لم يعد اللبنانيون يتفاجأون بتركات المنظومة. ما أفصحَ عنه دمار بيروت في انفجارها الشهير كان الأقسى والأصعب. وأن يندلع حريق في مكب الجديدة ليل أمس الخميس، لهو قطعة أخرى تنهار من هذا البناء المتصدع الذي يسمونه الدولة المركزية والمنظومة الحاكمة منذ التسعينات، والتي عرقلت كل الخطط الشاملة من الكهرباء إلى البيئة ومكبات النفايات، لكي تُبقي اللبنانيين في حالهم المزرية.
وفي الأزمات الوجودية، أثيرت إلى الواجهة مجدداً قضية تسجيل النازحين السوريين في المدارس بطريقة غير قانونية، مع الكشف عن تعميم يطلب تسجيل الطلاب السوريين في المدارس الرسمية والخاصة ولو كانوا لا يحملون بطاقة إقامة غير قانونية أو بطاقة تعريف صادرة عن مفوضية اللاجئين. وهذه الخطوة – الفضيحة، تأكيد جديد إلى الإنصياع اللبناني لأوامر المنظمات الدولية بتحقيق التوطين الفعلي للنازحين، والذي يفترض بجميع اللبنانيين أن يهبوا لمنعه بكل الوسائل الممكنة.
على خط مواز، يستمر "إبريق زيت" الرئاسة، وتحركات سفراء الخماسية في هذا الإطار. واليوم الجمعة واصل السفير المصري علاء موسى جولاته فالتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وأعلن أنه تحدث معه بملف الرئاسة بشكل تفصيلي بما يخص الأفكار التي سبق وطرحها بري، لافتاً إلى أن رئيس المجلس أكد له مرة أخرى إصراره وتمسكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرئاسي.
وفي الجنوب، استمرت الغارات التي تستهدف المدنيين، وكذلك عمليات القصف المضادة لحزب الله على مواقع عسكرية إسرائيلية. وهذه الحرب والحلول المقترحة وسياق المفاوضات الممكنة، كانت مدار بحث بين السفير الفرنسي هيرفيه ماغروفي لقائه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب.