يصح برئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو المثل القائل ” ضربني وبكى وسبقني واشتكى”، فهو قبل بدء اي مفاوضات يصعد ويرتكب المجازر ثم يسارع ويتهم حركة المقاومة الاسلامية حماس بوضع الشروط المعرقلة ثم يهدد ويتوعد ويستمر في حرب الابادة.
المفاوضات حول غزة برعاية الدول الثلاث اميركا وقطر ومصر افشلها نتنياهو قبل ان تعلن حماس رفضها للصفقة المقترحة بسبب تغيير بنودها حول تبادل الاسرى وحول الانسحاب من قطاع غزة، اذ اكد خلال اجتماع لحكومته ان هناك أمورا يمكننا أن نكون مرنين بشأنها، وهناك أخرى لا يسعنا فيها ذلك، ونحن نُصر عليها ما يشير الى انه لا يزال يعطي الاولوية للحرب على تحرير الاسرى ناهيك عن بقية الشروط التي وضعها وكأنه هو المنتصر في الحرب وغزة الصامدة هي المهزومة.
ووفق نتنياهو فان المفاوضات يجب ان تفضي الى منع مرور “مسلحين” فلسطينيين إلى شمال غزة عبر ممر نتساريم والسيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح البري بين غزة ومصر ومعرفة عدد الأسرى الأحياء وحق رفض إطلاق أسرى فلسطينيين وابعاد اخرين خارج فلسطين فيما تتمسك حماس بان يضمن اي اتفاق لتبادل الاسرى انهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة مع تأكيد حرية عودة النازحين إلى مناطقهم.
هوّة كبيرة بين شروط نتنياهو ومطالب حماس حيث تحاول اميركا التي تزود اسرائيل بالسلاح تقليص فجواتها عبر ديبلوماسييها وعبر الايحاء بان الاتفاق ممكن، الا انه وفي متابعة سريعة للوضع يتبين ان الكلمة الاولى والاخيرة هي للميدان وان مخطط نتنياهو هو اطالة امد الحرب لكسب الوقت ومحاولة تسجيل انتصار ولو وهمي.
اكثر من ١٣٢ الف شهيد وجريح من الفلسطينيين منذ ٧ تشرين الاول الماضي معظمهم من الاطفال والمدنيين الى نحو ثمانية الاف مفقود ودمار هائل في غزة والجوار ونقص في الادوية والمعدات الطبية مع امراض واوبئة ومجاعة حقيقية وعلى اعين معظم دول العالم التي لا تزال تدير الاذن الطرشاء وتمتنع عن الضغط على اسرائيل لوقف اطلاق النار ومنع الابادة الجماعية.
فشلت مفاوضات الدوحة التي عُقدت عليها الامال بابعاد شبح الحرب الشاملة وبتأخير الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في عقر دار ايران وعلى اغتيال القيادي فؤاد شكر في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية فهل بات الرد قريباً؟ وماذا عن الحرب الشاملة التي يتخوف منها الجميع باستثناء نتنياهو؟ وهل زيارة وزير الخارجية الاميركية للمنطقة ستوصل الى نتائج ايجابية ملموسة؟
الايام المقبلة ستحمل كل الاجوبة فعساها خيراً!
موقع سفير الشمال الإلكتروني