هل التهدئة جنوباً أولوية أميركية؟ ... (فادي عيد)
2024-09-17 09:55:48
في الوقت الضائع "أميركياً"، تنشط الديبلوماسية في المنطقة على خطّ الحرب الدائرة في غزة والضفة وجنوب لبنان، وتترافق مع الرسائل الصاروخية العابرة للدول وللدفاعات الجوية الغربية والإسرائيلية، والتي تأتي كجواب مُسبق لما تعرضه الديبلوماسية الأميركية من مقترحات محكومة بالسقوط، كما سقط غيرها من مقترحات ومشاريع وأوراق تسوية وهدنة قدّمها الرئيس جو بايدن على امتداد الأشهر الأخيرة، واصطدمت كلها بقرار إسرائيلي بتغيير المعادلات العسكرية في دول التماس مع حدودها للحؤول دون تكرار سيناريو عملية "طوفان الأقصى"، التي يحضر شبحها وهاجسها في إسرائيل.وفي الوقت الذي كان فيه موفد الرئيس بايدن الخاص وناقل الرسائل والأوراق والمقترحات "التفاوضية" بين لبنان وإسرائيل، يركّز جهوده في إسرائيل على إطفاء محركات الحرب الموسّعة على جنوب لبنان، استمرت الساحة اللبنانية برصد المواقف وسط تفسيرات متضاربة لمهمة هوكستين، خصوصاً في ضوء تسارع التطورات الميدانية جنوباً مع سيل من المعلومات والمواقف والتغريدات على مواقع التواصل الإجتماعي التي تدقّ ناقوس الخطر وتُنبىء بالحرب الداهمة.إلاّ أن الأبرز على هذا الصعيد، هو بقاء الملف على طاولة الإدارة الأميركية التي تستعد للرحيل خلال شهرين، واستمرار وساطة هوكستين وضغط الديبلوماسية الأميركية، يلاحظ نائب زار واشنطن أخيراً، أن التهدئة في الجنوب، على حدّ قوله، تبقى أولويةً في جدول أعمال هذه الإدارة، خصوصاً بعد فشلها المدوّي في وقف الحرب في غزة أو الضغط لإبرام اتفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل. فنجاح هذا الضغط الأميركي في منع توسيع الحرب على لبنان، على الأقل حتى اللحظة، لا بدّ وأن يحقِّق استقراراً في معادلة الأمر الواقع، وذلك في الفترة الفاصلة عن موعد الإنتحابات الرئاسية الأميركية، وإن كان من غير المتوقع نجاح مسعى هوكستين الهادف إلى العودة إلى المعادلات الميدانية السابقة للحرب الحالية، أو حتى الدخول في دينامية معقدة لتطبيق القرار 1701 الذي تجاوزته كل الأطراف على جانبي الحدود الجنوبية، رغم أن الإعلان من قبل "حزب الله" عن الإلتزام ببنود القرار الدولي، يتلازم دائماً مع الربط بين هذا الأمر ووقف إطلاق النار في غزة، والذي يبدو مستعصياً اليوم.وانطلاقاً من هذه المعطيات، فإن تطبيق القرار 1701 لن يكون قابلاً لأي تفاوض، طالما أن الحرب مستمرة في غزة وقد تبلّغ هوكستين هذا الموقف، ولهذا السبب تقتصر زياراته على إسرائيل دون لبنان، لأن بنيامين نتنياهو بدوره يربط ما بين وقف الحرب في غزة واتفاق لإطلاق الرهائن، ما يجعل من أي اتفاق أمراً صعباً للغاية، ويحوِّل هوكستين إلى "إطفائي" للحريق الذي اندلع وبات يهدِّد بالإمتداد إلى خارج جبهة الإسناد والإشغال في جنوب لبنان، إلى جبهات أخرى في المنطقة.فما هو الهدف الذي يصبو إليه هوكستين اليوم؟ سؤال متداول في أكثر من مجال سياسي وديبلوماسي، والإجابة عليه يختصرها النائب العائد من واشنطن، بأنها تحقيق مكاسب إنتخابية أميركية عشية الإستحقاق الرئاسي عبر منع الحرب الإقليمية.
وكالات