يعقد مجلس الأمن الدوليّ، اليوم الأربعاء، 25 أيلول، اجتماعًا طارئًا حول الوضع في لبنان حيث "أوقعت ضربات إسرائيليّة خلال يومين نحو 560 قتيلًا"، وفق ما أعلنت بعثة سلوفينيا الّتي تتولى الرئاسة الدوريّة للهيئة. وقالت البعثة أمس الثلاثاء إن الاجتماع الذي طلبته فرنسا سيُعقد الأربعاء الساعة 12 ليلًا (22:00 بتوقيت غرينتش)، بحضور الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. أما الجلسة الّتي طالبت بها فرنسا كجزءٍ من المبادرة الفرنسيّة الدبلوماسيّة لوضع حدٍّ للمواجهات المتدحرجة في لبنان، تتسم بأهميّة بالغة، نظرًا لكونها جاءت وسط سباقٍ دوليّ محموم، لإيجاد مخرجٍ دبلوماسيّ لهذا الوضع.
ومن مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، أكدّ الرئيس الفرنسيّ، إيمانويل ماكرون أن أكبر خطر الآن هو التصعيد في لبنان، معتبرًا أنّه لا بد ألا تكون هناك حرب في لبنان. وقال ماكرون في كلمة ألقاها في الأمم المتحدة، أن وزير الخارجية الجديد سيتوجه إلى لبنان في نهاية الأسبوع. مؤكداً إلى "أن الكثير من المدنيين قتلوا من دون مبرر."واعتبر أنّ "لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن نفسها في مواجهة حركة "حماس" لكن الحرب في غزة استمرت أكثر مما ينبغي". وطالب ماكرون إسرائيل بوقف التصعيد في لبنان و"حزب الله" بوقف إطلاق النار على إسرائيل، كما طالب كليهما باحترام التزاماتهما بقرارات الأمم المتحدة الخاصة بلبنان.على هامش الاجتماع الطارئحذّر الرئيس الأميركيّ جو بايدن، من خطر اندلاع "حربٍ شاملة" في الشرق الأوسط، الأمر الذي اعتبره "محتملًا"، وأضاف بايدن في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" أنّه يعتقد "أنّه لا يزال بالإمكان التوصل إلى اتفاقٍ يمكنه أن يغير المنطقة برمتها". وذلك يتدرج ضمن الجهود الدبلوماسيّة الّتي تقودها الولايات المتحدّة لإنهاء الحرب في كل من غزّة ولبنان، فيما تجري مناقشة التفاصيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقد التقى بايدن بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ودعا الرئيس الفرنسيّ، الذي تحدث مساء الثلاثاء مع نظيره الإيرانيّ مسعود بوزشكيان، إيران إلى "دعم وقف التصعيد بشكلٍ عام" في الشرق الأوسط. ميقاتي في نيويوركوقد بحث رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في نيويورك مع وزير الخارجيّة الأميركيّ مساعي وقف إطلاق النار بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والموفد الرئاسيّ الأميركيّ آموس هوكشتاين. وتمّ البحث في المساعي الجارية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، والتّوصّل إلى حلّ ينهي الصّراع المستمر منذ السّابع من تشرين الأوّل الماضي.
