2024- 09 - 29   |   بحث في الموقع  
logo ميقاتي يتلقى اتصالاً من نظيره العراقي: نشكرُ دعم بغداد الدائم للبنان logo قبلان: من اغتال الأمين العام لحزب الله يريد اغتيال لبنان logo القادة الذين اغتالتهم إسرائيل بالتزامن مع اغتيال نصرالله وبعده logo “أمل” شيّعت الشهداء الرساليين في بلدة طيردبا logo "الموقف ثابت بدعم لبنان"... إتصالٌ عراقي بميقاتي logo صحيفة أميركية تكشف سبب نجاح "استخبارات اسرائيلية" مع حزب الله logo "أسباب كيدية"... عودة يناشد عدم ربط مصير لبنان بأي جماعة أو دولة logo بالفيديو: اليكم ما جرى صباحاً عند المعابر الحدودية
الحرب بين العبث والمعنى
2024-09-29 10:25:41


حبست السيّدة المغطّاة بمنديل دمعةً في مقلتها اليسرى وقالت والغصّة تعتصر حلقها: "فدا السيّد"، ثمّ أردفت كمن يردّد ويردّد كي يقنع ذاته: "هبنا النصر يا سيّد، هبنا النصر يا سيّد".
نقلت هذا المشهد إحدى المحطّات التلفزيونيّة بعد حادثة تفجير أجهزة البايجر، التي فقد فيها المئات من عناصر حزب الله أيديهم أو عيونهم. كلام المرأة التي عضّت على جرحها، وتعثّرت بكلماتها، بينما هي تُرسل تحيّةً ملتبسةً للسيّد حسن نصرالله يمكن أن يُقرأ في سياق تحليلنا دلالات الأدلجة لدى شريحة لا يستهان بها من المجتمع اللبنانيّ.
لكنّ قراءةً من هذا النوع، على أهمّيتها وضرورتها، لا تفي الموضوع حقّه. فمن سمع هذه المرأة، يتيقّن من أنّها لم تحاول إخفاء جرحها، ولا هي لجأت إلى استعادات "أسطوريّة" عبر وضع حرقتها في خطّ مواز لما تعرّض له الأئمّة والأولياء من قتل وتعذيب وقهر بحسب السرديّة الدينيّة التقليديّة. جلّ ما قامت به هذه المرأة أنّها سعت إلى إسباغ معنًى على المصاب الذي حلّ بها وبمن تحبّهم. والمعنى غالباً ما يكون عبر إخراج الواقعة من سياقها المباشر، حيث تجربة العبث تغلب على تجربة المعنى وتتغلّب عليها، ووضعها في سياق أوسع. وعند المرأة أنّ هذا السياق هو النصر الموعود. لا شيء يداوي الجرح إلّا أن يكون هذا الجرح في خدمة هدف نبيل يتخطّى تفاهة الموت وعبثيّة الإعاقة بالتفجير. وهذا الهدف هو النصر الذي استحثّت المرأة السيّد حسن نصرالله على تحقيقه لها، ولمن مثلها، كي تتعزّى بأنّ ما حصل لم يكن مجرّد عبث، بل هو أمر ذو معنى. هل حدست المرأة بأنّ ما سيأتي بعد انفجار البايجر سيزلزل الأرض من تحت أقدامنا جميعاً؟ لم تكن نبرتها تعكس الأمل بانتصار موعود فحسب، بل كانت تشي أيضاً بقلق مريب، قلق من انهيار أحلام النصر التي تربّت عليها أجيال بأسرها. نحن اليوم لا نعيش في زمن هذا الانهيار فحسب، بل نعاينه بأمّ العين يتسرّب إلى خلايا دماغنا ويشاركنا طعامنا وشرابنا. قيل إنّ الحرب الحقيقيّة لن تأتي لألف سبب وسبب. لكنّ الحرب أتت بالفعل كي تكشف بالدم، دم ناس بلدنا، أنّنا كنّا جميعاً ضحيّة سرديّة مثقوبة وإيديولوجيّات فضفاضة.
لقد آن الأوان كي نبدأ من جديد وكي تتعلّم من أخطائنا الماضية. عسانا نكون في المستقبل أقرب من الحقيقة، وأقرب بعضنا من بعض…


المدن



كلمات دلالية:  المرأة هذا النصر كي السي سي يا حسن
ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top