قرر المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار ترحيل المدعو يهوشاع تارتكوفسكي (42 عامًا) وهو يحمل باسبوراً اسرائيلياً، بعد توقيفه داخل الضاحية الجنوبية منذ أيام بشبهة التعامل مع إسرائيل.تحقيقات عسكريةعرّف تارتكوفسكي عن نفسه أنه صحافيّ يهتم بالشؤون السياسية، وكان قد وصل إلى بيروت منذ نحو الأسبوعين، أي بالتزامن مع اغتيال القيادي إبراهيم عقيل واشتداد القصف الإسرائيليّ في الضاحية الجنوبية. ويوم أمس، ألقى حزب الله القبض عليه، بعد الاشتباه به بأنه يتعامل مع العدو الإسرائيليّ، ويحاول تصوير بعض المواقع الأمنية في الضاحية الجنوبيّة.
وحسب مصادر قضائية لـ"المدن"، حُوّل تارتكوفسكي لمخابرات الجيش التي باشرت بتحقيقات موسعة بإشراف المدعي العام التمييزي، القاضي جمال الحجار، وطرح الكثير من الأسئلة حول أسباب حضوره إلى لبنان، والأهم أسباب تجوله في الضاحية الجنوبية بشكل شبه يوميّ بعد ليل قاسٍ من الغارات الإسرائيليّة على الضاحية الجنوبية. ووفقًا للمعلومات فقد ألقي القبض عليه خلال تجوله في مربعات أمنية تابعة للحزب، محاولًا الدخول إلى مكاتب والتقاط الصور لها، أو الكشف على المناطق التي تعرضت لغارات كثيفة، أي تلك المعروضة في الخرائط التي ينشرها في كل مساء المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي."دعمًا لحزب الله"وأكدت مصادر قضائية لـ"المدن" أن الموقوف خضع لساعات من الاستجواب، وجرى التفتيش في أغراضه وتبين أنه يخبئ باسبور إسرائيليّ باسمه، علمًا أن المصادر أوضحت أنه يحمل الجنسية الأميركية، ووصل إلى لبنان مستخدمًا جواز سفر أميركيّ، كما أنه يحمل الجنسيّة البريطانية أيضًا، وعند التحقيق معه، برّر تحركاته داخل الضاحية الجنوبيّة "أنها دعمًا لحزب الله، فهو من المؤيدين للحزب وقادته، ويحب الأمين العام للحزب، السيد حسن نصرالله، ومناصرًا للقضية الفلسطينية، وقرر التجول في الضاحية محاولًا تقديم الدعم لحزب الله".
كما لفتت المصادر إلى أن إفادته دفعت المشرفين على التحقيق بعرضه على طبيب مختص للتأكد من صحته النفسية، واكتفت المصادر بالتعليق أنه "يعاني من بعض المشاكل النفسية"، وبناءً على التقرير الطبي "قرر القاضي الحجار ترحيله إلى بريطانيا".
وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد تداولت هذا الأمر صباح اليوم، معلنةً عن مصدر أمني تابع لها، عن اعتقال إسرائيليّ في لبنان، دخل البلاد بصفته صحافيًا بريطانيًا. وحسب التقارير الإسرائيليّة فهو اعتقل في اليوم التالي لمقتل الأمين العام للحزب، السيد حسن نصرلله، قائلًا أنه يعمل في مجلة "بيلد" الألمانية. وقد ناشدت عائلته السلطات الأميركية والبريطانية للتدخل وإخلاء سبيله وإعادته إلى بلده.