2024- 12 - 22   |   بحث في الموقع  
logo المحررين الـ7 في مستشفى اللبناني – الإيطالي logo هيئة أبناء العرقوب: نستغرب موقف جنبلاط بشأن مزارع شبعا logo الجولاني يلتقي فاروق الشرع بدمشق ويدعوه للمؤتمر الوطني logo خامنئي: ليس لدينا وكلاء ولا نحتاج إليهم logo دعوات إسرائيلية لإنهاء الحرب بغزة.. ونتنياهو يسعى لصفقة جزئية logo تحت جسر نهر الكلب… هذا ما حدث مع المواطنين logo مراد: لن يكون صوتنا إلا لرئيس يؤمن باتفاق الطائف logo تواصل الخروقات وتسليم مختطفين.. والراعي: لاختيار رئيسٍٍ ينهض بالبلاد
اشكالية الهوية الوطنية: من حلم لبنان الكبير الى واقع الانقسام!.. ريتا نمير
2024-09-20 09:25:24

“الوحدة الوطنية تتطلّب من الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية في الحفاظ على لبنان كياناً يجمع كل أبنائه على اختلاف أديانهم. “هذه هي رؤية البطريرك الياس بطرس الحويك، الذي كان في عام ١٩١٩ قائدًا بارزاً في مفاوضات مؤتمر “فرساي”، حيث طالب باستقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي وإعلان دولة لبنان الكبير. 


أراد البطريرك الحويك أن يكون لبنان نموذجاً مميزاً في تنوعه الديني الفريد في الشرق الأوسط، وأسّس رؤيته لدولة لبنان الكبير على مبدأ أساسي: “التعايش بين المسيحيين والمسلمين هو ركيزة أساسية لبقاء لبنان واستقراره.”


 لو كان البطريرك الحويك على قيد الحياة اليوم، لكان حزيناً للغاية على ما آلت إليه أحوال المجتمع اللبناني من انهيار أخلاقي وإنساني. لقد تحول حلم لبنان الكبير، الذي سعى جاهداً لتحقيقه، الى خطر على الاستقرار، إذا لم يدرك الشعب، قبل الزعماء، أهمية العيش المشترك واحترام الآخر. فالمشكلة اليوم لم تعد سياسية فقط، بل تحولت الى مشاعر من الحقد الديني تسود بين مختلف الأطراف اللبنانية.


رغم هذا الانقسام، جاء تعليق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع متعاطفاً مع عناصر حزب الله الذين تعرضوا لعملية أقل ما يقال عنها أنها ارهابية حيث قال: “أشدّ الأسف والحزن على ما حدث اليوم، الآلاف في المستشفيات، هيدا مش وقت نحكي سياسة.”ومع ذلك، في مجالس الاحاديث السياسية، أسمع بعض الحاضرين يستخدمون تعابير قاسية تجاه أولئك الذين فقدوا نظرهم أو أعضاءً من أجسادهم. أحاول التبرير عندما أسمع مثل هذه الكلمات، فأحياناً أقول انهم لم يعانوا ما عانوه أهل الجنوب من عذابات واعتداءات مستمرة من العدو الاسرائيلي، أو ربما يرون أن ما حدث لهؤلاء هو نتيجة تدخلهم في حرب لا تعني لبنان. لكن المفارقة التي تثير حيرتي هي أن هؤلاء أنفسهم يتعاطفون بسرعة مع أي حدث أمني يقع في الغرب!


هذا يشير الى مشكلة جوهرية في المجتمع اللبناني: متى ستنفجر هذه القنبلة الموقوتة ونعود الى قتل بعضنا البعض كما حدث في الماضي؟ أو، بشكل أكثر أهمية، ما هي الوسائل التي يمكن أن تساعد في إخماد هذا الحقد المتصاعد بين اللبنانيين لمنع انفجار القنبلة؟


الصراع على الوجود والبقاء كان دائماً المحرك الأساسي لاندلاع الحروب الأهلية. اذا عدنا الى تاريخ لبنان، نجد أن حرب ١٨٦٠ بين الدروز والمسيحيين، وحرب ١٩٥٨ الأهلية، وكذلك الحرب الأهلية عام ١٩٧٥، جميعها حروباً قائمة على الهوية والخوف من الآخر، نتيجة انعدام المساواة بين مختلف الطوائف. ولكن السؤال الأساسي هو: من يؤمن هذه المساواة ويضمن الحفاظ عليها؟.


بالتأكيد، هذا هو جوهر وجود الدولة ومؤسساتها. الدولة وجدت لتكون الضامن والراعي لتحقيق مصلحة الجميع. فلو لم يكن الهدف هو حماية الحقوق المشتركة، لما كان الناس مستعدين للتنازل عن بعض حرياتهم الفردية والانضواء تحت نظام حكم موحّد. الدولة هي “السلطة الموحدة” التي يفترض أن تعمل على احترام وتنظيم شؤون المجتمع بما يحقق مصالحهم المشتركة.


وعندما تغيب الدولة وتتقاعس عن واجباتها، يبدأ الناس بالبحث عن طرق أخرى لتحقيق مصالحهم، وغالباً ما يكون ذلك على حساب الآخر. هذا الفراغ الذي تتركه الدولة يغذي النزاعات الطائفية والسياسية، ويخلق بيئة خصبة للصراعات والحروب الأهلية.


وتالياً، هل آن الأوان لبلد مثل لبنان، الذي عانى كثيراً من المآسي، أن ينتقل نحو الدولة المدنية ويحقق فصل الدين عن الدولة؟ أم أننا قد نواجه مشكلة جديدة مع رجال الدين في هذه العملية؟.
موقع سفير الشمال الإلكتروني





ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top