""ليس جديداً حذر "حزب الله" من أي خرق أو انكشاف أمني أمام الهجمات الإسرائيلية، لكنه لم ينجح في تفادي الهجمتين الأخيرتين عبر تفجير أجهزة الإتصال واللاسلكي المحمولة من قبل عناصر الحزب، حيث أن الخروقات السيبرانية قد كرّست واقعاً يدفع باتجاه إجراء عملية مراجعة أو التقاطٍ للأنفاس، بعدما بات الخوف من "الآخر" الذي يحمل جهازاً لاسلكياً، هو المسيطر حالياً في الشارع وليس الخوف من المسيّرات والصواريخ الإسرائيلية المدمّرة.ويتوقف خبراء معنيون بالواقع الأمني، عند حسابات الربح والخسارة، وإن كان من المبكر الدخول في أي استنتاجات حول اقتراب موعد الحرب التي يهدِّد بها بنيامين نتنياهو، وذلك، في ضوء "انتقال الثقل العسكري الإسرائيلي نحو الشمال". ويقرّ أحد الخبراء العسكريين، رداً على سؤال ل"، بأن نتنياهو قد حقّق إنجازاً أمنياً في الموجتين من الضربات في لبنان، وبأن الردّ من قبل "حزب الله" قد لا يكون سريعاً، وسوف يسبقه الموقف أولاً الذي سيعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، في إطلالته اليوم.وبالتالي، فإن ما حصل أخيراً قد نتج عن الفشل الذي حصده نتنياهو في غزة، والذي دفعه إلى الإستدارة نحو جبهة لبنان، حيث أنه عاجز أيضاً عن خوض حرب تقليدية بسبب غياب الدعم الدولي، وعلى وجه الخصوص الأميركي لها، بحسب الخبير، الذي يجد أن الحرب على لبنان ستكون الحرب البديلة عن حرب غزة، وقد بدأها نتنياهو ميدانياً من خلال تفجير نظام اتصالات الحزب أو جهاز الإشارة، وذلك من أجل أرباكه وقطع التواصل بين مجموعاته، وبالتالي القضاء على توازن الردع الذي احتفظ به لعقود في وجه إسرائيل.ومن أخطر نتائج الهجوم السيبراني أو حرب الجيل الخامس، كما يسميها الخبير نفسه، تتمثل في تفكيك منظومة الإتصال والتواصل، موضحاً أن ما حصل هو جزء من عملية كبيرة، والخروقات التي حصلت لن تتوقف، وربما سيتبعها نوع من المواجهة المباشرة، وإنما ليس في مدى زمني منظور.وبالتالي، يخلص الخبير نفسه، إلى أن عنوان المرحلة المقبلة، يبقى عنواناً وحيداً وهو العمل العسكري الذي ستحدّد ساعته طبيعة الردّ الذي سيقوم به الحزب، والذي سيتبعه حكماً ردّ إسرائيلي، ما سيعيد المشهد برمّته إلى ما شهدته الساحة مطلع شهر آب الماضي، من حال استنفار شديد نتيجة وضع اليد على الزناد من قبل الطرفين، ذلك أن حرب الجيل الخامس التي بدأت منذ تشرين الأول الماضي، ستشهد فصولاً جديدة، والتي، بحسب ما يبدو حتى الآن، أنها ستكون خارج كل القواعد العسكرية الكلاسيكية.