قد تكون طبيعة المنطقة الجبلية او ربما هي الامور تأتي بالفطرة او لعل التقاليد والعادات المتوارثة اباً عن جد واماً عن جدة، تمازجت، لتشكل هذا الكم من التمايز في كل ما يطبع اهدن زغرتا، او ربما كما يقول الاب العلامة يوسف يمين ان اهدن معناها الجنة.
لا يهم لان الاهم ان هذه المنطقة تتألق مع اي نشاط او احتفال او عيد، حتى بافراحها واحزانها هي مختلفة، فكيف اذا كان الاحتفال هو عيد شفيعة البلدة سيدة زغرتا التي اول ما يدوس اي من ابناء المنطقة المغتربين ارض لبنان يتوجه مباشرة الى كنيستها الاثرية قبل ان يطأ عتبة بيته، حتى ان معظم المنتشرين يحاولون تنسيق اجازتهم مع الاحتفال بعيدها في ١٥ اب.
ماذا يميز عيد انتقال السيدة العذراء عن غيره من الاعياد؟ تسأل في زغرتا فيأتيك الجواب واحداً موحداً انها “ست النسا” كما سماها الطوباوي البطريرك الدويهي وانها “سيدة لا تشبه غيرها من السيدات” ويسترسلون في تعداد ووصف العادات والتقاليد في هذا اليوم ان لجهة الاحتفال بتنظيف الكنيسة جماعياً من قبل اهالي المنطقة والتراشق بعدها بالمياه في منظر فاتن لا تراه الا بالعيد حيث يطال البلل المتراشقين والزائرين وكل من يقترب من ابواب الكنيسة وان لجهة اختراع مشروب خاص لهذا العيد يسمى “يا اسمى” يتميز بانه مصنوع من الورد وان ما من مشروب الذ منه في هذا اليوم بالذات.
ويشرح احد الاهالي ل قائلا: نحن نكرم السيدة العذراء ليس فقط بالقداديس والاحتفالات بل ان العديد من الاهالي توارثوا تكريمها عبر النزول سيراً على الاقدام من اهدن مصيفهم الى زغرتا مشتاهم يوم العيد بمسافة لا تقل عن ٣٠ كيلومتراً وسط التراتيل والصلوات فيما ينتشر على طول الطريق اهالي وجمعيات واحزاب تقدم المياه والعصائر والفواكه مجاناً للمشاة ويواكب اتحاد البلديات وبلدية زغرتا والصليب الاحمر اللبناني السائرين لتأمين وصولهم بخير الى الكنيسة.
حي السيدة الذي تزين بترميمه والوانه فبات قبلة الاحياء في زغرتا يتزين في العيد ايضا بالانوار والازهار ودسوت الهريسة على طول الشارع المؤدي الى الكنيسة التي يطبخها على نار هادئة تقليدياً ال الجعيتاني فيما المكونات من لحمة وقمح وبهارات وحطب فتقدمة من عدد من الخيرين من ابناء المنطقة.
مشهد لا يتكرر الا مرة كل سنة ولكنه في كل مرة يكون اجمل مما سبقه كيف لا وهي بالنسبة لاهل المنطقة “الشفيعة الأكرم”.
موقع سفير الشمال الإلكتروني