ليس أدلّ على الوضع السائد حاليًا بالنسبة لحرب إسرائيل على الشعب الفلسطيني أكثر من المواقف الإسرائيلية نفسها ومواقف الوسطاء الذين باتوا على قناعة بأن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لا يريد عودة المحتجزين ولا وقفا للنار، بل استمرار الحرب لأهداف بات الكل مدرك لها، خاصة بعد اتخاذه من اقتراح الانسحاب من محور فيلادلفيا ذريعة لتعطيل المفاوضات مجددا.
وأمس برز موقف مصري ذو دلالات كبيرة نسبته “قناة القاهرة الإخبارية” إلى مصدر مصري رفيع المستوى قوله إن الأشهر الماضية أثبتت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يهمه عودة المحتجزين الإسرائيليين أحياء طالما ذلك يتعارض مع أهدافه ومصالحه الشخصية”. وأضاف المصدر “إن تصريحات نتنياهو تفتقد الواقعية ويسعى من خلالها إلى تحميل الدول الأخرى مسؤولية فشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة الذي شهد إبادة جماعية”.
وتزامن هذا الموقف مع زيارة لرئيس أركان الجيوش المصرية الفريق أحمد فتحي خليفة لمعبر رفح تفقد خلالها الوضع الأمني على الحدود مع قطاع غزة.
كذلك برز موقف آخر لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اكد فيه أن أي محاولة لتهجير فلسطينيي الضفة الغربية الى المملكة هو بمثابة إعلان حرب على الأردن، مضيفا في مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك بالعاصمة الأردنية عمان أن “الإجراءات الإسرائيلية على الأرض قتلت كل فرص تحقيق السلام العادل في فلسطين”.
ومع تزايد الاقتحامات والارتكابات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في الضفة اضافة الى حربها المستمرة على قطاع غزة، تؤشر المواقف والتسريبات الى تعقيدات الوضع وتقلص الآمال بقرب التوصل الى اتفاق.
أما على خط الازمة الرئاسية في لبنان فقد تتبلور مساعي الخماسية الجديدة في ضوء لقاء الرياض بين الموفد الفرنسي جان ايف لودريان والوزير السعودي نزار العلولا بحضور السفير السعودي في لبنان وليد البخاري لمعرفة إمكانية إحداث خرق ما في الملف الرئاسي قبل موعد الانتخابات الأميركية. مصادر مواكبة للتطورات السياسية كشفت لجريدة “الأنباء” الالكترونية عن جهود حثيثة يبذلها الطرفان السعودي والفرنسي لانتخاب رئيس جمهورية قبل الانتخابات الاميركية. لأنه إذا لم ينتخب رئيس قبل الاستحقاق الأميركي فقد يتأجل الحديث الى الربيع أو الصيف المقبلين.
المصادر المواكبة رأت ان الامور متوقفة عند التوصل الى هدنة بين اسرائيل وحماس. وأكدت أنه في حال التوصل إلى هدنة فإن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان حاملاً بجعبته افكاراً جديدة لتطبيق القرار 1701 وأسماء لمرشحين للرئاسة تقبل بهم أميركا.
من جهة أخرى شهد المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان زيارة لافتة للنواب المفصولين أو المنسحبين من التيار الوطني الحر الياس بو صعب وإبراهيم كنعان وآلان عون وسيمون ابي رميا ولقائهم البطريرك بشارة الراعي، وإعلان النائب كنعان ان اللقاء مع الراعي بداية لمرحلة جديدة من عملهم السياسي، ولتأسيس اطار وآلية العمل الى جانب الراعي لمواجهة الاستحقاقات المقبلة.
مصادر سياسية كشفت لجريدة “الأنباء” الالكترونية ان هدف النواب الأربعة من اللقاء مع الراعي كان من أجل الحصول على غطاء بكركي في تحركهم السياسي المقبل، لأنهم ليسوا بصدد تشكيل كتلة نيابية مستقلة كي لا يغرقوا في الاصطفاف السياسي القائم، وهم يفضلون مواجهة الاستحقاقات الداهمة من خلال بوابة بكركي ولن يكونوا مع أي طرف سياسي على حساب الاطراف الاخرى بعد ان وصل الجميع الى طريق مسدود.
المصادر رأت بإعلان كنعان عن ضرورة إحداث خرق في الملف الرئاسي مؤشرا إلى قيام الراعي في المستقبل القريب بمبادرة تعيد الزخم الى الملف الرئاسي وامكانية الاتفاق على مرشح من خارج الاصطفافات السياسية القائمة، خاصة وأن هناك مجموعة من النواب المسيحيين المستقلين الى جانب النواب الأربعة فوضوا الراعي التحدث باسمهم في أي مبادرة قد يعلن عنها. وهم لن يخرجوا من تحت عباءة بكركي في الوقت الحاضر.
بأي حال، فإن التجارب التي مر بها الاستحقاق منذ ما قبل الدخول في الفراغ الى اليوم، أثبتت وتثبت أن طريق الحل هو بالحوار الداخلي، الذي لن يكون مفر منه للوصول إلى الحلول المطلوبة.