لم تنتهِ قضية إقصاء النائب السّابق آلان عون من التيّار الوطني الحرّ، مطلع الشّهر الجاري، فصولاً بعد، وما تبعه بعد أيّام قليلة من تقديم زميله النائب سيمون أبي راميا إستقالته من التيّار البرتقالي تضامناً معه، إذ تسربت معلومات يوم أمس عن أنّ وزير الإقتصاد والتجارة السّابق رائد خوري، قرّر الإستقالة من التيّار الوطني الحرّ، وهو ينتظر التوقيت المناسب للإعلان عن ذلك، وقد يستقيل من دون نشر الخبر في الإعلام تجنّباً للهجوم عليه من قبل الجمهور البرتقالي.
خوري كان قد تسلّم حقيبته في أوّل حكومة تشكلت في عهد الرئيس السّابق للجمهورية ميشال عون، في العام 2016، الذي سمّاه من ضمن حصة التيّار الوزارية كون خوري كان أحد قياديي التيّار البارزين، قبل أن يجري إبعاده عن حكومة العام 2019 لمصلحة الوزير السابق منصور بطيش المقرّب من رئيس التيّار النائب جبران باسيل.
وبرغم أنّ خوري تقبّل على مضض عامها إبعاده عن التشكيلة الحكومية، وتعامل مع الأمر بصمت أخفى خلفه إنزعاجه، ودون ضجيج، فإنّه ينظر إلى نفسه على أنّه خبيراً مالياً ومصرفياً وإقتصادياً بارزاً نظراً للخبرة الواسعة التي اكتسبها خلال عمله، كما وضع خلال تسلّمه حقيبته الوزارية دراسة شاملة للإقتصاد اللبناني وكيفية معالجته، بعدما حذّر من أزمات كثيرة تنتظره، لكن هذه الدراسة لم تُنفذ بسبب إستقالة الحكومة حينها، قبل أن يُشكّل إبعاده عن الحكومة اللاحقة صدمة كبيرة له ولمن يعرفه عن قرب.
خلال السّنوات التالية التي أعقبت خروج خوري من الوزارة تفرّغ لعمله المصرفي مبتعداً عن التيّار البرتقالي وقيادته، كما باتت إطلالته الإعلامية التي كان يتناول فيها الوضع المالي نادرة جداً، قبل أن يخرج أمس بشكل غير مباشر وغير رسمي ليُعلن، عبر تسريبات إعلامية، إستقالته وابتعاده عن التيّار الوطني الحرّ بعد سنوات عديدة أمضاها في صفوفه.
إستقالة خوري وغيره عن التيّار البرتقالي، كما إقصاء آخرين، يعود وفق مراقبين إلى أسباب عدّة، من أبرزها ما يلي:
أولاً: شكّلت نهاية ولاية الرئيس السّابق للجمهورية ميشال عون عام 2022 محطة مفصلية بالنسبة لكثيرين؛ إذ بعدما كانت السّلطة دافعاً لقسم كبير من شخصيات وكوادر في الإنتماء للتيّار البرتقالي والإلتحاق بصفوفه طمعاً بجنّة السلطة ومكاسبها، فقد شكّل خروج عون وتيّاره من السلطة دافعاً لابتعادهم عن القعلة البرتقالية بعدما لم يعودوا يجدون فيها ما يحقق تطلعاتهم ومصالحهم.
ثانياً: جاء تنحّي الجنرال عن قيادة التيّار لمصلحة صهره باسيل، وتقدّمه في السّن، بالتزامن مع إنتهاء ولايته الرئاسية، ليكشف الكثير من الإنقسامات داخل التيّار وكثير من الخلافات بين باسيل ومسؤولي التيّار الذين بدأوا يبتعدون عنه واحداً تلو الآخر، أو يتم إبعادهم، وهي ظاهرة (الإبعاد والإستقالة) بدأت ولا يبدو أنّها ستنتهي قريباً، وبأنّ خوري لن يكون آخر حبّة في سبحة التيّار التي تتساقط واحدة إثر أخرى.
موقع سفير الشمال الإلكتروني