ماذا كانت الغاية من إجتماع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين مع وفد من نواب المعارضة، أول من أمس في مجلس النواب، خلال جولته في لبنان، وهو إجتماع جاء بناءً على طلبه وفق ما أوضح النائب ميشال الدويهي، الذي كان من بين وفد النوّاب الذين التقوا هوكشتاين، أيّ أنّ الرجل كان لديه ما يقوله لهم، فما هي الرسالة التي أراد إبلاغهم إياها؟
إجتماع وفد نوّاب المعارضة الذي تمثلت فيه القوّات الللبنانية عبر النائب جورج عدوان، وحزب الكتائب عبر النائب إلياس حنكش ونائبي التغيير فؤاد مخزومي والدويهي، ليس الأول من نوعه بين هوكشتاين ونوّاب المعارضة، فهو الثاني الذي يجمعهم منذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأوّل الماضي.
أربع محطّات كانت للموفد الأميركي في بيروت، بدأها مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبل أن يختمها بلقاء نوّاب المعارضة.
لكنّ هوكشتاين الذي قال بعد لقائه برّي أنّ “لا أحد يريد حرباً شاملة، والتوترات بين حزب الله وإسرائيل تصاعدت منذ آخر زيارة لي إلى هنا”، مضيفاً أنّه “نُدرك أنّنا يجب أن نعمل سوياً على وقف النزاع في قطاع غزّة”، معرباً عن أمله “بعدم الوصول إلى حرب بين حزب الله وإسرائيل”، ومؤكّداً أنّ “الوقت حان الآن لإنهاء الصراع والتصعيد”، ماذا يمكن أن يُقدّم له وفد نوّاب المعارضة الذين التقاهم لتحقيق هذه الأهداف والغايات التي أعلن عنها، وهم ليسوا في السّلطة ولا في خنادق المواجهة العسكرية، وماذا يملكون من إمكانات يمكنهم تقديمها له للحصول على ما جاء من أجله إلى لبنان؟
بين سطور المواقف التي صرّح بها نوّاب المعارضة يمكن إستخلاص واستنتاج هدف لقاء هوكشتاين بهم. النائب الدويهي نقل عن الموفد الاميركي قوله لهم إنّ “ردّات الفعل يمكن أن تكون خطيرة، والأمور تحتاج إلى تروّي وهدوء، وعلى النّاس تحمّل مسؤولياتها”، وفي ذلك إشارة واضحة إلى أنّ هوكشتاين مهتمٌ بشكل كبير بتهديد حزب الله ومحور المقاومة بالردّ على الإعتداءات الإسرائيلية، معتبراً أنّ الحاجة إلى “التروّي والهدوء” تترجم من خلال ما عبّر عنه بإيمانه “أنّه من الممكن الوصول إلى حلّ ديبلوماسي”، على حدّ قوله بعد لقائه برّي لاحقاً، ومحرّضاً على حزب الله بشكل مضمر لم يعد خافياً وفق ما نقل عنه النائب الدويهي من أنّه “على الناس (إقرأ المعارضة) تحمّل مسؤولياتها”، ولعل هذا هو الهدف الرئيسي من لقاء هوكشتاين بوفد نواب المعارضة.
وإذا كانت المعارضة قد شنّت حملة واسعة على حزب الله وحلفائه في محور المقاومة بعد عملية طوفان الأقصى، رافعين مواقف وشعارات حفظوها عن ظهر قلب، فإنّه يُتوقع أن تشهد هذه الحملة من قبل المعارضة تصعيداً كبيراً في الفترة المقبلة، ما يُترجم عملياً هدف وغاية هوكشتاين من لقائه وفداً نيابياً منهم، شكلاً ومضموناً.
موقع سفير الشمال الإلكتروني