لا يتوقع ان يشهد الوضع الداخلي اي تحركات ملموسة على مستوى الاستحقاقات الكبرى ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي رغم حصول بعض التحركات الخجولة التي لا تلغي حقيقة ان المواقف منها ما تزال متباعدة، وتنذر بحصول احتدام جديد بمجرد حصول اي هدوء على جبهتي غزة والجنوب، علما ان الانطباع الذي بدا يتكون هو ان لا شيء عمليا متوقعا قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، فيما تدل المؤشرات الى التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة ما زال متعذرا.
الملف الرئاسي
رئاسيا وتتمة للمعلومات التي نشرتها “الجمهورية” السبت الماضي كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية” ان الرياض ستشهد يوم الخميس المقبل لقاء بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء للشؤون الخارجية المكلف ملف لبنان الدكتور نزار العلولا في حضور السفير السعودي في بيروت الدكتور وليد البخاري الذي غادر السبت الى العاصمة السعودية بعد مجموعة لقاءات سياسية وديبلوماسية عقدها في الآونة الاخيرة.
وقالت هذه المصادر ان لقاء الرياض المرتقب تقرر بمبادرة فرنسية نقلها السفير الفرنسي في بيروت هيرفي ماغرو منتصف الأسبوع الماضي متحدثا عن مجموعة من الأفكار الخاصة بالتحضيرات الجارية لعقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية والفصل في هذا الملف عما يجري في المنطقة وليكون لبنان حاضرا بكل مؤسساته الدستورية متى حان البحث في كثير من المحطات السياسية المهمة. واشارت الى ان لودريان يرغب في مناقشة هذه الافكار مع نظرائه المهتمين بالملف اللبناني وتحديدا ممن يشكلون الخماسية العربية ـ الدولية من أجل لبنان وكذلك يرغب بزيارة الدوحة بعد الرياض وربما زار القاهرة في وقت لاحق وان انتهى الى الحد الادنى مما يريده سيزور بيروت.
تحضيرات البخاري
وكان البخاري قد كثف من اتصالاته ولقاءاته الأسبوع الماضي وكان أبرزها لقاءه الاربعاء الماضي مع الرئيس أمين الجميل في بكفيا والذي كشفت عنه السفارة السعزودية بتغريدة على منصة “أكس” قالت فيها انه “وخلال اللقاء تم تبادل الأحاديث الودية، إضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالاضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الإهتمام المشترك”.
ثم زار البخاري الرئيس ميشال سليمان في مكتبه في اليرزة وكشف الاخير مضمونها اللقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقال: “اندفاعة جديدة في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية ووقف الخوض في متاهات السياسة الدولية ونزاعات المحاور وجعل لبنان ورقة في مهب لعبة الأمم. مع الأخذ في الاعتبار ان خريطة الطريق تبدأ بانتخاب رئيسٍ للدولة ولا تنتهي بإشرافه المباشر على تطبيق جدي للقرار ١٧٠١ لان مشوار اعادة حضور الدولة ومؤسساتها والتعافي الاقتصادي طويل .. طويل”.
الحارة وعين التينة
واعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في كلمة له في القداس السنوي لشهداء ” القوات” في معراب أمس أنّ “انتخاب رئيس الجمهورية يجبْ ألّا يكون موضع مساومةٍ أو تلاعب بلْ يجبْ أنْ يبقى مستنداً الى قواعد دستوريةٍ واضحة لا لبْس فيها ولا تخضع لأيّ اجتهاد. وعلى الرئيس نبيه بري أنْ يدعو وكما نصّ الدستور إلى جلسة انتخابٍ مفتوحةٍ بدوراتٍ متتاليةٍ حتى التوصّل إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. ولْيفزْ منْ يفزْ ويلْقى التهنئة والمباركة من الجميع بدلاً منْ أنْ نظلّ في دوّامة التعطيل والدعوات العقيمة إلى حوارٍ، جرى ويجري كلّ يومٍ ومنْ دون أنْ يؤدّي إلى أيّ نتيجة. على الرئيس بري أنْ يفكّر ويتصرّف من موقعه الدستوريّ المسؤول كرئيسٍ لمجلس النواب وليس منْ موقعه السياسيّ كطرفٍ وحليفٍ لحزبٍ لديه حساباتٌ ابعد منْ رئاسة الجمهوريّة وأبْعد منْ لبنان حتّى”. وأوضح أننا “لنْ نقبل وتحت ايّ ظرفٍ من الظروف بأنْ يفْرض فريقٌ لبنانيٌّ موقفه ومرشّحه على كلّ الآخرين، وأنْ يضع يده على رئاسة الجمهوريّة وأنْ يمْعن في التّعطيل والتزوير” وقال: “ألطريق إلى قصر بعبدا لا تمرّ في حارة حريك، والدخول إلى قصر بعبدا لا يكون من بوابة عين التينة ووفْق شروطها وحوارها المفْتعلْ. الطريق الى قصر بعبدا تمرّ فقطْ في ساحة النّجمة ومنْ خلال صندوق الاقتراع”.
