ما كاد الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ينهي إجتماعه، يوم الإثنين في 13 آب الجاري في مجلس النوّاب، مع وفد من نوّاب المعارضة ضمّ النائب جورج عدوان عن حزب القوّات اللبنانية، النائب إلياس حنكش عن حزب الكتائب ونائبا التغيير فؤاد مخزومي وميشال الدويهي، حتى بدأت المواقف السّياسية الحادة تصدر عن قوى المعارضة وهي تكيل الإتهامات بحق الحكومة ورئيسها الرئيس نجيب ميقاتي وحزب الله وحلفائه في محور المقاومة.
تصعيد المعارضة مواقفها في وجه ميقاتي وحكومته وحزب الله وحلفائه بدا واضحاً أنّه جاء نتيجة “أمر عمليات” أبلغه هوكشتاين لوفد نوّاب المعارضة الذين سرعان ما تلقفوه وشرعوا في شنّ حملة واسعة ضد الحكومة وحزب الله، وصلت إلى حدّ اتهام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للحكومة بارتكاب “الخيانة العظمى”، على حدّ تعبيره في مؤتمر صحافي عقده يوم الجمعة لهذا الغرض.
تصدي القوّات اللبنانية ورئيسها لهذه المهمة جاء من خلفية أنّ القوات وضعت نفسها منذ الإنتخابات النيابية الأخيرة التي جرت قبل سنتين ونيّف، في أيّار من العام 2022 في موقع “رأس حربة” لقوى المعارضة، فلم تتأخّر بعدما تبلغت أمر العمليات بالتصدي للقيام بهذه المهمة، على قاعدة أنّها الأَوْلى من غيرها بالإستجابة لها، على أن تتبعها بقية أحزاب وقوى ونواب المعارضة.
أمر العمليات المذكور قاله هوكشتاين بوضوح لوفد نوّاب المعارضة، عندما أبلغهم أنّ عليهم “تحمّل مسؤولياتهم”، حسب ما نقل النائب الدويهي عن الموفد الاميركي قوله لهم خلال الإجتماع الأخير الذي عقدوه معه، وهو الثاني الذي يجمعهم معه منذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأوّل الماضي.
لكن ما الغاية من وراء إستهداف المعارضة للحكومة والمقاومة، وفي هذا التوقيت بالذات، وكيف ستكون تداعيات هذا الإستهداف؟
من الواضح أنّ استهداف الحكومة ورئيسها جاء بسبب المواقف التي أطلقها ميقاتي ووزراء الحكومة من العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتضامن الحكومة مع المقاومة في لبنان وغزّة، ما اعتبر بنظر إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما تناغماً للحكومة مع المقاومة، فجاءت هذه الحملة من قبل المعارضة لتكون بمثابة “رسالة” سلبية من الولايات المتحدة لا تستهدف الحكومة فقط، بل تثير بلبلة في الداخل وتسهم في مزيد من الإنقسام حول ما تقوم به المقاومة من دور هام في التضامن مع غزّة والدفاع عن لبنان في وجه العدوان الإسرائيلي عليه، وهو دور أوجع وأزعج بلا شكّ الإسرائيليين وداعميهم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
الردود على هذه الحملة جاءت سريعاً، وكانت واسعة وشاملة، وترجمت في مسارين: الأوّل الدّفاع عن الحكومة ورئيسها ورفض التعرّض لمقام الرئاسة الثالثة كونه الموقع السنّي الأوّل في الدولة، واعتباره خطّاً أحمراً ممنوع تجاوزه من قبل أيّ كان؛ والثاني التضامن مع المقاومة في ما تقوم به، واعتبار الهجمة عليها صدى لما تقوله إسرائيل بحق لبنان ومقاومته.
موقع سفير الشمال الإلكتروني