حضر الحاكم السابق لمصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة الى جلسة التحقيق، امام قاضي التحقيق الاول في بيروت الاستاذ بلال حلاوي، ودامت الجلسة لمدة ثلاث ساعات. وقد رافع محامو الدفاع عن حاكم مصرف لبنان بوجهات نظرهم، ثم طلبوا مهلة لتقديم الدفوعات الشكلية. وهذا ما سيحصل في الجلسة المقبلة يوم الخميس المقبل امام قاضي التحقيق، الذي اصدر مذكرة وجاهية بتوقيف رياض سلامة، وحدد يوم الخميس المقبل موعدا لهذه الجلسة التي ستتوسع في التحقيق، وفي مرافعات المحامين، وفي اسئلة قاضي التحقيق الاول الاستاذ حلاوي.
حتى الآن التحليلات هي الاكثر انتشارا. لكن الواضح ان هنالك طرفا سياسيأ يريد تحويل الحاكم السابق لمصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة كبش محرقة، فيما المنظومة المؤلفة من 15 جهة فاعلة، هي التي ارتكبت هدر الاموال وغير ذلك، بخاصة في مجال الكهرباء الذي حاز 42 مليار دولار.
وفي المقابل، تقول جهات اخرى ان التحقيق لن يتجه نحو الفساد العام، بل سيتم حصره بشركة «اوبتيموم»، واتهام سلامة بتحويل 41 مليار دولار لكل جهة ليست مشتركة مع شركات اسهم تبيع السندات، فكان ان تم انشاء شركة «اوبتيموم» للقيام بهذا الدور بين الذين يريدون شراء سندات وليس معهم رخصة في ذلك.
قضية سلامة شفافة، وستظهر بعد عدة جلسات تحقيق، الى ان يقرر قاضي التحقيق احالة سلامة موقوفا امام المحكمة، او يتم اخلاء سبيله مع كفالة ومنعه من السفر، لحين انتهاء محاكمته امام المحكمة المختصة.
محادثات لودريان- العلولا في حضور البخاري
يبدو ان هنالك تسوية ما ستتم اذاعتها امام الاطراف كي تكون حلا وسطا، وتشكل تسوية للخلاف بين جلسة الحوار التي ستطلق الانتخابات، وبين طلب المعارضة ان تبدأ جلسات لانتخاب رئيس، لكن هنالك سيناريو يتكلم على تسوية في هذا المجال، وهو مؤلف من عدة نقاط:
– اجتماع المبعوث الفرنسي الخاص لودريان مع المستشار العلولا في السعودية في حضور السفير السعودي في بيروت البخاري ، حيث تباحثا في الملف الرئاسي، واتفقا على ان يقوما باتصالات مع المعارضة والممانعة لتأمين اتفاق حول اسم الرئيس العتيد. فاذا كانت المعارضة تصر على جلسىة انتخابية قبل جلسة الحوار، فان الصيغة التي اجترحها لودريان هي ان يدعو بري لجلسة انتخاب رئيس قبل الحوار، على ألا يتم تأمين النصاب في جلسة الانتخاب الاولى ، وبعدها تحصل جلسة الحوار.
فجلسة الانتخاب الاولى تكون تلبية لمطلب المعارضة، وجلسة الحوار التي ستأتي لاحقا، قد تكون تلبية لمطلب بري والممانعة.
المحللون يقولون ان هذا السيناريو سيكون بتصرّف بري ، فبعد جلسة الانتخاب من دون نصاب كما قلنا سابقا، سيدعو بري الى جلسة حوار، وهكذا سيكون بتنسيق مع مبادرة مع وزير الخارجية الفرنسي السابق لودريان والوزير في الديوان الملكي السعودي العلولا.
بعد جلسة الحوار، لا يمكن معرفة اذا كان هذا الحوار قد يتم الاتفاق خلاله على اسم الرئيس العتيد، وكذلك على اقرار من خلال الحوار مبدأ المعادلة الذهبية التي اقترحها حزب الله: شعب، جيش، مقاومة.
فهل يصل الحوار بهاتين النقطتين الى الاتفاق على الرئيس العتيد والمعادلة الذهبية ام الى خلاف كبير؟ وعندئذ تسقط الدعوة الى جلسات انتخابية متتالية لن تحصل. فاذا تم الاتفاق، يدعو بري الى جلسات انتخاب بدون توقف.
لقد قام الوزير السابق وليد جنبلاط بخطوة تجاه الحوار، اذ اعلن ترشيح الوزير السابق ناصيف حتي رئيس جامعة الكسليك في جونيه، وبذلك يكون جنبلاط قد ادخل اسما غير استفزازي لاي طرف، وسيكون هو الرئيس اذا تم التوافق عليه.
الحرب على جبهة الجنوب قد تشتد حدة
مضى على رئيس الوزراء نتانياهو يومان وهو يصرح بان وضع الشمال لم يعد محمولا، وهو يقصد المناطق المحاذية للحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، حيث سجل حزب الله في الاسبوع الماضي وحتى اليوم ضربات قاسية على بلدة المطلة وعلى الجليل الغربي والجليل الاعلى وفي مناطق كثيرة، واصاب اصابات مباشرة. فما كان من سلاح الجو «الاسرائيلي» الا ان شن 15 غارة منذ ثلاثة ايام على بلدة فرون في ليلة واحدة، واعلن انه قصف مخازن ذخيرة اضافة الى منصات.
لكن في المقابل، استمرت مقاومة حزب الله في اطلاق صواريخ كاتيوشيا على كافة مناطق الشمال في فلسطين المحتلة، وعلى المستوطنات. وقال رئيس اركان جيش العدو الاسرائيلي هليفي ان الوضع لن يبقى كذلك في الشمال، ونحن اعددنا خططا جاهزة للتحرك باتجاه الاراضي اللبنانية والقيام بعمل كبير، دون ان يحدد ما اذا كان سيهاجم برا او انهم سيرسلون طائرات سلاح جو العدو الاسرائيلي لقصف مناطق عميقة في لبنان، او يقوم بتدمير مدن في جنوب لبنان.
اذا قام العدو الاسرائيلي بضربات قوية على جنوب لبنان واستعمل غارات جوية، فان هذا لن يرضي حزب الله، بل سيجعله يقصف اكثر في العمق «الاسرائيلي»، وقد يستهدف نهاريا. واذا توسع جيش العدو بالقصف، فان مقاومة حزب الله ستقصف حيفا اذا كان الطيران «الاسرائيلي» قصف مناطق بعيدة عن الحدود اللبنانية بمسافة 80 كيلموترا او 70 كيلومترا.
قائد القيادة الوسطى للجيش الاميركي زار «تل ابيب « واجتمع مع القيادي العسكري الاعلى، وبحث معه الوضع على الحدود اللبنانية – «الاسرائيلية»، ولم يرشح شيء عن هذه المحادثات، بخاصة من الصحف الاميركية. لكن التحليلات تقول اما ان قائد القيادة الوسطى جاء الى «تل ابيب» لمنع حرب بين «اسرائيل» ومقاومة حزب الله، او لدراسة امكانات هذه الحرب وحاجات «اسرائيل» كي تنجح فيها، لان «اسرائيل» ابلغت واشنطن منذ ثلاثة اسابيع انها لم تعد مستعدة للسكوت عن قصف مقاومة حزب الله مناطق شمال «اسرائيل» بالصواريخ المؤذية والمسيرات المضادية، واستعمال الصواريخ المضادة للدروع ضد البيوت والمنازل، وهذه الصواريخ مؤذية، وقد فعلت فعلها في منطقة المطلة في الجليل.