باتت الساعة اللبنانية معلّقة على الرد العسكري من طهران إلى جنوب لبنان، ما حّول حياة اللبنانيين إلى فراغ انتظاري رتيب للساعة التي سيسمعون فيها ويشاهدون سقوط الصواريخ على إسرائيل في شكلٍ منسّق ومتكامل. وحتى ذلك الحين، تحاول الدولة اللبنانية على قدر حجمها وإمكاناتها الضعيفة، تعبئة هذا الفراغ باتصالات واستعدادات لساعة الصفر.
وفي هذا الإطار بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال الإستعدادات الميدانية مع وزيري الداخلية والبيئة بسام مولوي وناصر ياسين والمحافظين. ولفت ياسين إلى أنَّ البحث تطرق إلى مراكز الإيواء، وإلى أنه تم وضع لائحة بهذه المراكز بالتعاون مع وزارة التربية حيث يدرس وضع كل مدرسة. وأكد أنه تم الاتفاق مع المحافظين على كيفية تنسيق هذا الأمر، في إطار لامركزي كي تكون الأمور جاهزة في الحد الأدنى.
وفيما الأعين على الجبهة الميدانية، عاد موضوع الحوار وانتخابات الرئاسة ليطل على الساحة الإعلامية والسياسية، طالما أن تعبئة الفراغ واجبة. فقد أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري لسلسة مواقف لصحيفة "الجمهورية"، شدّد فيها مجدداً على ربط الإنتخابات بالحوار المسبق. إذ أبدى بري "استعداده التام للدعوة الى الحوار أو التشاور فورا تمهيدا لانتخاب رئيس الجمهورية، اذا كان المعنيون جاهزين للتجاوب مع هذه الدعوة على قاعدة “حوار، فرئاسة".
وسعران ما عمدتْ القوات اللبنانية إلى البناء على هذه التصريحات، لتخوض مجدداً السجال القديم – الجديد مع بري. فطالبته في بيان لها بالدعوة إلى جلسة انتخابية رئاسيّة غدًا والالتزام بالمشاركة في جلسة مفتوحة حتى انتخاب رئيس للجمهورية لكي ينكشف للمرة الـ13 مَن يريد انتخاب رئيس ومَن يعطِّل الانتخابات الرئاسيّة.