2024- 12 - 22   |   بحث في الموقع  
logo مراد: لن يكون صوتنا إلا لرئيس يؤمن باتفاق الطائف logo تواصل الخروقات وتسليم مختطفين.. والراعي: لاختيار رئيسٍٍ ينهض بالبلاد logo هل أُفرج عن “سبليني” الذي دهس الدركي وسط بيروت؟ logo تكتل التوافق الوطني التقى سمير عساف في طرابلس logo قضية المرفأ عام 2024:"هدوءٌ" يسبق تفجير القرار الاتهاميّ logo أزمة الكهرباء تتفاقم في إيران: إقفال المصانع والمؤسّسات العامّة logo اليابان على خطى أميركا: ملاحقة "غوغل" بتهمة الاحتكار logo خبر من جنوب لبنان… العدوّ سلّم “اليونيفيل” 7 لبنانيين
التاريخ إن زور...في لبنان التباسات اختراع الكذبة! الجزء الثالث... ( جهاد أيوب )
2024-09-16 12:58:30

   تعرضت بلادنا لكثير من الغزاة والمحتليين تحت حجة الهلال أو الصليب أو أطماع اقتصادية، وكل من غزانا أو احتلنا درس واقع المنطقة ونقاط الضعف فيها، واستغلها استغلالاً مخيفاً، وقرأ تفاصيل أهل هذه الأرض، واستطاع أن يكتب ما يشاء في التاريخ لكونه المنتصر، وشغل العديد من الكُتاب المنافقين ورجال دين يحبون الشهوة والدنيا، وركب"سلطة-عين- وظف" زعامات تعمل لديه، وتفيد مصالحه حتى لو قالت عكس ذلك!
نشير إلى أن دولة الإرهاب أميركا حينما قررت دخول العراق واحتلال خيراتها بعد غزو صدام للكويت بمباركة أميركية اوقعت صدام بجهله، ارسلت مجموعة ضباط إلى بريطانية " أكبر مستودع لكشف عورات الشرق، ولاعطاء أفكار في زرع الفتن النائمة في بلادنا"، دور هؤلاء الضباط معرفة تاريخ العراق وطوائفه ودياناته وواقع المجتمع العراقي وسياساته من كل الزوايا، وهذا ما مكن أميركا بالبقاء إلى اليوم في العراق وزرع الفتن فيه! 
وحينما وصلت إسرائيل عام 1982 باجتياحها إلى مدينة "خلدة" القريبة من بيروت جاءت بطائرات الهليكوبتر إلى مدرسة الزهراء آنذاك، والتابعة للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" اليوم الجامعة الإسلامية"، وسرقت كل ما فيها من كتب  وأوراق ومستندات واطروحات موجودة فيها، ومنها دراسات وبحوثات علمية ودينية وفقهية خاصة تعود إلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين !
وأيضاً حينما الصهاينة في ذاك العام وصلوا بيروت، دخل الإذاعة اللبنانية مجموعة من جيش الإسرائيلي، وأخذوا كل أرشيف السيدة صباح والكبير وديع الصافي المعنى بالتراث الغنائي اللبناني، وبعض أعمال حليم الرومي وغيرهم ... والغريب طلبوا تسجيل تجويد القرآن بصوت المطربة سامية كنعان التي كانت قد فعلت ذلك، ولكن كيف عرفوا؟!
العثمانيون حينما يحتلون البلاد يحرقون مؤلفاته، وكذلك فعل الصليبي والفرنسي والفارسي، والمغول، والتتار، والمجوسي، والروماني، والأميركي، والبريطاني، وكل غاز ومحتل...! 
بينما النظام العربي بكل فروعه يعمل على اغتيال الكاتب والمؤلف والأديب والمثقف إذا كان من الأحياء، وإن كان من التاريخ فيُعمل على تشويه افكاره، وشيطنته!
وهذا ساهم في كتابة تاريخ من دون التاريخ، ولو تطرقنا إلى لبنان سنجده حتى الآن بأكثر من تاريخ، وتاريخه حسب الطلب وأكثر من رواية، والخائن فيه هو البطل، والمقاوم للاحتلال فيه مجرد رئيس عصابة " حسب المحتل ودينه ولونه"! وبفعل عنصري إلغائي لبنان من دون تاريخ موحد، وكل مدرسة جامعة منطقة لها تاريخها الذي لا اتفاق من حوله!
في القانون اللبناني والدولي إسرائيل كيان مغتصب لأرض فلسطين ولبنان وسوريا ومصر...يعني إسرائيل عدوة، والتعامل معها خيانة، ومع ذلك مثلاً الزعيم المسيحي الكتائبي بشير الجميل تعامل مع إسرائيل، ووصل إلى رئاسة الجمهورية " لم يَحلف القسم، لذلك لا يعتبر رئيساً فعلياً للجمهورية"... إذاً هو في القانون عميل وخائن، بينما في كتب تاريخية بمدارس البعض يعتبر من أبطال لبنان، وفي كتب تاريخية عند البعض هو خائن وعميل ومجرم حرب... يعني لبنان هو التاريخ الملتبس، ولا اتفاق حول أي قضية مصيرية في تاريخه!
المقاومة الإسلامية في لبنان تنبهت لذلك الالتباس، وقامت بتوثيق ورصد مرحلتها في صراعها مع الكيان المؤقت، واعتمدت أحداث ومراحل دفاعها عن لبنان، وسجلت انتصاراتها وحضورها وتفاصيل دقيقة في فعل مقاومتها، ووضعت هذه كخصائص اساسية في الهوية والكيان والوطن، فجاء بيانها موثقاً بالتاريخ والزمن والصوت والصورة كاضاءة على أحداث وقعت  لا تزال حية مع جيل صنعها ويتذكرها ويوضحها وينظفها رغم الكم الهائل من إعلام مزور، وكُتاب تابعين للمحتل والعدو والصديق اللدود الذي يجاهر باختراع الكذبة كي ينسف مصداقية وواقعية حدث تاريخ المقاومة، وزرع التشكيك بجهود أبناء الوطن المقاوم!
المقاومة التي دافعت عن هذه الارض عبر العصور، ونذكر مقاومة المغول من قبل رجل دين شيعي وطلابه من بعلبك " غيب تاريخ تلك الحقبة"...وهذه المقاومة المعاصرة لا اتفاق من حولها في الشعوب اللبنانية، وإلى الآن ليست في تاريخ البلد، رغم صناعتها للتاريخ!
لقد ارتضى جزءاً كبيراً من اللبنانيين تزوير الحقائق لغايات شخصية ودينية سخيفة، من هنا لا تاريخ للبنان جامع!




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top