2024- 10 - 07   |   بحث في الموقع  
logo تحذير إسرائيليّ جديد لسكان هذه المناطق الجنوبيّة: عليكم إخلاء منازلكم فوراً logo "القطاع الصحي تحت الضغط"... كنعان: يجب دعم المستشفيات والبلديات logo "شحّ في المواد الغذائية الأساسية"... وزير يوضح! logo ياسين يعلن إقرار آلية لتوزيع المساعدات العينية logo بيان رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل الاستاذ رضا عاشور logo الأهلي المصري يعرض لاعبه الجزائري للبيع logo المدرب الأميركي وضع علم لبنان على كتفه logo المصري عمر مرموش يتفوق على جميع نجوم أوروبا
جهلٌ حكومي فرنسي بألف باء علم الاجتماع
2024-10-07 11:25:39


في حمأة ظهور وتطور الحركات الفكرية الثورية الاستقلالية في دول الجنوب، ظهر ضمن هذه الحركات وعلى هامش انتاجها المعرفي، تيار نشيط يدعو إلى "تفكيك الاستعمار المعرفي" المترسّخ في عدد من دول أميركا اللاتينية، وذلك في تسعينات القرن المنصرم. ويطرح اليوم المهتمون بالدراسات الاستعمارية وما بعد الاستعمارية، سؤالاً منطقيًا عن الفرق بين المفاهيم التالية المنتشرة في الخطاب السائد وهي: مناهضة الاستعمار، ما بعد الاستعمار، والتفكيك الاستعماري. حيث غالبًا ما يساء فهم مصطلح "التفكيك الاستعماري"، مما يؤدي حتمًا إلى أن يُستخدم بشكل استعجالي، يعتمد فقط على الحمولة اللغوية. ولذا، هو يبتعد عن الدقة في تقديم المعنى وعرض المحتوى في المجالين السياسي والإعلامي.في البداية، من المهم التذكير بأن العديد من القواعد الفكرية الرئيسية للفكر "التفكيكي الاستعماري" كانت موجودة بالفعل في التقاليد الفكرية اللاتينو-أميركية. وتميزت هذه التقاليد، منذ القرن التاسع عشر، بالرغبة في تطوير فكر خاص بهذه القارة الأميركية الفرعية، أي أميركا اللاتينية. وقد برزت الكتابات الأدبية والفكرية بكثرة للتعبير بالفعل عن ضرورة التحرر الثقافي من النموذج الأوروبي في فهم وتحليل المفاهيم. وكذلك إدانة الطابع الكاذب لـ"الاستقلالات" التي غالبًا ما تكون زائفة، أو مشوّهة في أحسن الأحوال، والتي عرفتها معظم دول أميركا اللاتينية في عقد العشرينات من القرن التاسع عشر. في الواقع، وبما أن عمليات الاستقلال هذه كانت مدفوعة في الغالب من قبل أحفاد المستعمرين المولودين على الأرض، من إسبان أو برتغال أو سواهم، فقد تم تهميش مشاركة السكان الأصليين في دول أميركا اللاتينية، كما السكان الذين لديهم أصول افريقية والمنحدرين من مجموعات "العبيد" الذين استقدمهم المستعمرون، في النضالات المناهضة للاستعمار، حتى وإن كانت نصوص التاريخ الحديث والمعاصر لأميركا اللاتينية تشير في مجملها إلى تاريخ مقاوماتها ضد الاستعمار.لقد نجحت الولايات المتحدة الأميركية، وبصعوبة، في الحفاظ على حالة التبعية الاقتصادية لدول أميركا اللاتينية بالنسبة لها، وذلك بالاعتماد على مبدأ الرئيس "مونرو" والذي أسّس له وأعلن عنه الرئيس الأميركي جيمس مونرو (1758 ـ 1831). وهو المبدأ الذي تم تبنيه سنة 1823 واستمر اعتماده وتمديد العمل به في عهد الرئيس تيودور روزفلت (1858 ـ 1919). هذا المبدأ كان هو الأساس في بناء السياسة التدخليّة الأميركية في العالم. وهذه السياسة، روّج لها تحت راية نشر وتعزيز الديمقراطية من جهة، ومكافحة الشيوعية فكرًا وطموحات سياسية من جهة أخرى. وأيضًا باسم الديمقراطية ومكافحة الشيوعية، تم تنفيذ المشروع الجيوسياسي لتصدير الليبرالية الجديدة و"علاج الصدمة" في السبعينيات والثمانينيات من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها. وكرد فعل على ذلك، ظهرت في أميركا اللاتينية خلال الحقبة الزمنية نفسها، مجموعات فكرية وسياسية، حملت في خطاباتها وفي برامجها السياسية انتقادات اجتماعية وسياسية، مدفوعة من قبل مختلف الفاعلين الذين استلهموا مواقفهم من الفلسفة الماركسية.
