2024- 10 - 05   |   بحث في الموقع  
logo ‏مطر من عين التينة: نؤيد “خارطة طريق” بري وميقاتي logo صلاح الزين في "كتاب المهمَلات"... الانتصار للعاديّ من الأشياء logo حياد الأسد: حرص على نظامه.. وفهم لرسالة إسرائيل لشقيقه logo معرض ستوكهولم للكتاب العربي... "وقت الشدائد يفتح الأفق" logo //ملف// سيرة نصرالله: فتى الكرنتينا..."حسين العصر" logo خبير عسكري يشرح كيف حدّد الموساد موقع نصر الله! logo عن مصير “هاشم صفي الدين”.. هذا ما كشفته مصادر! logo البعريني: العمل الجماعي الحل الوحيد لمواجهة أزمة النزوح
أفراد وجهات تجندوا للعمل الإنساني: الاحتياجات تفوق المساعدات المتوفرة
2024-10-05 11:55:39


في كل مرة تتعرض فيها البلاد لحدث مأساوي أو تصعيد، يشهد لبنان موجة تضامن اجتماعي وشعبي لا مثيل لها. هذه الأرض التي عرفت دوماً كيف تنفض عن نفسها غبار المحن، تعج اليوم من جديد بالمبادرات الفردية والجماعية التي تتحد بمواجهة الأزمات. في ظل التصعيد الأخير، لم يكن المشهد مختلفاً، بل بالعكس، تصدرت الجمعيات والأفراد الواجهة مرة أخرى، مصممين على مواجهة الصعاب بروح التعاضد والتكاتف. فكيف يبدو الوضع على الأرض؟ وكيف تتفاعل مختلف الجهات مع هذه الأزمة؟خطة استجابة لمؤسسة عاملفي ظل الحرب الحالية على لبنان، تجند "عامل" إمكاناتها البشرية والمادية واللوجستية لتلبية الاحتياجات الإنسانية. وتضم المؤسسة أكثر من 1500 متطوع، منهم 70 بالمئة مكرسون حالياً للاستجابة لهذه الحرب.ساهمت "عامل" في تشغيل 19 مركزاً ثابتاً موزعة في بيروت، جبل لبنان، البقاع، والجنوب، حيث تقدم يومياً نحو 300 معاينة طبية، إلى جانب توزيع الحصص الغذائية ومواد النظافة للأطفال والنساء، ما يؤدي إلى مساعدة نحو 300إلى 400 شخص يومياً.دنيز نمر، منسقة البرامج في المؤسسة، توضح لـ"المدن" أن "عامل" وضعت خطة استجابة تدريجية منذ نوفمبر 2023 بالتنسيق مع تجمع الهيئات الأهلية ووزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية، ودخلت هذه الخطة حيز التنفيذ في جنوب لبنان، حيث تم تعزيز قدرات المراكز للتعامل مع الأزمات المتسارعة.تواصل "عامل" استجابتها عبر 40 مركزاً موزعين في مختلف المناطق، وتحرص على استمرارية العمل حتى في المراكز الواقعة في مناطق تتعرض للقصف الإسرائيلي، إلا في حال تدميرها. إلى جانب ذلك، توفر المؤسسة الرعاية من خلال 9 عيادات نقالة و5 سيارات رعاية متنقلة تصل إلى المحتاجين في أماكن إقامتهم، بالإضافة إلى الملاجئ الجماعية.فيما يخص الملاجئ والمناطق التي تحتضن نازحين، تقول "يعمل فريق من مئات العاملين والمتطوعين على مسح الحاجات وتوزيع المساعدات، بالتنسيق مع البلديات والجهات الحكومية لضمان تكامل الاستجابة".
