يصرّ حزب الله على التصرّف في الميدان بأنه لا يزال يمتلك قواه على الرغم من الضربات التي تعرّض لها. يثبت أن الضربات لم تؤثر به وقد تجاوزها، وأن أداءه العسكري لم يتغيّر، ولذلك يلجأ إلى اعتماد آليات عسكرية كان قد اعتمدها قبل اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله والعديد من القادة الأمنيين والعسكريين. من بين هذه الآليات إعادة نشر فيديو جديد لطائرة الهدهد والتي تحلّق في الأجواء المحتلة وترصد مواقع عسكرية ومرافق أساسية في إسرائيل ولا سيما في مدينة حيفا، كما يوسّع الحزب من عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه مدن ومستوطنات جديدة وبعيدة عن الحدود.
الهدهد 4
وفي هذا السياق وبعنوان "الهدهد 4"، نشر الإعلام الحربي في المقاومة الاسلامية حزب الله، اليوم الأربعاء، مقطع فيديو مدته 7 دقائق، يوثق مشاهد إستطلاع جوي لقواعد ومقرات عسكرية ومرافق حيوية في منطقة حيفا - الكرمل عادت بها طائرات القوة الجوية في المقاومة الإسلامية. يأتي ذلك في ظل استمرار الحزب في استهداف مدينة حيفا لليوم الثالث على التوالي بصليات صاروخية، بالإضافة إلى استهداف صفد، وحتسور ومواقع في الجولان المحتل وطبريا، وذلك على الرغم من الإعلانات الإسرائيلية المتكررة عن استهداف منصات صواريخه. وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن حزب الله أطلق حوالى 200 صاروخ يوم الأربعاء باتجاه إسرائيل وألحق خسائر كبيرة في البنى العسكرية والمباني في مختلف المستوطنات. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن 38 جنديًا إسرائيليًا أصيبوا خلال الـ24 ساعة الماضية عند الحدود الشمالية مع لبنان. وبذلك، يكون الجيش الإسرائيلي قد اعترف بمقتل 11 جنديًا وإصابة 168 آخرين منذ بدء التوغل البري في لبنان.غارات وضربات
وشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة جداً استهدفت محيط "ملعب الراية" ومحيط حارة حريك والمريجة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وكان الهدوء الحذر قد خيم في أجواء الضاحية بعد تنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء أمس الثلثاء، سلسلة غارات مستهدفًا مواقع في أحياء الليلكي، حارة حريك، وبرج البراجنة حيث أعلن الجيش الإسرائيلي "تنفيذ هجمات على موقع لإنتاج أسلحة حزب الله في الضاحية الجنوبية". وأفيد بانهيار 4 مبان سكنية متلاصقة في برج البراجنة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة. وتوسعت الغارات الإسرائيلية لتطال مرتفعات جبل صافي في أعالي جزين، وعدلون، كما قطع العدو الإسرائيلي طريق شبعا عين عطا إثر استهدافها بغارة جوية، كما شنّ الطيران الحربي غارات على بلدات عدّة في البقاع.
بدوره قال الجيش الإسرائيلي، إنه "هاجم ودمّر منصّة لإطلاق النار، التي تم منها إطلاق الصواريخ باتجاه صفد وشلومي". وفي البيان ذاته، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه "في وقت سابق من اليوم، اعترضت سفينة صواريخ بنجاح، طائرة بدون طيّار، انطلقت من اتجاه لبنان، ولم تعبر الطائرة إلى أراضي دولة إسرائيل".إخفاء الضربةوزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أن قوات الفرقة 36 تخوض القتال في جنوب لبنان حيث استهدفت القوات أهدافًا عسكرية مركزية للعدو في جنوب لبنان. حتى الآن، قضت قوات الفرقة على العديد من المخربين، دمرت أنفاقًا تحت الأرض، وأكثر من 500 بنية تحتية ومجمعات معادية ومستودعات أسلحة. مضيفاً أن قوات لواء جولاني قضت على قائد منطقة مارون الراس في حزب الله وضربت قدرات العدو في الإطلاق والهجوم البري وتمكنت من أبعد قوات الرضوان عن خط التماس، "لقد دمرت قوات اللواء 188 مقر منطقة يارون في حزب الله الذي كان يستخدم كقاعدة رئيسية لعمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل من قبل عناصر حزب الله، كما دمرت قوات اللواء (6) عشرات البنى التحتية تحت الأرض وداهمت مقرًا لحزب الله تم اخفائه داخل محميات طبيعية لجمعية أخضر بلا حدود".
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي في جلسة لتقييم الوضع إن: "حزب الله يحاول جاهدًا اخفاء الضربة القوية التي مني بها على مدار الأسابيع الأخيرة. انه يواجه صعوبات في القيادة والسيطرة والتي تسبب في حدوث بلبلة على مستوى اتخاذ القرارات والى تحديات على مستوى التنفيذ. أيضًا في إيران لا يفهمون عمق الضربة في الموقع الأمامي الذي قاموا بإنشائه على حدودنا الشمالية وسنواصل مهاجمة حزب الله بقرة دون السماح له بفترة من التنفس والترميم".حصيلة الاعتداءاتووزّع منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، التقرير الرقم 14 حول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والوضع الراهن. وجاء في التقرير: "خلال الـ24 ساعة الماضية تم تسجيل 70 غارة جوية ليصل العدد الإجمالي للاعتداءات منذ بداية العدوان إلى 9470 إعتداء. كما صدر عن وزارة الصحة حصيلة الشهداء والجرحى خلال الـ24 ساعة الماضية حيث تم تسجيل 22 شهيداً و80 جريحاً ليرتفع العدد الإجمالي منذ بدء الاحداث إلى 2141 شهيداً و10099 جريحاً. وأضاف التقرير: "لتاريخه تم فتح 1000 مركز لاستقبال النازحين منها 807 مراكز وصلت للحد الأقصى من قدرتها الاستيعابية، كما تم تسجيل 185400 نازح (38400 عائلة) في مراكز الايواء الواردة في اللوائح الصادرة عن غرفة العمليات الوطنية.