2024- 09 - 27   |   بحث في الموقع  
logo غارة جوية تستهدف مبنى في بلدة عنقون logo عملية جديدة لـ”الحزب”.. استهدف هذا الموقع logo استشهاد إمام بلدة بليدا مع عائلته logo وزير خارجية فرنسا: ما يزال بإمكاننا تفادي الحرب logo قبيل مغادرته الى القاهرة.. مؤتمر صحافي لوزير العمل الاحد في المطار logo الحكومة مسؤولة عن أهلها.. حمية : على المجتمع الدولي مساعدة لبنان logo بالفيديو.. غارة جوية تستهدف مبنى في بلدة عنقون logo المقداد يلحق بخدام والشرع.. نائب للرئيس تمهيداً لإقصائه
مسؤولية الحرب
2024-09-27 14:25:40

في لبنان، يصعب أن يأخذنا النقاش والجدل حول قرار الحرب والسلم الى مكان نطمح إليه أو نأمله، بل ربما نصل إلى حرب أهلية جديدة. فالذاكرة اللبنانية في أحسن حالاتها مثقوبة، أو قصيرة، والعقلية قَبَلية وسلطوية وميليشيوية ولا تخرج من سياق "هُم" و"نحن" وتظاهرات الدراجات النارية في الشوارع والأحياء. ومع أن "الماضي لا يمضي"، وتُفتح ملفات صعبة، ويعبّر الناس عن آرائهم، لكن بلا جدوى، لا يأخذ الكلام في الحسبان. فالحرب لا تني تتكرّر، ويُدمّر لبنان ويُقتل ناسه بالطريقة ذاتها والسيناريو ذاته، وإن اختلفت الألوان أو الدول الراعية والمموّلة، منذ العام 1969، واسرائيل تبحث عن أي ذريعة لشن حرب مدمّرة فاتكة. وتجد من يقدم لها الذريعة، عن قصد أو غير قصد، عن عِلم أو غير عِلم، مرة ضمن وحدة "المسار والمصير"، في البدايات، ومرات في سياق "وحدة الساحات". إسرائيل شرسة ومجرمة ومحتلّة، في المقابل لم يجتهد القادة في لبنان للحفاظ على وطنهم، كانوا خبثاء تجاه بعضهم البعض وأغبياء وانتهازيين في ولاءاتهم واستدعائهم الأغيار والأعداء، وإن كانوا ينشدون أغاني فيروز صباحاً ومساءً...منذ الستينيات، بعد اتفاق القاهرة، نحن في دولة مذاهب وأحياء وهشاشة أمنية وسفارات، طوائف استعانت بالسلاح الفسطيني للتغيير تحت مسمى "الإصلاح"، وطوائف أخرى استعانت بالمحتل تحت مسمى "السيادة". اختلطت الأمور بين حابل الدولة ونابل "فتح لاند"، بين طموحات كمال جنبلاط وشراسة كميل شمعون وتهور بشير الجميل ورخاوة الآخرين، وصولاً إلى اتفاق الطائف مع نهاية الحرب، ورواج اسطوانة "جيش وشعب ومقاومة". في بداية التسعينيات، تحول الجنوب ساحة قتال، وتقاضى ثمنها إميل لحود رئاسياً، اذ بدأ لبنان يتحول إلى نظام أمني بالكامل مع نهاية التسعينيات. مع انسحاب اسرائيل العام 2000 من الجنوب والبقاع الغربي، انزعج وزير الخارجية السوري آنذاك، ووضع ما حصل في سياق ما يشبه المؤامرة، وتصدعت أسطوانة وحدة "المسار والمصير" وبدأت المطالبة بإعادة انتشار الجيش السوري، وأغضب لحود الفرنسيين بـ"تراجعه" عن وعده بنشر الجيش في الجنوب.تفاءل اللبنانيون، وبنوا منازل في الجنوب البقاع وزرعوا حدائق وبساتين، توهموا أن الأمور تسير على سكة صحيحة بعد سنوات من الاحتلال والتهجير. لكنهم في الواقع انتقلوا من جحيم الاحتلال، الى مزاج الهيمنة الجديدة. كانوا يبنون حياتهم المعلّقة "من فوق"، وكان حزب الله يبني دولته وأنفاقه ومستودعاته "من تحت"، كما لم تسِر الأمور على ما يرام في سوريا بعد رحيل حافظ الأسد. ثّمة وجوه جديدة صعدت، ذهب غازي كنعان وحل محله رستم غزالي، أُبعِد الحرس القديم أو اغتيل. تمدّد الإيراني وتصاعدت الأزمة مع صدور القرار 1559 الذي يدعو الى نزع سلاح الميليشيات، ولم يكن اغتيال رفيق الحريري ورفاقة إلا من ضمن هذا الصراع المدمّر، ولم يكن شعار "الجيش والشعب والمقاومة" إلا مشروع سلطة جديدة، وهيمنة على مقدرات الدولة وقرارها، نتيجة سطوة السلاح ووهجه. هزم التوجه الأمني المشروع الاقتصادي، أطاح الفساد الأمني بالفساد الاقتصادي، والضاحية التي كانت هامشية على مدى سنوات صارت صاحبة القرار وصانعته، والجدل الذي حصل عقب اغتيال الحريري حول السلاح، تبعته موجة جديدة من الاغتيالات، ترافقت مع عبارات "مَن يطالب بنزع السلاح سننزع روحه". ثمّ كانت "حرب تموز" 2006 التي أخذت البلاد إلى انقسام عمودي ومذهبي، "انتصر" حزب الله وهُزمت بُنية البلد ووُضع في دائرة التعطيل والشوشرة وحفلات التخوين والتصنيف بين "أشرف الناس" والعملاء. وبرز "المال النظيف" في صناديق السيارات، وهيمن حزب الله على معظم الطائفة الشيعية. تقلّصت تدريجياً الأصوات المعارضة والعلمانية أو انضوت في المحور الإيراني، وتمدّد حزب الله نحو الشارع السني من خلال "سرايا المقاومة"، ونحو "الشارع المسيحي" من خلال التحالف مع العونيين بعد اتفاق مار مخايل في 6 شباط 2006. كانت الحرب كارثة كبرى، وما بعد الحرب كوارث بالجملة، ثمّ حرب 7 ايار 2008 تحت شعار "السلاح لحماية السلاح"، إلى الحرب السورية وموجة التكفير بعد موجة التخوين. صار لبنان محكوماً بتوجهات خطاب حسن نصرالله، لا الحكومة ولا مجلس النواب ولا رئاسة الجمهورية. ولا ضرورة لشرح ما حصل في الأشهر الأخيرة بعد "طوفان الاقصى"، لكن التحذير من الانزلاق نحو الحرب الشاملة كان يُجابَه بشيء من الخفّة واللامسؤولية والعنجهية. شيء ما في إدارة الصراع أو الحرب مع اسرائيل يشبه إدارة ملف رئاسة الجمهورية، ليس هناك بحث عن حلول سياسية بقدر ما هناك رفع شعارات، هناك ثقة زائدة عند البعض، هناك توجه للإطاحة بكل شيء لأجل شعار رفعناه. لا بأس أن يدمّر لبنان لإجل شعار "وحدة الساحات". بالطبع، المجرم بنيامين نتناياهو يرى الدول المحيطة بالكيان الإسرائيلي أرضاً محروقة. فالاتصالات في لبنان لإيجاد مخرج أو حل لوقف النار، ربما تكون شبيهة بما حصل في غزة، ليست إلا تقطيعاً للوقت، على وقع المجازر اليومية والتهجير المتواصل.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top