في هذا الوقت، يبقى الجنوب ولبنان والمدنيون ضحايا العدوان، كما حصل ليل أمس في عمق بيروت في الغارة على النويري، والتي بررها الإحتلال بمحاولة استهداف مسؤول وحدة التنسيق والإرتباط في حزب الله وفيق صفا.
واليوم الجمعة، تواصلت الغارات من الجنوب وصولاً إلى الكرك في زحلة وبعلبك – الهرمل، مؤدية إلى مزيد من الشهداء والجرحى. وفي المقابل، كان حزب الله يعلن استهداف المستوطنات الشمالية وصولاً إلى مشارف حيفا، فيما كان مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف يؤكّد في مؤتمر صحافي على طريق المطار استعداد "الحزب" لحرب طويلة، وملوحاً لإسرائيل بآلاف الإستشهاديين وبإرادة الإصرار على القتال.
على خطٍ مواز، لا يزال لبنان يعلن تمسكه بضرورة وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 من بوابة الحلول الدبلوماسية. وعشية جلسة مجلس الأمن الدولي، أكد مواصلة هذه المساعي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وفي المواقف الدولية، كان وزير الخارجية أنطوني بلينكن يشير في اتصال مطول مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى ضرورة تطبيق لبنان القرار 1701، بعدما كان أعلن في تصريح سابق اليوم أهمية انتخاب رئيس للجمهورية و"تعزيز الجهود من أجل تفادي توسع الصراع في الشرق الأوسط والعمل على إيجاد حل دبلوماسي في لبنان".
وفي سياق السعي الداخلي المستمر لإنقاذ لبنان، وإعادة إنتاج السلطات الدستورية فيه بدءاً من رئاسة الجمهورية وتأكيد منطق الدولة، تتوجه الأنظار غداً السبت إلى ذكرى شهداء"13 تشرين" التي يحييها التيار الوطني الحر، وإلى الكلمة المفصلية لرئيس التيار النائب جبران باسيل، والتي سيحدّد فيها مجموعة من الأطر والخطوات في الحركة الدبلوماسية والسياسية المتواصلة للتيار والرامية لحماية الوطن وشعبه.