وعلى الرغم من أنه يرتبط بتاريخ طويل من العمل والتفكير السياسي، يمكن تحديد لحظة تكوين التيار التفكيكي الاستعماري بشكل خاص في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وتُعتبر "نظرية التبعية"، التي نالت شهرة معينة في السبعينيات خارج أميركا اللاتينية، واحدة من أبرز الأطر النظرية التي أثرت على نشأة التيار التفكيكي الاستعماري.تؤكد هذه النظرية أن النظام الرأسمالي مُنظّم حول مركز مستقل وأطراف تابعة، وأن كليهما لا يمكن أن يوجد من دون الآخر. فتُوضع الدول التي كانت مستعمرات سابقًا في وضعية من التخلف الهيكلي لا يُفترض لها أن تخرج منها. في الوقت نفسه، تؤكد نظرية أخرى، مناقضة تمامًا لنظرية التبعية، على ضرورة الانفصال عن النماذج الغربية. وسُميت هذه النظرية بالـ"التحررية اللاتينية". لقد بدأت هذه الحركة الاجتماعية بدفع من الكنيسة الكاثوليكية والتي دعت إلى تحرير المضطهدين بأنفسهم. ولقد أعيدت صياغتها مؤخّرًا ضمن إطار علماني. إن ولادة الأفكار التفكيكية الاستعمارية تمّت في التسعينيات من القرن الماضي، وبشكل خاص في عام 1992. كان ذلك العام هو الذكرى الـ500 لغزو الأميركيتين، ولكنه أيضًا عام للاحتفالات البديلة التي سمحت للأصوات النقدية بالظهور: حيث أُقيمت مظاهرات شعبية ضخمة تحتفل بمرور 500 عام من المقاومة الوطنية، ومن قبل السكان الأصليين للاستعمار.من المؤسف بأنه لا يُعترف كما ينبغي بالتقاليد الطويلة للمقاومة المناهضة للاستعمار في أميركا اللاتينية. وفي إطار دراسة هذه المرحلة، يتأكد الباحث بأن جُلَّ مفكري التيار التفكيكي الاستعماري هم أنفسهم ورثة النظام الحديث/الاستعماري، حيث يجسدون ـ في أغلبهم ـ نخبة ثقافية من أصول أوروبية.
مناسبة ما ورد، هو شعورٌ طغى لدى فئة متنورة من الفرنسيين بأن حكومتهم الجديدة تُعيدهم قرونًا إلى الوراء، من حيث موقفها من الاستعمار الذي يشهد تاريخه الفرنسي بأنه حافلٌ بالمصائب وبالمآسي. وزير الداخلية الجديد، برنار روتايو، والآتي من الجناح اليميني المتطرف من الديغوليين، لم يجد، في بداية عهده الميمون، إلا أن يعتبر بأن للاستعمار ـوهو يعني تحديدًا الفرنسي ـ آثار إيجابيةٌ لا يجب ان تُغفل.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top