وكان ميقاتي قد باشر بسلسلة اجتماعات دبلوماسيّة في نيويورك، خلال الجمعيّة العموميّة للأمم المتحدة، وقبيل اجتماع مجلس الأمن الدولي مساء اليوم. والتقى ميقاتي الرّئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​، وشكر له "دعم فرنسا المستمرّ للبنان، وللجهود الّتي تبذلها لوقف الاعتداءات الإسرائيليّة، والتّوصّل إلى حلّ شامل للوضع في المنطقة". وكان ميقاتي قد اجتمع صباحًا مع الموفد الرّئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، وجرى البحث في المساعي الجارية لحلّ الصّراع في ​غزة​، ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. كما التقى الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​، وبحث معه بالوضع الرّاهن في المنطقة والعدوان الإسرائيليّ المستمر على غزة وجنوب لبنان، والمساعي الجارية للتّوصّل إلى وقف إطلاق النّار. كذلك التقى ميقاتي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أكّد على وجوب سعي المجتمع الدوليّ أن ينفذ بشكل عاجل حلًّا لوقف العدوان الإسرائيليّ، بحسب الرئاسة التركية.كما التقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وعرضا للعلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في المنطقة ولبنان.واستقبل ميقاتي رئيس وزراء العراق شياع السوداني الذي أكد استعداد بلاده لدعم لبنان في مختلف الاتجاهات لتجاوز هذه الأزمة.التناقض الإسرائيليمن جانبٍ آخر، وفي تصريحاتٍ متناقضة وضبابيّة، قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستستخدم "القوة الكاملة" في لبنان حتى عودة سكان الشمال، ورغم ذلك أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر إسرائيليّ لم تذكر هويته، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أعطى "ضوءًا أخضر" للاتصالات مع الولايات المتحدة، للتوصل إلى تهدئة مع حزب الله. ونسبت الصحيفة للمصدر قوله "إننا نقترب من مفترق طرق، لتحديد إلى أين تتجه الحرب". ودعا الأربعاء رئيس الأركان الإسرائيلي جنوده إلى الاستعداد لـ"دخول محتمل" إلى لبنان، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استدعى لواءين احتياطيين من أجل "مهام عملياتية" في الشمال. وخاطب هرتسي هاليفي عناصر لواء مدرع بحسب بيان أصدره الجيش قائلًا: "يمكنكم سماع الطائرات هنا. نحن نهاجم طوال اليوم. والهدف هو التمهيد لدخولكم المحتمل وأيضًا مواصلة ضرب حزب الله". وقال هاليفي "لن نتوقف. سنواصل مهاجمتهم وإيذاءهم في كل مكان" مضيفاً أن هذه التحركات "ستسمح لنا بإعادة سكان الشمال بأمان في وقت لاحق".المبادرة الأميركيّةوتعمل إدارة الرئيس الأميركيّ جو بايدن على مبادرة دبلوماسيّة جديدة لوقف القتال في لبنان واستئناف مفاوضات غزة، وفق ما نقلته وكالة رويترز وموقع أكسيوس عن مصادر مطلعة. يأتي ذلك في حين حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن خطر التصعيد في الشرق الأوسط "شديد"، مؤكدًا أن واشنطن وحلفاءها يعملون دون كلّل لتجنب اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. وقال موقع أكسيوس، نقلًا عن مصادره، إنه قد يتمّ الإعلان اليوم عن مبادرة البيت الأبيض بشأن لبنان لوقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وأوضح نقلًا عن مصدر أميركيّ أن واشنطن تعمل مع عدّة دول على مقترح لحلًّ دبلوماسيّ شمال إسرائيل، وأنها ناقشت المبادرة الجديدة مع فرنسا وإسرائيل ولبنان ودول عربية. وحسب مسؤولين أميركيين، نقل عنهم أكسيوس، فقد بدأت المناقشات حول المبادرة الأميركيةّ الجديدة بعد مكالمة هاتفية الاثنين الماضي بين مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، والوزير الإسرائيلي رون ديرمر. كما قالت رويترز، نقلًا عن 6 مصادر مطلعة، إن الولايات المتحدة تقود مساعي دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في غزة ولبنان، وذلك ضمن مبادرة واحدة، مشيرة إلى أن الاتفاق الذي تسعى إليه أميركا قد يشمل إطلاق سراح المحتجزين في غزة. وذكر مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان غربيان ومصدر مطلع على تفكير حزب الله ومصدر آخر مطلع على المحادثات، لرويترز، أنه يجري وضع التفاصيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.المواقف الدوليّةحذرت مصر والأردن والعراق في بيان مشترك اليوم الأربعاء من أن إسرائيل تدفع المنطقة إلى حرب شاملة، مع مواصلتها الحرب على قطاع غزة، وتصعيدها القصف الجوي في لبنان. وقال وزراء خارجية الدول الثلاثة بعد اجتماع في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنهم بحثوا التصعيد الخطير الجاري في المنطقة، وشددوا على أن وقف هذا التصعيد يبدأ بوقف العدوان الإسرائيليّ على غزة. وأدان الوزراء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأكدّوا أن اسرائيل تدفع المنطقة إلى حرب شاملة. ودعا وزراء الخارجية المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهم لوقف الحرب، وأشاروا إلى أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور الذي سيكون له تبعات خطيرة على المنطقة برمتها. وأكدوا بحث مسار العمل في إطار "آلية التعاون الثلاثي" تحضيرًا لقمة ثلاثية على مستوى القادة في القاهرة.