2024- 10 - 05   |   بحث في الموقع  
logo عن مصير “هاشم صفي الدين”.. هذا ما كشفته مصادر! logo البعريني: العمل الجماعي الحل الوحيد لمواجهة أزمة النزوح logo "ميتا" تطور ذكاءها الصطناعي: إنتاج فيديوهات حسب الطلب logo بيَدَيها دفنت والدها وشقيقها الشهيدَين في النبطية logo غارة إسرائيلية "جديدة" على الضاحية الجنوبية! logo "في أحلك أوقاتنا وقفت معنا مرة أخرى".. عقل يشكر دولة أوروبية logo بالفيديو: إسرائيل توثق نشاط "الكوماندوز" في الجنوب logo تضرّر أكثر من 253 محطة إتصال... وإسرائيل تحذّر الطائرات والسفن!
"تحت شمس زرقاء": رامبو في صحراء النقب
2024-10-05 11:25:47

بينما يبحث المخرج الإسرائيلي، دانيال مان، في أرشيف جيش الدفاع، من أجل استكمال كتاب يعمل عليه، تقع يده بالصدفة على ملف بعنوان لافت للانتباه، "رامبو 3". ليس هذا اسماً مشفراً لعملية خاصة، فالملف يحتوي على تفاصيل مشاركة الجيش الإسرائيلي في تصوير آخر أفلام السلسلة الهوليودية الشهيرة في صحراء النقب، العام 1986. سيهجر مان مشروعة الكتابي مؤقتاً، بعد أن يقوده الملف لإخراج فيلمه الوثائقي،"تحت شمس زرقاء" (2024).المشهد الافتتاحي لفيلم مان يعرض مادة تسجيلية، فيها يجيب سيلفستر ستالون على سؤال حول تصوير "رامبو 3" في إسرائيل، مشيراَ إلي أن نقاط التفتيش والهجمات المتكررة، فرضت جواً متوتراً كان مفيداً للتصوير ولمزاج العاملين فيه. يقدم رامبو المُهدى "إلى الشعب الأفغاني الشجاع" كما تشير خاتمته، نموذجاً مثالياً للبروباغندا الأميركية أثناء الحرب الباردة في مواجهة السوفيات. كانت موازنة الفيلم هي الأعلى في هوليوود في عقد الثمانينات، ولم يسمح الجيش الإسرائيلي فقط بالتصوير في ميادين الرماية الخاصة به، بل شاركت أسراب طائراته بالتحليق في خلفية المشاهد، ووظفت التدريبات القتالية لقواته في التصوير، وأحياناً تم استخدام متفجرات الجيش الحقيقية في مشاهد المعارك. ويستضيف مان في فيلمه أحد الضباط الإسرائيليين الذي فقد جزءاً من أصابعه، حين انفجرت في يده واحدة من تلك المتفجرات أثناء التجهيز للفيلم.حتى تبدو صحراء النقب أشبه بالطبيعة الجبلية لأفغانستان، أو بالأحرى كي تُصبغ بمسحة غرائبية، يقترح أحد صناع "رامبو" وضع فلاتر زرقاء على عدسات التصوير، وهو ما حدث بالفعل. يعكس "تحت شمس زرقاء" التداخلات بين الاستعماري والبروباغندا والسينمائي، ويقودنا لاستكشاف بعض طرائق احتلال الخيال وطرائق تشكيل الطبيعة لتناسبه. لوهلة، تبدو هوليوود وجيش الدفاع، وكأنهما الشيء نفسه، أو على الأقل انعكاسات مرايا ودخان لبعضهما البعض، فالحدود بين العنف العسكري في الواقع وبينه على الشاشة، شديدة المراوغة، ويصعب في الحقيقة القول مَن يقلد مَن، خصوصاً في هذه الأيام.يعود بشير، البدوي الفلسطيني الذي عمل في قسم المؤثرات الخاصة في "رامبو 3"، إلى موقع التصوير بعد أكثر من أربعة عقود، ليكون أمام الكاميرا هذه المرة، لا مخفياً كما في الماضي وراء الشاشة التي يستأثر بها ستالون واستعراضات الذكورية المفرطة. يجهز بشير أحد التفجيرات الصغيرة ليستعرضها بفخر أمام الكاميرا، ويستعرض الاستوديو الخاص به ولوحاته التي تحتفي بالحياة البدوية ورموزها، وعلاوة على ذلك يسرد تاريخ قبيلته التي تم طردها من صحرائها إلى الأردن أثناء النكبة، وبعدها خصصت أراضيهم كساحات للرماية للجيش الإسرائيلي. يقدم "تحت شمس زرقاء" على لسان بشير وآخرين، وعبر مواد أرشيفية، تاريخاً للصحراء، ولبدوها ولمقاومتهم للعسف والمطاردة وللجرافات التي تهدم بيوتهم، وللمحاولات الإسرائيلية لتصوير الصحراء وكأنها جغرافيا خالية وبلا سكان، أو كأنها جرداء، ومن ثم طمسها وطمس جغرافيتها بتغطيتها بالغابات، وزراعتها بأشجار أجنبية.بين المقاطع الأرشيفية ومشاهد أبطال الفيلم الواقعيين، يرسل مان سلسلة من الايميلات ذات النصوص التهكمية إلى ستالون، يسأله فيها إن كان يعرف شيئاً عن هذه الصحراء، وما حدث لأصحابها، ويطلب منه أن يعود لينقذهم. هنا يأخذ البحث عن بطل، منحى ساخراً، وكأن مان يراجع هوسه برامبو في طفولته ويضع إسرائيليته تحت مجهر الفحص.على الرغم من سردية الفيلم المتعاطفة، تظهر الشخصيات البدوية في الفيلم متحدثة بالعبرية حصراً، باستثناء بعد العبارات المتناثرة بالعربية. العنف الممارس على الجغرافيا على سكانها، لا يستطيع مان أن يتفاداه. بقصد أو من دون قصد، يفرضه لغوياً على أبطاله، هؤلاء المطلوب منهم أن يشكوا ويتذكروا ويفرحوا ويغضبوا بلغة ظالميهم.(*) يعرض الفيلم حالياً في صالات السينما البريطانية.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top