حركة ديبلوماسية
من جهة ثانية وفي الوقت الذي انتهى فيه لبنان من ملف التمديد لقوات “اليونيفيل” لسنة كاملة، قالت مصادر ديبلوماسية لـ “الجمهورية” ان التحضيرات بدأت لمواكبة عدد من الملفات الأساسية ولا سيما منها تلك التي يمكن ان تفضي الى تهدئة الوضع في جنوب لبنان سعيا الى تنفيذ القرار 1701 بعدما تعهد بها جميع القادة اللبنانيين في وقت كل ما يجري على ارض الجنوب خارج مقتضياته وما قال به من إجراءات ما زال قائما. كما بالنسبة الى التحضير لمرحلة ما بعد هذه الحرب.
وكشفت المصادر لـ “الجمهورية” ان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب باشر التحضير لمحطتين مهمتين هذا الشهر وابرزها الاجتماع المقرر عقده في مقر الامانة العامة للجامعة العربية في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية العرب المخصص في جانب منه للبحث في مصير اللجان الوزارية التي شكلت منذ أشهرعدة وابرزها اللجنة الخماسية الخاصة بترتيب العلاقات مع الدولة السورية بعد عودتها الى “الحضن العربي” في قمة الرياض العام قبل الماضي، والتي تعهدت بإجراء الاتصالات اللازمة من اجل اعادة النازحين السوريين ومساعدة الدولة السورية على انهاء اعمال تهريب المخدرات التي خصصت لها مليارات عدة من الدولارات لمحاصرة الإتجار بها باتجاه دول الخليج العربي ولم تتوقف بعد.
الى نيويورك
وكشفت المصادر لـ “الجمهورية” عن بدء التحضير لمشاركة لبنان في أعمال الجمعية العمومية لالامم المتحدة في دورتها السنوية في النصف الثاني من ايلول الجاري والتي من المقرر ان يراس فيها بوحبيب الوفد الرسمي اليها وهو سيلقي كلمة لبنان على منبرها هذا العام.
الجنوب والوحدة 8200
جنوباً تواصلت المواجهات امس بين حزب الله واسرائيل على الجبهة الجنوبية أكد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من الحدود الشمالية مع لبنان، أمس أن “الثمن الذي ندفعه لن يذهب سدى وسنواصل ضرب حزب الله حتى نعيد سكان الشمال”.
ومن جهة ثانية أشار موقع “واللا” الإسرائيلي، إلى أنّ “بعد نحو 11 شهرًا من اندلاع الحرب، شهد الجناح الاستخباراتي – الّذي تمّ تصنيفه كأحد المسؤولين الرّئيسيّين عن فشل 7 تشرين الأوّل الماضي- ثورة أخرى. إذ يبدو أنّ قائد الوحدة 8200، أكبر وحدة لجمع المعلومات في الجيش الإسرائيلي، العميد يوسي شاريئيل، ينوي الإعلان عن انتهاء مهامه في الأسابيع المقبلة”.
وكان الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، قد اعلن في ي 25 آب المنصرم ، أنّ “الهدف العسكري النّوعي في عمليّة “يوم الأربعين”، هو قاعدة الاستخبارات العسكريّة “أمان” ووحدة “8200” في “غليلوت”، والهدف الآخر هو قاعدة الدّفاع الجوّي في عين شيميا”، لافتًا إلى أنّ “معطياتنا تؤكّد أنّ عددًا معتدًا به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين، ولكن العدو يتكتّم، إلّا أنّ الأيّام واللّيالي هي الّتي ستكشف حقيقة ما جرى هناك”.