أظهرت العودة إلى قواعد "حرب الإسناد" من قبل حزب الله بعد رده المضبوط والدقيق على اغتيال فؤاد شكر، صحة تحذيرات الرئيس العماد ميشال عون من الإنخراط في هذه الحرب خلافاً للمصلحة اللبنانية، والتي أكدها بكل وضوح لوفد حزب الله النيابي لدى زيارته الرابية.
وقد شكلّت هذه العودة، مناسبة للرئيس الذي لم يخطئ مرة في تحديد البوصلة الإستراتيجية، من تسليم لبنان في العام 1990 وصولاً إلى حرب سوريا، لإعادة التحذير من المخططات الإسرائيلية، وفي طليعتها احتلال منطقة جنوب الليطاني لتكريسها منطقة عازلة. وقد ذكّر الرئيس عون بضرورة التفاهمات الوطنية، وفصل الخلافات عن محاولة التحريض الطائفي والمذهبي.
مواقف الرئيس عون التي أتت ضمن مقابلة مع صحيفة "الأخبار"، أكدت بوضوح ما يراه الرئيس المؤسس للتيار الوطني الحر، لجهة مسؤولية النواب الأربعة المفصولين والمستقيلين، في تشكيل مجموعة خارجة عن قرارات الحزب وأنظمته. ولم ينسَ الرئيس تأكيد خصائص التيار الوطني الحر في تنوع الآراء، شرط التزامها مصلحة "التيار" ونظامه، مشيراً إلى الدور السلبي في إسقاط المشاريع الإصلاحية.
وطالما أن الهدوء الحذر عاد ليخيم على قواعد الإشتباك جنوباً، باتت هناك فرصة لإعادة تحريك الملف الرئاسي. وعلى هذا الخط، جدَّد البطريرك بشارة الراعي موقفه الداعي لأولوية انتخاب رئيس من دير الأحمر.
وقال الراع "يوماً ما ستنتهي الحرب، وسيكون لدينا رئيس للجمهورية وتستقر الأمور، وهناك مساع حثيثة لانتخاب رئيس للبنان، ورجاؤنا كبير بأن تعود الحياة الطبيعية إلى لبنان، وتنتهي الحرب، وتنتهي المأساة التي نعيشها".
وفي سياق حراك سفراء اللجنة الخماسية، أكد السفير المصري علاء موسى بعد زيارته المفتي عبد اللطيف دريان "أن الفترة المقبلة سيتم إعادة الزخم فيما يخص الملف الرئاسي وإن كنا نحن كخماسية أو حتى أعضاء الخماسية يولون أهمية كبيرة لهذا الملف، وطبعاً ما حدث في المنطقة وجبهة الجنوب طغيا على هذه الأمور، لكن هذا لا يعني أن هذه الأمور على أهميتها لا نبحث فيها"، داعيا" الأطراف اللبنانية الى التجاوب مع هذا المسعى". وقال: "الامر بات ملحاً لإحداث شيء ملموس في هذا الملف، وعسى نجد في الفترة المقبلة سبيلا لإعادة الحوار مرة أخرى حول هذا الملف، والبحث في التفاصيل وصولا لشيء ملموس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية".