عند السّاعة الخامسة من عصر اليوم الأربعاء، 18 أيلول، وأثناء تشييع حزب الله لعناصره الذين سقطوا ضحية التفجيرات المتزامنة لأجهزة الـ"pagers" أمس الثلاثاء، سُمع دويّ انفجارات متزامنة أخرى بين صفوف المُشيعين، ليتبين أن هجومًا جديدًا شنّه العدو الإسرائيليّ على الأجهزة اللاسلكيّة من نوع "Icom v 82" الّتي يحملها بعض عناصر الحزب.
وسرعان ما ظهرت أعمدة الدخان في سماء الضاحية، والناجمة عن احتراق عددٍ من الشقق المنزلية، بسبب انفجار الأجهزة اللاسلكية داخل المنازل، وغرقت الضاحية مرة أخرى في ضوضاء السكان المذعورين وسيارات الإسعاف، التي هرعت إلى الأماكن التي اشتبه بكونها تعرضت للانفجارات لإغاثة المصابين. وأُغلقت منافذ الضاحية بأكملها جراء زحمة السّير، وأقفلت الطرقات الرئيسية المؤدية إلى الضاحية. وتوزعت عناصر حزب الله في الضاحية الجنوبية لتسهيل حركة مرور سيارات الإسعاف والدفاع المدني. وفي الصورة العامة يبدو أن هؤلاء تعمدوا الاستغناء عن هواتفهم المحمولة وكل الأجهزة التي بحوزتهم في العادة. ويجري حاليًّا -حتّى لحظة كتابة هذا التقرير- نقل المصابين إلى المستشفيات، الّتي شهد محيطها ازدحامًا، وتحديدًا أمام مشفى الجامعة الأميركيّة في بيروت. وأفادت وزارة الصحة العامة في بيان صدر عنها أن الحصيلة الأولية لسلسلة التفجيرات المتزامنة هي أكثر من مئة إصابة، وشهيد واحد.
وطلبت مديرية التوجيه في قيادة الجيش من المواطنين عدم التجمع في الأماكن التي تشهد أحداثًا أمنية إفساحًا في المجال لوصول الطواقم الطبية.
وحسب المعطيات الأولية التي يتم تداولها فإن هذه المجموعة من الأجهزة اللاسلكية قد اشتراها الحزب بالتزامن مع مجموعة أجهزة الـpagers التي انفجرت يوم أمس.
وصرّح رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين بعيد التفجيرات المتزامنة "نواجه مرحلة جديدة من العدوان والعقاب آتٍ".