بعدّة مناطق وتجمعات أخرى عند الحدود وفي عدّة مواقعٍ عسكريّة إسرائيليّة في الشمال. وقُتل شخص وأُصيب آخرون في "يرؤون" بالجليل الأعلى، فيما قال الجيش الإسرائيليّ في بيان، إنه "يبدو من التحقيقات الأولية أن المدنيين الذين أصيبوا في وقت سابق من صباح اليوم في منطقة يرؤون، قد أُصيبوا نتيجة انفجار ذخائر سقطت في المنطقة، وليس نتيجة صاروخ مضاد للدروع، التي عبرت الأراضي اللبنانية".
وأعلن الجيش اللّبنانيّ، اليوم الجمعة، استشهاد عسكريين اثنين وجرح 3 آخرين جرّاء قصفٍ إسرائيليّ استهدف مركزًا عسكريًّا في بلدة كفرا الجنوبية.صواريخ الحزبوفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق حوالي 80 صاروخًا من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، واعترض عددًا منها، بينما سقط عدد آخر في مناطق مفتوحة. أما صحيفة هآرتس فذكرت أن حزب الله أطلق منذ الصباح نحو 95 صاروخًا باتجاه شمال إسرائيل. من جهتها قالت الجبهة الداخلية الإسرائيليّة إن صفارات الإنذار دوّت في مدينة صفد ومحيطها، كما دوّت في عكا وكريات شمونة والجليل الأعلى وكريات أتا والمطلة، إضافة إلى شمال الجولان المحتل. وذكرت القناة الـ 12 أنّ صافرات الإنذار دوّت في الجليل الأعلى تحسبًا لتسلّل طائرات مسيّرة من لبنان.
وقد أعلن حزب الله قصف مواقع عسكريّة إسرائيليّة عدّة، من بينها قيادة قوّات الدفاع الجوي في حيفا. كما أعلن استهداف تجمعين للجيش الاسرائيلي في منطقة زوفولون، شمال مدينة حيفا، وغرب كريات شمونة. كما استهدف بالصواريخ تجمعًا لجنود بمقر قيادة اللواء المدرع الـ7 بثكنة كاتسافيا بالجولان المحتل. وذكر حزب الله، أنه استهدف تجمعات لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في مستعمرة مرغليوت بقذائف المدفعية وأصابها إصابة مباشرة، إضافة إلى تجمعات لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوبي يارون بصلية صاروخية.
من ناحية أخرى، قال الجيش الإسرائيلي، اليوم، إن رئيس الأركان هارتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار أجريا تقييمًا أمنيًّا داخل جنوب لبنان أمس الخميس. وقال هاليفي إن 4 فرق عسكريّة إسرائيليّة تشارك في العمليات العسكريّة بجنوب لبنان، و3 فرق أخرى تشارك في العمليات القتالية بقطاع غزّة. من جهته، قال رئيس الشاباك إن "حماية الإسرائيليين على الحدود يجب أن تكون من طرفي الحدود وفي أوكار الإرهابيين"، حسب وصفه. وأضاف بار أن تموضع حركة حماس في جنوب لبنان سوف يزداد، لأن نشطاء الحركة يغادرون غزة، وإن ملاحقتهم ستتواصل، على حدّ تعبيره.
