يلجأ العدو الاسرائيلي الى مزيد من التدمير الممنهج في الجنوب والبقاع، وضاحية بيروت التي باتت على موعد يومي مع سلسلة من الغارات الليلية الوحشية التي تهدف الى تدمير المباني وتسويتها بالأرض، وذلك بهدف إلحاق أكبر قدر من الأذى المعنوي والمادي في بيئة المقاومة.
في المقابل يدفع العدو أثمانًا باهظة على الحدود اللبنانية – الفلسطينية بفعل تصدي رجال المقاومة الاسلامية لمحاولات الغزو والاجتياح التي يقوم بها للشريط الحدودي بطول ٣٢ كيلومترا، حيث يتعرض لخسائر كبيرة جدا، في ظل معلومات تتحدث عن أن أكثر من ١٥٠ ضابطا وجنديا أخرجتهم المقاومة خلال خمسة أيام من الخدمة إما قتلى أو جرحى أو فارين، فضلا عن إعطاب عشرات الدبابات والآليات العسكرية الاسرائيلية.
كذلك لا تتوانى المقاومة عن إستهداف العمق الاسرائيلي من مستوطنات وقواعد عسكرية وتجمعات جنود بالصواريخ والمسيرات، في إطار الرد على العدوان الاسرائيلي على غزة ولبنان، حيث تصدر يوميا عشرات البيانات التي توثق ذلك وتؤكد على تحقيق الاصابات المباشرة.
لا شك في أن فشل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في إعادة المستوطنين الى منطقة شمال فلسطين المحتلة، وإستقباله المزيد من النازحين من مستوطنات جديدة بفعل ضربات المقاومة، وإخفاقه المستمر في الدخول الى الشريط الحدودي مع لبنان، يدفعه الى مزيد من الجنون في تصعيد إعتداءاته التي لم يعد لها أي هدف، سوى محاولة فرض المزيد من الضغط على بيئة المقاومة، والتفتيش عن أصوات فيها ضد حزب الله لا سيما بعد إستشهاد أمينه العام السيد حسن نصرالله، فضلا عن الضغط على الدولة اللبنانية لتقديم التنازلات.
واللافت، أن كل محاولات العدو لم تصل الى أية نتائج يمكنه الاستفادة منها، في ظل صمود بيئة حزب الله، وتمسكها الثابت بخيار المقاومة، وإستعدادها لبذل المزيد من التضحيات وتقديم الشهداء على طريق القدس، إضافة الى الموقف المتقدم للدولة اللبنانية التي تؤكد التزامها بقرارات الشرعية الدولية وبالقرار ١٧٠١ شرط ان تلتزم به اسرائيل وبوقف إطلاق النار.
في هذا الاطار، تبقى العين على الميدان الذي وحده يستطيع أن يحرك الاتصالات الدبلوماسية لوقف اطلاق النار وإنهاء العدوان، حيث تتعامل معه المقاومة بثلاثة عناوين:
أولا: الصمود الاسطوري الذي يتجه نحو تيئيس العدو من تحقيق أهدافه الميدانية وينعكس سلبا على معنويات الجنود الصهاينة الذين تصطادهم المقاومة كلما حاولوا التسلل الى أي بقعة لبنانية.
ثانيا: التصميم على ضرب الأهداف الاسرائيلية في كل المستوطنات التي تطالها صواريخ المقاومة وتحقق إصابات نوعية فيها.
ثالثا: إستمرار المقاومة في رفع مستوى الكلفة على العدو، لجهة العمل بشكل تدريجي تصاعدي يوما بعد يوم، تحسبا لإطالة أمد الحرب، حيث تحرص المقاومة على أن تبقى في تطور دائم لعملياتها، لا أن تضطر الى التراجع فيها كمّا ونوعا..
إذاً، هي الحرب المفتوحة على لبنان، والتي يحاول نتنياهو التعويض فيها عما فاته في غزة من تحقيق لأهداف الحرب عليها، لكنه يصطدم بإنسداد كل الآفاق بفعل صمود المقاومة، ما يضطره الى تقديم المزيد من الوعود، وضرب المواعيد الجديدة لعودة المستوطنين الى الشمال، وهي تبقى رهنا بتطورات الميدان الذي ما تزال المقاومة تمتلك زمام المبادرة فيه..