تعتبر الحرب النفسية من أخطر الحروب على مرّ التاريخ، لأنها تهدف الى اضعاف معنويات الخصم وتوجيه فكر مؤيديه ودفعهم الى تغيير آرائهم من دون إراقة الدماء.
وتُشن الحرب النفسية بعدة طرق، إما لبث الرعب في النفوس سواء من خلال اطلاق الشائعات والتخويف وتحريف الحقائق، او من خلال استخدام وسائل متعددة لاضعاف معنويات الطرف الاخر.
اليوم العدو الاسرائيلي الذي فشل في تحقيق انتصار عسكري يتيم منذ انطلاق عملية طوفان الاقصى وجبهات الاسناد يحاول وبشتى الطرق التأثير نفسياً عسى وعل يحفظ ماء الوجه، ومن محاولاته الجديدة القديمة محاولة ارعاب الاهالي في بيروت والجنوب وصولا الى الجبل والشمال بخرق جدار الصوت بشكل متواصل ما يترك تأثيراً سيئاً لاسيما على نفسية الاطفال الذين ارتفع عدد المصابين بينهم بحالات اضطراب منذ عام ٢٠١٩ بنسبة خطيرة فكيف مع طائرات تخرق جدار الصوت ليلا ونهارا وتقوم بغارات حقيقية ووهمية؟
ماذا يقول الطب النفسي في هذا الاطار، وكيف يجب ان يتعاطى الاهل في حال خوف الطفل من اصوات جدار الصوت؟.
يقول الاخصائي في الامراض الدكتور سايد جريج لـ”” ان جدار الصوت ممكن ان يسبب للاولاد كل انواع امراض القلق والخوف وقلة النوم واحياناً تصل الامور الى حالة الكآبة، وحتى انه يسبب في بعض الاحيان اضطراب ما بعد الصدمة ليس على الاولاد فقط انما ايضاً على البالغين.
ويلفت الى ان الاطفال الذين لا يعون ماهيته يتأثرون بردة فعل اهلهم حياله فيربطون الصوت القوي بحالة ذعر وخوف قد ترافقهم ليس فقط اثناء وقوعه انما قد تستمر مدى الحياة عند سماع اي صوت قوي.
ويشرح ان هذه الاضطرابات قد تصيب الصغار والكبار وحتى انها قد تأتي بشكل اقوى لدى الكبار لانهم يعوا خطورة الامر وبالتالي خوفهم يكون اكبر لاسيما عند عدم تمييز جدار الصوت عن الغارة والقصف او الانفجار، والاكثر عرضة للاضطراب اولئك الذين عايشوا انفجار مرفأ بيروت بحيث ان اي صوت قوي قد يعيد الى اذهانهم ما عانوه يومها.
وعن كيفية التعامل مع الاولاد في حالات خرق جدار الصوت يؤكد الدكتور جريج على ضرورة ان يعتمد الاهل الصراحة في الشرح وتبسيط التعابير ليفهم الولد ماذا يجري من دون اخفاء الحقيقة انما اعتماد مفردات بامكان الطفل استيعابها مشددا على ان الكذب ممنوع منعاً باتاً، داعياً الاهل الى تعبئة اوقات فراغ اولادهم بالرياضة والنشاطات والتواجد الى جانبهم وتطمينهم بان جدار الصوت ليس قصفاً.
وعن امكانية تجنب نوبات الهلع، يؤكد الدكتور جريج ان الامر ليس باليد وليس سهلا ولكن في حال حصول نوبة هلع يجب الهاء انفسنا والتركيز على التنفس والحواس لتسهيل مرورها ولكن بحال تكرارها يجب التوجه الى اخصائي نفسي.
ويرى ان كل الحروب في العالم تسبب توتر ما بعد الصدمة والذي يكون على شكل حالة خوف بعدة عوارض وتترك اثارا تمتد لسنوات على الشخص المصاب اذا لم يسارع للتوجه الى الاخصائي النفسي لطلب المساعدة لانه كلما كان التدخل اسرع تكون النتيجة افضل وكلما تأخر في العلاج كلما كان الشفاء يحتاج الى فترة اطول واحيانا كثيرة قد يضطر الطبيب الى الاستعانة بالادوية للمعالجة.
- موقع سفير الشمال الإلكتروني -