هذا، ويواصل جيش الاحتلال شنّ غاراتٍ عنيفة على مدن وبلدات الجنوب والبقاع، وقال إنّه استهدف عددًا من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله داخل لبنان. ونفذ الجيش الإسرائيليّ غاراتٍ على محيط بلدات في جنوب لبنان بينها صربين وياطر وكفرا، مشيرًا إلى غارة إسرائيلية أخرى على بلدة الحلانية بالبقاع الأوسط شرقي لبنان.وقالت وحدة إدارة مخاطر الكوارث في لبنان، إنها سجّلت 57 غارة جوية وقصف إسرائيلي على مناطق مختلفة من لبنان في الـ24 ساعة الماضية ليصل العدد الإجمالي منذ بدء العدوان إلى 9588 اعتداء. وأضافت: "لتاريخه تم تسجيل 187000 نازحاً (39300 عائلة) في مراكز الإيواء وفتح 1032 مركزاً لاستقبال النازحين وبلغ عدد تلك التي وصلت إلى قدرتها الاستيعابية القصوى 837". ولفتت إلى أنه "من 23 سبتمبر/أيلول الفائت لغاية اليوم سجّل الأمن العام عبور 317457 سوري و115044 لبناني إلى الأراضي السورية".استهداف اليونيفيلوبُعيد اعتداءات عدّة طالت قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب، صدر بيان فرنسيّ وإيطاليّ وإسبانيّ ثلاثي ندّد بـ"استهداف الجيش الإسرائيلي لقوات اليونيفيل في لبنان"، واعتبر أن "الهجمات على قوات اليونيفيل في لبنان غير مبررة ويجب أن تتوقف على الفور". واكد أن "استهداف اليونيفيل انتهاك خطير لالتزامات إسرائيل بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701". وقال الرئيس الأميركيّ جو بايدن خلال تصريح له أنّه طلب من إسرائيل عدم استهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان". في وقتٍ دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الى "وضع حد لكل أشكال العنف ضد اليونيفيل في لبنان".
إلى ذلك، شدّد الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أنّ "استهداف القوّات الإسرائيليّة المتعمّد" لعناصر قوّة الأمم المتّحدة الموقّتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) هو أمر "غير مقبول على الإطلاق"، منبّهًا إلى أن فرنسا "لن تقبل" بإطلاق النار مجددا على الجنود الأمميين. وأكّد، خلال قمّة في قبرص لدول الاتحاد الأوروبي المطلّة على البحر المتوسط، "أنّنا ندين هذا الأمر، لن نقبل به ولن نقبل بأن يتكرّر ذلك"، موجّهًا الشّكر إلى الدول المشاركة، لتعبيرها عن "موقف بالغ الوضوح إلى جانبنا في هذا الشّأن"، مشيرًا إلى أنّ "فرنسا دعت بإلحاح إلى وقف صادرات الأسلحة المستخدَمة على مسرحَي الحرب في غزة ولبنان، وثمة قادة آخرون هنا قاموا بالأمر نفسه". ولفت ماكرون إلى "أنّنا نعلم جميعًا أنّها الرّافعة الوحيدة الّتي يمكنها اليوم وضع حدّ" لما يحصل، مؤكّدًا أنّها "ليست البتة دعوة إلى نزع سلاح إسرائيل، في وجه التّهديدات الّتي تمارَس ضدّ هذا البلد وهذا الشّعب الصّديق".من جهته، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطى، خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو أن "التصعيد غير المبرر من قبل الجيش الاسرائيلى في لبنان ينذر بعواقب وخيمة خصوصاً بعد استهداف الجيش الإسرائيلي أمس لمواقع وتجهيزات تابعة لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان أدى إلى إصابة اثنين من جنودها"، مشدداً على "ضرورة التزام جيش الاحتلال الإسرائيلي بسلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها". وشدد على "ضرورة تحقيق وقف فورى لإطلاق النار واحتواء التصعيد الإقليمى، مستعرضاً جهود مصر الحثيثة لوقف التصعيد في المنطقة ومنع انزلاقها لحرب إقليمية. وجدد الوزير عبد العاطى موقف مصر الرافض للمساس بسيادة لبنان وسلامة أراضيه، وأهمية تمكين المؤسسات اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني". كما أكد على أهمية التزام كافة الأطراف بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره ومن دون انتقائية".بري:جريمة وعدوانوعلّق رئيس المجلس النيابي نبيه بري على "إمعان إسرائيل في استهدافها للمدنيين وقوات حفظ السلام (اليونيفيل) والجيش اللبناني في بلدة كفرا". وقال إن "ما حصل أمس واليوم من استهداف لقوات اليونيفيل ولجنود الجيش اللبناني من قبل إسرائيل وآلتها العدوانية هو جريمة وليس محط إدانة واستنكار فحسب، بل هو أيضاً وقبل أي شيء آخر عدوان ومحاولة اغتيال واضحة وموصوفة للقرار الأممي 1701 نضعها برسم المجتمع الدولي الذي آن له أن يتحرّك ويستيقظ لوضع حد لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على لبنان وعلى الإنسان وعلى كل ما هو متصل بقواعد الأخلاق والإنسانية والشرعية الدولية".