حذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال تسجيل حالات إضافية من جدري القردة في أوروبا، وذلك بعد رصد أول إصابة بالسلالة الجديدة خارج إفريقيا في السويد.
وينتشر فيروس “جدري القردة” من خلال المخالطة القريبة، وتسجل أكثر الحالات حاليا في وسط إفريقيا حيث انتشر في جمهورية الكونغو الديمقراطية و15 دولة أخرى.
وقد أودى “جدري القردة” بحياة 548 شخصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ مطلع العام، وهو منتشر الآن في كل مقاطعاتها.
وتشمل أعراض الفيروس الأولية، الحمى والصداع والتورم وآلام الظهر وآلام العضلات ويمكن أن يظهر طفح جلدي على الجسم، وتختفي العدوى التي تستمر من 14 إلى 21 يوما عادة من تلقاء نفسها.
أسباب إعلان حالة الطوارئ
يؤكد مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار حسن بلعاوي، أن إعلان حالة الطوارئ يأتي للتحذير من خطورة “جدري القردة”، وتشجيع الحكومات على إطلاق خطط الوقاية وإلزامها بالإبلاغ عن الحالات الجديدة التي يتم تسجيلها مع توفير الموارد اللازمة لمواجهة هذا الفيروس.
ويضيف الدكتور بلعاوي خلال مقابلته مع “سكاي نيوز عربية”، أن الإعلان عن حالة الطوارئ يأتي كذلك بعد تزايد أعداد المصابين بشكل كبير، حيث ارتفعت النسبة بـ160 في المائة بين سنتي 2023 و2024، وبعد انتشاره في أكثر من 11 دولة إفريقية والسويد.
ويوضح الدكتور، أن “جدري القردة” يعرف بسلالتين الأولى كانت منتشرة سنة 2022 وتنشط في غرب إفريقيا وسجلت معدلات وفيات بلغت 1 في المائة فقط.
ويضيف أن السلالة الجديدة والتي ظهرت في 2024 تعتبر أكثر شراسة وتنشط في وسط إفريقيا، ومعدل وفياتها بلغ 10 في المائة، وهو الأمر الذي دفع مراكز السيطرة الإفريقية ومنظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ.
ويشير إلى أن أعراض الإصابة بالفيروس والتي تبدأ بارتفاع في درجة الحرارة وألم في العضلات وانتفاخ في الغدة اللمفاوية مع ظهور الطفح الجلدي الأعراض تكون أشد مع السلالة الجديدة.
أهمية اللقاحات وتجنب الإصابة
ولا تزال اللقاحات مثل “Jynneos” فعالة ضد السلالة الجديدة، وتعمل منظمة الصحة العالمية على تحسين الوصول إلى هذه اللقاحات.
ولا توصي منظمة الصحة العالمية حاليا بتطعيم السكان بالكامل، حيث أن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب للقاحات المضادة لسلالات “جدري القردة” الجديدة لفهم مقدار الحماية التي توفرها.
ويؤكد الدكتور بلعاوي على ضرورة تزويد الأشخاص العاملين في الرعاية الصحية باللقاحات الخاصة بالفيروس لتجنب الإصابة بالعدوى.
كما يدعو إلى الإبقاء على إجراءات الوقاية التي كان تم اعتمادها خلال فترة انتشار فيروس كورونا، مثل تعقيم الأشياء وتهوية الأماكن المغلقة وارتداء الكمامة الطبية، وأخد الحذر أثناء التعامل مع الحيوانات وعلى رأسهم القوارض.