قدرُ لبنان أنْ يواجه باستمرار محاولات إلغاء وجوده، عبر مخططات الدول التي يهمها تمرير مصلحتها على حسابه، وبقاء شعبه على أرضه. وهذه المخطّطات لا تسقطها إلا المقاومة بكل الوسائل، وبإصرار لا تتخلى عنه الشرائح الطليعية في المجتمع اللبناني، على الرغم من كل الأزمات.
فآخرُ ابتداعات حكومة تصريف الأعمال بتمرير تسجيل طلاب سوريين، أعادت ملف توطين النازحين السوريين إلى الواجهة، ما دفع برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في كلمته أمس السبت إلى مطالبة المعنيين وعلى رأسهم نجيب ميقاتي بالتراجع عن القرار، مؤكداً استعداد التيار للتحرك على الأرض ولو كانَ لوحده. وقد وجّه باسيل سلسلة أسئلة إلى القوى السياسية المسؤولة عن الوزراء في الحكومة، لافتاً إلى التداعيات الخطرة للقرار، ومشيراً إلى أنه ليسَ المطلوب الإقرار بصحة مواقف التيار حين يفوت الأوان.
وفي ملف الرئاسة المُجمد الذي تسعى اللجنة الخماسية لإعادة تحريكه عبر لقاءات سفراءها وخاصة السفير المصري، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن بقاء لبنان رهن بتغيير المسار الإنحداريّ بانتخاب رئيس للجمهوريّة، يعود بنا إلى جوهر الشراكة الوطنيّة، واعتبار دولة لبنان الكبير هي المنطلق وهي مرجعيّة أي تطوّر وطنيّ. ولفت الى انّ "هناك مكوّنات تُريد لبنان الكبير أرضاً شاغرة لمشاريعها من دون دولة ولا قانون ولا دستور.
ومن جهته رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن "الضرورة الوطنية العليا تفترض تسوية رئاسية تعكس ميثاقية البلد والعيش المشترك".
وعلى خطّ الحرب في الجنوب، شهدتْ ليلة أمس تصعيداً كبيراً طاولَ عمق بعلبك والبقاع، في الوقت الذي يتواصل فيه النقاش الداخلي في إسرائيل حول كيفية توسيع الحرب. هذا في وقت أُعلن عن زيارة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة في ٢٤ أيلول المقبل، وهو الذي يستغل كل فترة الوقت الضائع الفاصلة عن الإنتخابات الرئاسية.