فيما احتفل اللبنانيون والمسيحيون خاصة بعيد انتقال السيدة العذراء، مُحيين التقاليد في القرى والبلدات، سجّلت بيروت زحمة موفدين دوليين على خط التوتر المتصاعد في المنطقة. وفي وقت وصل وزير الخارجية الفرنسية ستيقان سيجورنيه على أثر زيارة الموفد الأميركي آموس هوشكتاين، على أن يتبعهما غداً الجمعة وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، لم تزد هذه الحركة على الجو القلِق إلّا الأسئلة والهواجس، نظراً لأن أيَّ تطمينٍ جدي مرهون بعاملَي رد إيران وحزب الله، إضافة إلى جنون بنيامين نتنياهو وحساباته المصلحية الخاصة.
وفي زيارة سيجورنيه اللبنانية، أعلن بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة أنه ينقل رسالة دعم للبنان، مشدداً على محورية القرار 1701. أما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فكان يدعو بعد لقاء وزير الخارجية الفرنسية إلى الإعتصام ب"الصمت والصبر والصلاة".
في هذا الوقت برزَ تصريح لافت لوزير الخارجية عبدالله بوحبيب بعد لقائه سيجورنيه، رأى فيه أن رد إيران وحزب الله لن يطال مدنيين. وبالتوازي، كان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يؤكد أن قرار الرد على إسرائيل اتخذ وأنه سيحدث، واصفاً زيارة هوكشتاين بأنها "استعراضية"، ومضيفا أنه "لا توجد مقترحات أميركية محددة".
وفيما القلق يخيم على لبنان ودولته وديبلوماسيته، أعاد البطريرك الماروني بشارة الراعي التذكير لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، بمحورية استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية. وشدد الراعي على "لبنان اللون الواحد، ليس بلبنان؛ ولبنان الحزب الواحد، ليس بلبنان؛ ولبنان الرأي الواحد الذي يفرضه شخص أو فئة، ليس بلبنان، ولبنان الدين الواحد، ليس بلبنان". وأضاف أنه "عليه يحتاج لبنان إلى إنتخاب رئيس له، لأنّه وحده ضمانة الوحدة في التنوّع، كرئيس للجمهوريّة هو وحده رئيس الدولة، ورمز وحدة الوطن".