مشاهد سوريالية تعكسها الغارات الإسرائيلية البربرية المتواصلة على الضاحية الجنوبية. بنايات بأكملها تنهار وأحياء تُزال وقرقعة الصواريخ تصل إلى مدن الجنوب وأعالي بلدات جبل لبنان. هكذا تريد إسرائيل البلاد المحيطة بها، منزوعة القوة وذليلة، فكانت أحياء الضاحية بالأمس ضحية السعير اللاهث وراء محاولة تصفية قيادة حزب الله الجديدة، أو المفترضة، من دون أن تصدر أي معلومة أمس عن نجاح العدو في اغتيال السيد هاشم صفي الدين.
الهجوم على الضاحية، بدأ يترافق مع مؤشرات بالغة الخطورة لجهة فرض حصار على لبنان كما يخشى المسؤولون اللبنانيون، ومن النُذر قطع طريق المصنع بين لبنان وسوريا. وهذه من التحديات الخطرة التي تحوم فوق الدولة اللبنانية بمواردها المحدودة، والتي لفت إليها اليوم تصريح لمحافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر، الذي شدد على خطورة التغاضي عن التخزين اللامركزي الغذائي.
وفي المقابل، تواصل قصف المستوطنات والمواقع الإسرائيلية بالصواريخ، وأضيف إليها تدخل من الفصائل العراقية، أدى ولأول مرة إلى قتلى وجرحى إسرائيليين.
بالتوازي، بقي لبنان محور تحركات دبلوماسية، مع "هبوط" لوزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي الذي جال على رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مشدداً على أن بلاده لن تسمح بهزيمة حزب الله، ولافتاً إلى أن الهجوم الصاروخي على إسرائيل كان "دفاعاً عن النفس وفق قوانين الأمم المتحدة". وفيما كان عراقجي يعكس سياسة بلاده من بيروت، كان مرشد الثورة علي خامنئي يؤم تأبيناً للسيد حسن نصرالله، معرباً عن اقتناعه بنصر حماس وحزب الله على إسرائيل.
وبين الميدان والدبلوماسية، بقيَ السياق الداخلي الساعي لتعزيز المساحات المشتركة، محور اللقاءات والمشاورات. وقد اكتسبَ اليوم دعماً إضافياً من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي زاره النائب وائل بو فاعور، ناقلاً عنه عدم معارضته لخلاصات اللقاء الثلاثي في عين التينة، لا بل رؤيته أنَّ اللقاء عكسَ موقفاً لبنانياً صافياً يحملُ رسالة لبنانية واضحة تتمثل في وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس للجمهورية. والأهم، أنَّ بو فاعور كشف عن بعض الأسس المشتركة للعمل المشترك خلال المرحلة القادمة.
إلى ذلك استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفداً من حزب الكتائب وبحث معه الموقف الحلول.