التفاوض بالنار، هي الجملة التي تتردد في إسرائيل تعليقاً على المقترحات التي تتقدم بها دول عديدة لخفض التصعيد بين حزب الله وإسرائيل ووقف إطلاق النار. وقد عقد المجلس الأمني والسياسي الإسرائيلي جلسة مساء الأربعاء، لمناقشة التطورات الأمنية والسياسية، وذلك قبل مغادرة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، فجر الخميس، إلى نيويورك لإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن الاجتماع بحث في تفويض نتنياهو ووزير الأمن، يوآف غالانت، باتخاذ القرار بشأن توغل برّي محتمل في لبنان؛ علماً بأنه خلال فترة غياب نتنياهو الذي من المتوقع أن يعود مساء السبت، سيتولى وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، رئاسة الكابينيت.
الضرب بقوة
وفي ظل المداولات التي شهدتها أروقة مجلس الأمن حول الوصول إلى صيغة لوقف النار، تعتزم إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تقديم مقترح للتسوية بين إسرائيل وحزب الله خلال الأيام القليلة المقبلة، بحسب ما نقلت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") عن مصدر مطلع، مساء الأربعاء، فيما أكد مسؤول رفيع تحدث لوكالة "فرانس برس" أن الولايات المتحدة تجري "مشاورات مكثفة مع الإسرائيليين ودول أخرى في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله". وذكرت "كان 11" أن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة تقود هذه المفاوضات، التي تجري في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ونقلت القناة عن مصادر مطلعة على المفاوضات أن "الحديث يدور حول مفاوضات مكثفة، طُرحت خلالها العديد من الأفكار، والهدف هو الوصول إلى صيغة ستعرضها الولايات المتحدة على الطرفين".
ومن بين الأفكار التي تم تداولها، وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله في مرحلة أولى للسماح بإجراء مفاوضات مكثفة. وتنطلق الوساطات من فرضية أن حزب الله مهتم بالتوصل إلى اتفاق؛ فيما قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للوزراء خلال مشاورات أمنية عقدها مساء الأربعاء، إن "المفاوضات ستكون فقط تحت النيران، ونحن مستمرون في ضرب حزب الله بكل قوة". في المقابل، أوضح مصدر إسرائيلي أن "نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لمحادثات التسوية، جزئيًا من أجل تأمين شرعية دولية للعملية العسكرية الإسرائيلية الحالية في لبنان". وأضاف مصدر آخر مطلع على المفاوضات أن "التوصل إلى تسوية مع حزب الله سيتطلب أن تشمل "شيئاً" أيضًا يتعلق بقطاع غزة". فيما قال نتنياهو في بيان مصور إنه "لا أستطيع الكشف عن كل ما نقوم به، ولكني أؤكد أننا مصممون على إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
الاعتبارات الإسرائيلية
وبحسب "كان 11"، فإن نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، يدفعان "نحو تسوية محددة زمنيًا في الشمال لدفع صفقة تبادل أسرى" مع حركة حماس. وأفادت القناة بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تدعم هذا التحرك؛ من جهة أخرى، طالب رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، وعدد من الوزراء في الكابينت الأمني - السياسي بمواصلة الهجوم على لبنان. وتهدف المبادرة التي يقودها نتنياهو وديرمر إلى قلب إصرار الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، على ربط الأحداث في الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، لصالح إسرائيل، ووضع "ولاء" حركة حماس للبنان والتزامها تجاه حزب الله "في موضع لاختبار". وفي رد من مكتب نتنياهو، جاء أن "الخط الأحمر لرئيس الحكومة نتنياهو والوزير ديرمر هو إبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني. حاليًا، لا توجد مفاوضات".
وأعلن البنتاغون، اليوم الأربعاء، أن عملية برية إسرائيلية داخل لبنان لا تبدو "وشيكة"، وذلك بعدما أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قواته بالاستعداد لهجوم بري محتمل ضد حزب الله. وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحفيين "لا يبدو أنه أمر وشيك"، في إشارة إلى توغل إسرائيلي محتمل داخل لبنان. من جهة أخرى، شددت سابرينا على أن الجيش الأميركي لا يقدم دعما مخابراتيا لإسرائيل في عملياتها في لبنان. وأبرزت أن الولايات المتحدة تبذل "ضغوطا شاملة" من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.