تفاصيل تكشف كيف تمكنت إسرائيل من الوصول إلى قادة حزب الله
2024-10-06 02:25:25
تطرح سلسلة الاغتيالات الناجحة التي نفذتها إسرائيل ضد قادة حزب الله تساؤلات حول كيفية حصول إسرائيل على معلومات دقيقة عن أماكن وجود هؤلاء القادة. وأشار خبراء إلى أن الحرب في سوريا شكلت نقطة تحول في هذا الصراع، مما أضعف آليات الرقابة الداخلية لحزب الله، وأتاح لإسرائيل فرصة اختراق الحزب بشكل غير مسبوق.
الخبير في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من جامعة ويسكونسن ماديسون، ديفيد موريسون، أوضح أن التدخل العسكري لحزب الله في سوريا أدى إلى تدفق هائل من المعلومات، ما فتح الباب أمام عمليات التسلل الإسرائيلية. وأضاف أن الاستخبارات الإسرائيلية استفادت من تلك المعلومات باستخدام خوارزميات متطورة لتحليل البيانات، مشيرًا إلى أن نعي قتلى حزب الله ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي كشفت تفاصيل مهمة عن القادة والمقاتلين.
موريسون أشار أيضًا إلى أن مراسيم الجنازات كانت من بين المصادر الرئيسية التي مكنت الاستخبارات الإسرائيلية من كشف هويات القادة العسكريين، الذين اضطروا للظهور علنًا، مما ساهم في استهدافهم.
وأضاف موريسون أن تعامل حزب الله مع أجهزة مخابرات خارجية، كالمخابرات السورية والروسية، أضعف مناعته الاستخباراتية، حيث كانت تلك الأجهزة تخضع لمراقبة دقيقة من قبل الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية.
يأتي هذا التصعيد في ظل عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق تستهدف قيادات حزب الله، ضمن ما أطلقت عليه إسرائيل اسم "سهام الشمال"، التي تهدف إلى تقويض قدرات الحزب وإضعاف أحد أقوى حلفاء إيران في المنطقة. وقد وصلت العملية إلى ذروتها مع استهداف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في بيروت، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة الماضية.
وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، كشف مصدر رفيع أن الاتصال برئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين، المرشح لخلافة نصر الله، انقطع منذ سلسلة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة، مشيرًا إلى أنه لم يُعرف ما إذا كان صفي الدين موجودًا في المكان المستهدف.
تواصل إسرائيل تنفيذ هجماتها على مواقع حزب الله، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 440 من مقاتلي الحزب، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي، وسط تبادل للقصف بين الطرفين على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.
وفي الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لإضعاف حزب الله، تشير تحليلات إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية تستعيد سمعتها بعد الانتقادات التي طالتها في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في تشرين الأول من العام الماضي. وأدت الغارات الإسرائيلية إلى مقتل عدد من كبار قادة حزب الله خلال الأسبوع الماضي، في حين تواصل قوات الجيش الإسرائيلي استهداف المزيد من مواقع الحزب في لبنان.
وكالات