تصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، او ما سمّي بـ “سبت إسرائيل الأسود”، يوم شنت حركة حماس هجوماً ضد العدو الإسرائيلي وأوقعت في صفوف جنوده قتلى وجرحى ناهيك عن عدد من الاسرى تنوع بين عسكريين ومدنيين.
الا ان المعركة التي اريد منها ان ترجح الكفة لصالح المقاومة الفلسطينية في سبيل إستعادة الأرض، قابلتها همجية إسرائيلية تحت عنوان “السيوف الحديدية”.
هو عام مضى على “٧ اكتوبر”، ورغم إقرار جيش العدو الإسرائيلي بفشله في تأدية مهمته، الا ان قطاع غزة بات مقبرة للبشر والحجر معاً. ففي حين دمّرت معظم ارجاء القطاع، يكاد المرء يبكي لدى قراءته حصيلة الخسائر على اختلاف أنواعها.
اذ وبحسب وزارة الصحة في القطاع، ارتفعت حصيلة العدوان منذ العام الماضي الى ٤١٨٧٠ شهيداً، و٩٧١٦٦ جريحاً، ٦٩% منهم من النساء والأطفال. اضف الى استشهاد ٩٨٦ شخصاً من القطاع الصحي بينهم ١٤٦ طبيباً، فيما خرجت ٢٣ من اصل ٣٨ مستشفى عن العمل، كما سجل خروج ١٣٠ مركبة اسعاف من الخدمة نتيجة استهدافها وتضررها من قبل العدو الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، اشارت الوزارة الى ان ١٢٥٠٠ مريض سرطان اضحوا في دائرة الخطر ويحتاجون للعلاج في الخارج حفاظاً على حياتهم، فيما يعاني القطاع الطبي من نقصان في المستهلكات الطبية بلغت نسبته ٨٣%، في وقت بلغت نسبة الادوية المفقودة من المستشفيات والمراكز الطبية ٦٠%، كما ان عدد الجرحى والمرضى الذين يحتاجون الى العلاج في الخارج بلغ ٢٥ ألفاً، كما ان قرابة الـ ٣٥٠ الف نازح من ذوي الامراض المزمنة معرضون للخطر بسبب منع ادخال الادوية، وحوالي ٦٠ الف امرأة حامل معرضين للخطر بسبب انعدام الرعاية الصحية اللازمة.
“٧ اكتوبر”، والتي تعد اكبر حرب شنها العدو الإسرائيلي على الفلسطينيين منذ العام ١٩٤٨، أدت الى نزوح مليوني شخص داخل قطاع غزة، ووفق حصيلة غير نهائية، نعرض اليكم مزيداً من الأرقام الموجعة والشاهدة على المجازر الإسرائيلية التي لم توفر حتى المساجد والكنائس ومراكز الايواء. اذ من اصل ٥٤٣ مركزاً للايواء استهدف العدو الإسرائيلي ١٨٠ منها، و٧٤% من خيام النازحين غير صالحة للاستعمال.
توازياً، يظهر عدد الأطفال الشهداء بربرية العدو الإسرائيلي اذ استشهد ما يقارب ١٦٨٩١ طفلاً، بينهم رضّع ومواليد جدد وخدّج.
ومن الشق الاجتماعي الى الاقتصادي، بلغت الخسائر الافتصادية منذ بدء الحرب العام الماضي ما يقارب ٣٣ مليار دولار أميركي. وبحسب الأرقام فإن ٨٣ الف طن من المتفجرات استخدمها العدو الإسرائيلي، أدت الى تدمير ١٥٠ الف وحدة سكنية بشكل كامل، فيما ٨٠ الفاً باتت غير صالحة للسكن. اضف الى تدمير شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والطرقات.
وحتى المساجد والكنائس لم تسلم من هجوم أعداء الله، اذ دمر العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ٨٢٥ مسجداً و٣ كنائس.
ومن غزة الى الضفة الغربية ولبنان، بربرية الكيان الإسرائيلي وعطش رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو للدماء لم يتوقف، وقد سجل سقوط ما يفوق ٣٠٠٠ شهيد منذ أسبوعين حتى الساعة في الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع وبيروت، كما تم تدمير مئات المباني ما أدى الى نزوح مليوني لم يشهد له مثيل حتى ابان حرب تموز ٢٠٠٦.
هو عام مر منذ عملية “طوفان الأقصى”، والتي اعادت، رغم كل تداعياتها، تصويب البوصلة العالمية نحو القضية الأحق والأسمى “فلسطين”. غير ان تخاذل العالم وصمته المطبق إزاء كل ما يحصل سواء في غزة او في لبنان، وعدم قدرة مجلس الامن والدول العظمى على اجبار نتنياهو ومن معه على الالتزام بوقف لاطلاق النار والذهاب نحو تسوية سياسية معينة، يظهر فظاعة ما وصلت اليه الإنسانية، التي لا تدرّس ولا تشترى، فإمّا ان تكون انساناً او لا تكون.
في كل الأحوال سواء اهل غزة او اهل الجنوب، لهم امثالهم الذين يتضامنون معهم في مختلف ارجاء العالم، ولهم “الله” الذي سيعينهم لانهم يدافعون عن الأرض التي قدسها وباركها. والى ان تتحرر كل الأرض سنصبر ونصبر لانه النصر.. صبر ساعة.