عندما أعلن التيّار الوطني الحرّ، مطلع الشّهر الجاري، إسقاط عضوية النائب آلان عون من التيّار، وتبعه بعد أيام تقديم زميله النائب سيمون أبي رميا إستقالته من التيار إحتجاجاً على تفرّد القيادة البرتقالية بإدارة شؤونه، خرجت تسريبات تقول أنّ زميلهم الآخر رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان قاب قوسين أو أدنى من إقصائه من عضوية التيّار، لينضم بذلك إلى زملاء له أُقصوا أو أُبعدوا أو قدّموا إستقالاتهم إحتجاجاً، من عون وأبي رميا إلى نائب رئيس مجلس النواب إلياس أبي صعب، والنواب السّابقين زياد أسود وماريو عون وحكمت ديب، إضافة إلى قيادات وكوادر تعدّ من المؤسّسين للتيّار إلى جانب مؤسّسه رئيس الجمهورية السّابق العماد ميشال عون.
هذا الوضع المتفاقم من الخلافات داخل التيّار البرتقالي جعل كثيرين يتوقعون أن تشهد الأيّام المقبلة تدهوراً أكثر في صفوفه، في ضوء تفاقم الخلافات التي تكبر مثل كرة الثلج بين رئيس التيّار النائب جبران باسيل ونواب وقيادات وكوادر، وسط توقعات أن تضم قائمة المبعدين أو المستقيلين والخارجين من التيار لائحة أسماء تكاد تعادل من سيبقون منضوين فيه، وأن يصبح التيار البرتقالي تيارين إذا استمرت الأمور في التدهور على هذا النحو خلال الفترة المقبلة.
واللافت في الأمر أنّ هذه الأزمة الداخلية التي يعانيها التيّار لم تُفرز فريقاً محايداً أو وسطياً ضمنه لتقريب وجهات النظر بين المختلفين، ومعالجة الخلافات، والتوصّل إلى صيغ تسوية ومصالحات تنهي التدهور الحاصل فيه وتوقف نزيف الخروج والإخراج من صفوف التيّار.
وحده النائب إبراهيم كنعان، أقلّه في العلن، يعمل في هذا الإتجاه بعدما أفادت تسريبات أنّه يُحضّر لإطلاق مبادرة جديدة داخل التيّار، في مسعى إلى إعادة ما انقطع في العلاقة بين قيادة التيّار والنواب المُبعدين أو المستقيلين، وأنّه يبدي حرصاً شديداً وتكتماً على المبادرة التي ينوي إطلاقها، في موازاة إبعاد نفسه عن السّجال الدائر، وهو يُواصل التحضير لمبادرته الجديدة عبر مجموعة من الإتصالات واللقاءات بعيداً عن الأضواء.
غير أنّ تطورين برزا أسهما في تكوين إنطباعات أنّ مبادرة كنعان ماتت قبل أن تولد وأُقفلت الأبواب في وجهها مسبقاً: الأوّل ما نُقل عن مصادر قيادية في التيّار البرتقالي، تعليقاً على مبادرة كنعان، بقولها أنّ “لا حاجة للمبادرات، والمبادرة الوحيدة المقبولة هي الإلتزام بالنظام الحزبي وبسياسة التيّار وأصول العمل من ضمنه، والّا فالخروج منه”.
أمّا التطوّر الثاني فتمثل في ما نُشر يوم أمس من معلومات عن أنّه تمّ إسقاط عضوية عدد من أعضاء المجلس السّياسي للتيّار الوطني الحرّ، بموجب النظام الداخلي، لا سيما الذين تغيّبوا عن حضور الإجتماعات لأكثر من ثلاث مرات من دون عذر، ومن بين هؤلاء النائب ابراهيم كنعان، ما فُهم على أنّه رسالة مسبقة إلى كنعان تفيد أنّ أيّ مبادرة سيقوم بها مرفوضة سلفاً.
موقع سفير الشمال الإلكتروني