هذه المواجهات تصاعدت اليوم في شكل عنيف، في ظل سعي إسرائيل لتسجيل انتصارات دعائية – معنوية، كما حصل اليوم في فيديوهات بُثت عن رفع علم للإحتلال على حدود مارون الراس، ما لبثت الوقائع أن أكدت أن الوحدات المتوغلة سارعت للإنسحاب بعد لقطة العلم. إلى ذلك، عمدت وحدات المقاومة إلى إمطار المجموعات المتوغلة بالقذائف المدفعية والصواريخ، كما حصل في اللبونة، ما أدى إلى تكبد العدو العديد من الخسائر.
المواجهات الضارية والغارات الصباحية، تخللتها كلمةٌ لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، هي الثانية بعد استشهاد السيد حسن نصرالله. وقد حملت كلمة قاسم إشارات أكثر تركيزاً على طمأنة اللبنانيين وبيئة حزب الله إلى انتصارٍ أكيد، والأهم إلى استمرارية عمل منظومة القيادة والسيطرة، ووجود بدلاء لجميع القيادات. وبالتوازي، حملت كلمة قاسم ثقة بالقيادة السياسية لرئيس مجلس النواب نبيه بري، سعياً لوقف إطلاق النار، وتأكيداً لوحدة الحال بين حزب الله وحركة أمل "في السراء والضرّاء".
وقد تضمنت كلمة قاسم جانباً لبنانياً بشكر التوحد اللبناني من كل المذاهب والطوائف، فيما كان واضحاً أن هم النزوح والضغط الذي يتعرض له الإهالي ومعاناتهم في مراكز الإيواء، تثقل كاهل قيادة حزب الله، والتي عبّر باسمها قاسم بالتأكيد على ضرورة تحمل التضحيات.
في هذا الوقت، لا تزال المواقف الدبلوماسية الدولية تشدِّد على وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، في الوقت الذي كان فيه عناصر جيش الإحتلال يتخفون وراء مراكز القوات الدولية خلال محاولاتهم للإقتحام جنوباً. فقد أكد كل من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو في بيان لهما أنَّ "زيادة حدة العنف والتدمير لن يحل القضايا الجوهرية ولن يجلب الأمن لأي طرف على المدى الطويل. بل العكس هو الصحيح، إن الحل التفاوضي السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار الذي يتوق إليه ويستحقه المدنيون".
وعلى الخط اللبناني، لا يزال هم انتخاب رئيس لإعادة إنتاج المؤسسات الدستورية وحماية لبنان محور المشاورات السياسية، فقد استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، النائبين مروان حمادة وراجي السعد موفدين من الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط.
إلى ذلك، ناقشت كتلة الإعتدال الوطني مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في منزله في البياضة، سبل الخروج من المأزق الرئاسي والبناء على المساحات المشتركة.