كل المؤشرات تُظهر انتقال العدوان الإسرائيلي إلى مرحلة أكثر شراسة، في ظل تعمد استهداف أحياء ومؤسسات مدنية وإعلامية وإغاثية، ومواصلة القصف والغارات وصولاً إلى عمق جبل لبنان والبقاع. وقد سُجل اليوم تركيز العدوان الإسرائيلي على مكتب العلاقات الإعلامية في حزب الله في حي سكني، وغارات على مواقع أطقم صحية في الجنوب والضاحية، بعد فجرٍ دام مع تسجيل نحو عشرين غارة على الضاحية الجنوبية.
هذه النوعية من الإستهداف تشير إلى النية الثأرية للعدو من الإعلام، خاصة مع تسجيل خسائر يومية في صفوف قواته البرية. ذلك أن المقاومة أعلنت اليوم عن عشرات العمليات التي استهدفت قواته بالعبوات الناسفة والكمائن والقصف المدفعي، خاصة في مارون الراس ويارون وكفركلا، والتي تعكس ما ينتظر العدو في القرى والبلدات الجنوبية، على افتراض تمكنه من اقتحامها. كما واصل حزب الله إمطار المستوطنات الشمالية وصولاً إلى عمق شمال فلسطين المحتلة بالصواريخ البعيدة المدى.
بالتوازي، اكتسبت الحركة السياسية خاصة على خط المشاورات لوقف الحرب ورئاسة الجمهورية، زخماً جديداً، والذي يأتي بعد الحركة التي بادر إليها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على مستوياتٍ متعددة، فيما يستمر "التيار" عبر هيئته السياسية بمواكبة الإتصالات وتفعيلها مع كل القوى. وقد زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بكركي مساء اليوم الخميس، فيما كان وليد جنبلاط يوفد وائل بو فاعور إلى معراب والمختارة في محاولة لاستكشاف المعطيات من جوانب القوى المختلفة.
وكل هذه التحركات تصب في البحث عن المساحات المشتركة لبنانياً لمواجهة تداعيات الحرب والتوصل إلى حل لانتخاب رئيس، بعيداً عن منطق الفرض الذي سقط من جانب الثنائية الشيعية، وعن منطق الرهانات التي تراود فريق المواجهة.
ويُشار إلى إلى أن المكتب الإعلامي لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل البيان الآتي كان نفى ما أورده موقع mtv صباح اليوم الخميس من معطيات مغلوطة عن التحرك الذي يضطلع به راهنا رئيس التيار. وأوضح أنه صحيح أن التيار ورئيسه يجريان اتصالات بكل القوى السياسية، ولكن غير صحيح انهما يطرحان اسماء للرئاسة او يطلبان أسماء أو حتى يطرحان تصنيفات للمرشحين، بل بالعكس يصرّ رئيس التيار على طرح مبدأ ان يكون المرشح للرئاسة جامعاً لكل اللبنانيين.
وعلى خط المواقف والتحركات العربية والإقليمية، ذكرت معلومات أن وزير خارجية ايران سيزور لبنان غدا للقاء المسؤولين. ومن جهته دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى “بذل جهود من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان". وقال: "سبق أن حذرنا من عواقب عدم محاسبة إسرائيل على ما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية".