تحليلٌ فرنسي: حزب الله تائه في كيفية الرد على الهجمات الإسرائيلية
2024-09-20 11:55:38
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي ارمين العريفي، كبير مُراسلي مجلة "لو بوان" والخبير بالشؤون الإيرانية، أنّ حديث زعيم حزب الله حسن نصر الله كان مُتوقّعاً بعد العملية المُذهلة المنسوبة للموساد الإسرائيلي، والتي ضربت أعضاء الحزب في القلب، حيث اعترف نصر الله بأنّ حركته تلقت "ضربة قاسية وغير مسبوقة" واتهم إسرائيل "بتجاوز كل الخطوط الحمراء"، مُبتعداً في ذات الوقت عن إطلاق التهديدات القوية في دلالة على أن الحزب تائه في كيفية الرد.من جهته قال الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية والاستخبارات والتقنيات الجديدة جان جيسنل، إن هذه الانفجارات المُتزامنة غير العادية التي نفّذتها أجهزة المخابرات الإسرائيلية بحجمها وأضرارها للمنظمة العسكرية السياسية التابعة لإيران الملالي، ستُدرج في تاريخ الحروب السرّية التي خاضتها القوى العسكرية الصغيرة والكبيرة على مدى قرون، وذلك من خلال براعة تصميمها وتعقيدها الشديد، والوسائل الهائلة التي كان لا بدّ من تنفيذها في أقصى درجات السرّية، ومن خلال الإذلال المُفرط الذي تُسببه للعدو. ونقلت مجلة "لو بوان" الفرنسية عن الباحث جوزيف باحوط، مدير معهد الشؤون العامة والدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت، قوله، إن من الواضح أن حزب الله قد اهتز، لكن المحاولة الإسرائيلية لإخراج هذا الصراع خارج حدوده لم تتحقق، حتى لو كانت الضربة قوية جداً، في إشارة منه لحذر حزب الله من التصعيد وعدم ردّه.وأوضح تعليقاً على خطاب زعيم حزب الله: لعل دهشتي الوحيدة هي أن نصر الله لم يذهب بعيداً في وعده بالرد. واكتفى بترك الباب مفتوحاً للرد، مُشيراً إلى أنه سيحدث يوماً أو آخر، دون أن يكون مُحدداً. ولذلك فهو لم يضع نفسه في موقف مُطالبته بالردّ، على عكس الهجمات السابقة المنسوبة إلى إسرائيل. وبرأيه فإنه هذه الحرب ستستمر بالتأكيد ولكنها ستزداد تعقيداً. ومن المُرجح أن تستمر الهجمات على الجانبين، مع وجود موارد تكنولوجية واستخباراتية أكثر حسماً على الجانب الإسرائيلي.كما نقلت "لو بوان" عن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت الباحث كريم بيطار، رؤيته بأن الهجوم غير المسبوق من إسرائيل يُمكن أن يُثير صراعاً واسع النطاق، مُعتبراً أن حزب الله، يتمتع بالقدرة على إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل. لكن اليوم، فإن أي رد فعل من حزب الله والمعسكر الموالي لإيران يمكن أن يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الفرصة والشرعية لاتّباع منطقه حتى نهايته، أي إثارة صراع إقليمي لا يترك مجالاً للشك وبحيث لا يوجد خيار آخر في الولايات المتحدة سوى التدخل المباشر.وقال بيطار في حواره مع المجلة الفرنسية مُستبعداً وجود رد على إسرائيل: لقد ابتلع حزب الله وإيران الكثير من الثعابين في الأشهر الأخيرة لتجنب حرب شاملة. وعلى سبيل المثال، فإن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في آب في طهران، لم يُثر أيّ ردّ فعل من طهران حتى يومنا هذا.وتحت عنوان "الاغتيالات ذات التقنية العالية: إسرائيل دائماً تتقدّم بخطوة"، قال الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي غيريك بونسيت، إن المثال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هنا هو مثال يحيى عياش، الذي اغتيل في غزة على يد جهاز "الشين بيت" في عام 1996. فمن خلال زرع 50 غراماً من المتفجرات في هاتفه، نجح العملاء الإسرائيليون في القضاء على هذا الضابط الكبير خبير المتفجرات من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. كذلك وفي تشرين الثاني 2020، اغتالت إسرائيل عالم الفيزياء النووية، محسن فخري زاده، رئيس البرنامج النووي الإيراني، في نهاية عملية غير مسبوقة ومُعقّدة من الناحية التكنولوجية.
وكالات