أما على صعيد الموارد، تشير نمر أن "المؤسسة قامت بتحويل جزء من تمويل برامجها للاستجابة لحالة الطوارئ، إضافة إلى أن النداء العالمي للتضامن بدأ يجني بعض المساعدات، وإن كانت الحاجة تفوق المتوفر".تأمين مسلتزمات ووجباتمنذ بداية موجة النزوح في الأسبوع الماضي، تعمل جماعة "عباد الرحمن" بلا توقف لمواجهة الأزمة الإنسانية التي تتفاقم مع تزايد أعداد النازحين. توضح الدكتورة نسرين مشاقة، مسؤولة العلاقات المحلية في الجماعة، أنه "مع بداية النزوح مساء الإثنين، اجتمعنا فوراً بلجنة الطوارئ وبدأنا العمل بما هو متوفر لدينا".ورغم كثرة الحاجات، تسعى الجماعة لتلبية أكبر قدر منها. وتقدم يومياً نحو 10 الاف وجبة غذائية توزع في المدارس، بالتعاون مع جمعية الإرشاد والإصلاح وصندوق الزكاة.وتعمل حالياً في 12 مدرسة، منها 10 في بيروت وواحدة في كل من القلمون والبرجين، بتنسيق مستمر مع البلديات بالإضافة لبعض الجمعيات لتجنب ازدواجية توزيع المساعدات وضمان وصولها لمختلف المحتاجين، كما أكدت مشاقة. وتضيف أن "الحاجات لا تقتصر على الطعام، بل ثمة حاجة ماسة إلى مخدات، وشراشف، ومواد تنظيف أساسية، خاصة أن البعض غادروا منازلهم من دون احضار أمتعتهم. والاتكال على الأيادي الخيرة لنستطيع التلبية".من جانبها تشرح سهى زعيتر، المديرة التنفيذية للبنك الغذائي اللبناني آلية التنسيق مع خلية إدارة الكوارث لوضع خطة محكمة للاستجابة، مشيرة إلى أنهم يديرون 8 مراكز في بيروت و6 مراكز خارج العاصمة، موزعة بين عكار، صيدا، الفاكهة، والكورة".في بيروت، "يوفر البنك الغذائي ثلاث وجبات يومياً بالإضافة إلى مياه الشرب، بينما يكتفي بتأمين وجبة واحدة يومياً في المراكز الواقعة خارج المدينة. إلى جانب ذلك، يقوم البنك بتقديم التبرعات العينية للأسر النازحة التي تقيم في بيوت الأقارب، حيث توزع مواد غذائية وكميات من المياه ومواد النظافة الأساسية.وتشير زعيتر إلى أن "البنك يعتمد على تبرعات من الأفراد والشركات، سواء كانت نقدية أو عبر تحويلات مالية. وهذه التبرعات تُستخدم لدعم المطابخ الاجتماعية التي يتعاون معها البنك، مما يتيح لها الاستمرار في الطهي وتوفير دخل مستدام للعاملين فيها".حتى اليوم، تمكن البنك الغذائي من تقديم المساعدة لنحو 4355 شخصاً، بفضل هذا التنسيق والتضامن المجتمعي.مبادرات فرديةالمبادرات الفردية، غزت كذلك، المناطق اللبنانية. من بين هذه المبادرات، برزت آية المصري التي أسست مشروعاً خاصاً لبيع الثياب أونلاين منذ حوالي عام. وتقول المصري: "بدأت نشاطي في بيع الثياب عبر الإنترنت. لكن مع تصاعد الأزمة انتقلت إلى المساعدة بطرق أخرى غير التبرعات المالية. وصرت أتبرع بالثياب التي أبيعها. وتعاونت مع شركة توصيل التي رفضت بدورها تقاضي أي أجر مقابل توزيعها على مختلف المناطق في بيروت وخارجها".ومع نفاد المخزون، لجأت إلى منصات التواصل الاجتماعي، موجهة نداءً للأشخاص للتبرع بالملابس. هذا النداء لاقى استجابة واسعة، حيث تمكنت من جمع تبرعات إضافية، وقامت بتوزيعها على المدارس بالتعاون مع مجموعة من المتطوعين الشباب.حتى بعض "المؤثرين" على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتوانوا عن تقديم المساعدة في ظل الأزمة. من بين هؤلاء، وردة بو ضاهر، الإختصاصية النفسية المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية ونشرها لمحتوى يفضح حقيقة الكيان الصهيوني، والتي بدأت نشاطها قبل اندلاع الحرب في غزة ولبنان. وتقول بو ضاهر: "عندما شعرت بالحاجة الملحة للأدوية بناءً على طلبها من المراكز الصحية في زغرتا، قمت بالتنسيق مع رئيسة المركز ونشرت طلب الحصول على التبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحة الهدف من تلك التبرعات".وتضيف بو ضاهر: "أحرص دائماً على نشر الفواتير وقوائم الأدوية التي يتم التبرع بها لضمان الشفافية والمصداقية. فهذه قضية إنسانية، وبصفتي شخصاً يعمل في القضايا الإنسانية والاجتماعية، لا يمكنني أن أبقى على الهامش. لقد زرت المراكز وعاينت الأمر على الأرض. وأعتقد أن هذه المنصات يجب أن تُستخدم في أوقات الأزمات، وإلا فلا فائدة منها".المبادرات الفردية لم تقتصر على الداخل اللبناني فحسب، بل امتدت لتشمل المغتربين أيضاً. من بين هؤلاء، ملاك لاز المقيمة في فرنسا، والتي تمتلك علاقات واسعة في مجال العمل التطوعي والجمعيات. وتقول لاز: "استخدمت علاقاتي لجمع تبرعات شملت الملابس، والفرش، والطعام، وغيرها من المستلزمات الضرورية. وأعمل مع مختلف الجهات لضمان تأمين أكبر قدر ممكن من الاحتياجات".وشرحت أنهم تمكّنوا من إطعام حوالي 500 شخص، وتأمين 3,000 فرشة، بالإضافة إلى توفير المستلزمات النسائية والأطفال لما يقرب من 20 عائلة، إضافة إلى مواد أساسية أخرى. كما تمكنوا من إسكان 30 عائلة في منازل لأشخاص يعرفونهم. وتقول: "حتى لو كنا في الخارج، يمكننا تحويل مشاعر الحزن إلى شيء مفيد. والكثير من الأشخاص، سواء من العرب أو غير العرب يستجيبون لتقديم التبرعات".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top