تعتبر سيدة الأعمال الناجحة في المجتمع مثالاً حياً على قوة المرأة وقدرتها على تحقيق أحلامها وتحقيق التميز في مجال الأعمال، حيث تتطلب النجاحات المهنية للسيدة، التفاني والتصميم والقدرة على تخطي الصعاب.
إختصرت السيدة زبيدة المزوق في شخصيتها الذكاء وقوة الإرادة والإصرار على تحدي الحياة بكل ما فيها من صعوبات حتى إستطاعت أن تشق طريقها في وطن لجأت للعيش به بحثاً عن مستقبل أفضل يلبي طموحاتها اللامحدودة.
كان لسفير الشمال لقاء مع السيدة زبيدة المزوق من أجل تسليط الضوء على قصة نجاحها.
س- السيدة زبيدة المزوق كيف تعرفين عن نفسك ؟
ج- سيدة عربية تحمل معها كل ثقافات العرب وتفتخر بعروبتها أولا وهويتها السورية ثانية.
س: إنتقلت من وطنك الأم سوريا للعيش في الإمارات العربية المتحدة كيف بدأت مشوارك المهني في دبي؟
ج : إنتقلت للعيش في دبي منذ ١٦ سنة وكانت الإنطلاقة الأولى لي من جامعة دبي حيث تخصصت في الإعلام، وبدأت في العمل مع أشقائي في مجال تنظيم الحفلات والمعارض والمهرجانات سواء كانت خاصة أو حكومية.
لا أنكر بلدي الأم سوريا ولكن دراستي ومشواري المهني بدأ في دبي، مما فتح أمامي آفاقاً واسعة جداً.
س- من المتعارف عليه بأن البدايات تكون دائماً صعبة ومليئة بالتحديات، ما هي الصعوبات التي واجهتك في شق طريقك إلى النجاح؟
ج- تكمن الصعوبة في الغربة عندما يهاجر الإنسان بمفرده إلى بلدٍ لا يعرف به أحداً. ولكن بالنسبة لي يختلف الوضع، لأن أشقائي مقيمون في دبي منذ زمنٍ طويل، مما سهّل عليّ الأمور، وعندما هاجرت من
سوريا كنت في سن المراهقة لهذا لم أشعر بمرارة الغربة كما يصفها الكثيرون، لأنني كنت محاطة بأهلي وإخوتي مما جعلني أتعرف على ثقافة البلد بسهولة وأنخرط بشكل سريع في الأجواء الإماراتية الراقية. والحمدلله كان اشقائي السند والدعم لي وبفضلهم إختصرت كثيراً من الصعوبات.
س- هل تعتبرين بأن المرأة تستطيع أن تنافس الرجل في عالم تنظيم الحفلات والمعارض خاصة في الدول العربية، ولماذا إخترت العمل في هذا المجال؟
ج- في عالم تنظيم الحفلات لا فرق بين إمراة أو رجل، ولا حتى جنسية أو هوية. ولكن ما يهم هو فن التعامل والخبرة، وفي مجال العمل وخاصة في مجال تنظيم الحفلات تحتاج المرأة للرجل كذلك الرجل يحتاج للمرأة ، خاصة في الإمارات العربية حيث يتطلب تنفيذ العمل للرجل، أما دور المرأة فيكون في
التعامل في التنظيم والإدارة لأن لدى ثقافة الخليج تكون الأعراس للنساء فقط . من هذا المنطلق فإن المرأة والرجل جزء لا يتجزأ من بعضهما البعض ولكل شخص موقعه ودوره المناسب في الحياة.
س – ماذا تخبريننا عن دخولك عالم الإنتاج التلفزيوني من خلال شركة أورنينا التي تتولين إدارتها؟
ج – أقامت شركة أورنينا العديد من الحفلات الفنية الناجحة لعدد هائل من الفنانين العرب في دولة الإمارات، وبعد أن قمت بالعمل معهم بدأت بتطوير الشركة لأن مجال الحفلات واسع جداً وآفاقه كبيرة.
وهذا ما جعلني أفكر جدياً بدخول عالم الإنتاج حيث بدأت مع المنتج محمد السبكي وعملت معه لمدة ٦ سنوات متتالية في تنفيذ وتصوير الأغنيات على طريقة الفيديو كليب وكل ما يحتاجه العمل الإنتاجي من ديكور وإختيار المكان المناسب للتصوير وغيرها من الإحتياجات العديدة التي تصب في مصلحة العمل الناجح. ومن ثم دخلت مجال الدراما التلفزيونية وإستطعت أن أكسب ثقة كبيرة من فريق العمل من خلال خبرتي وعلاقاتي الإجتماعية والتفاني في عملي. وبإذن الله سأشارك بالعمل في مسلسل تلفزيوني جديد قريباً.
س- لديك صداقات عديدة في الوسط الفني، كيف إستطاعت السيدة زبيدة المزوق بمفردها أن تكسب ثقة من حولها وتوسع دائرة علاقاتها الفنية والإجتماعية؟
ج- لدي علاقات وصداقات عديدة في الوسط الفني، واستطعت المحافظة على علاقاتي معهم من خلال الثقة المتبادلة والإحترام القائم إن كان في العمل أو في الحياة الشخصية. الحمدلله أملك السمعة الطيبة ولا أتعامل مع أي فنان من خلال مصلحة شخصية، لا بل أتعامل معهم بمحبة وأخوة مما جعلني مميزة لديهم وكسبت ثقتهم.
وبالطبع هذه نعمة كبيرة عندما يتمتع المرء بإسم نظيف في بلد غير بلده.
س- ما هو العمل الأبرز الذي قمت به في مسيرتك المهنية وجعلك فخورة جداً بنفسك؟
ج – أنا فخورة بكل ما أقوم به من إنجازات إن كان في عالم تنظيم الحفلات والمناسبات الإجتماعية والتجارية أو الإنتاج الفني.
من أبرز الأعمال التي قمت بها “حفل المليون” للإعلامي جو أبو غزالة الذي قمت بتنظيم حفله في وقت قياسي وقمت بتقديم الحفل بطريقة مميزة، مما جعله سعيداً جداً. كما قمت بتنظيم حفل رأس السنة لرجل الأعمال موفق القداح بحضور أهم الشخصيات الإجتماعية في الإمارات، وكان حفلاً مميزاً جداً ضجت به دبي، علماً بأنني قد قمت بتنظيم الحفل من الألف إلى الياء بمفردي مما جعلني فخورة وسعيدة بذلك.
س- هل تعتقدين بأن الحياة قد أنصفتك أو أن إصرارك على النجاح وإثبات الذات جعلك تواجهين كل التحديات؟
ج- الحياة لا تتغير وإنما كثرة التحديات والخيارات المتاحة في السوق الإماراتي وكثرة المنافسين في هذا المجال تجعلنا في تطور دائم وأن نتميز بكل ما نقوم به.
والأهم هو الإصرار وإثبات الذات بالإجتهاد في العمل بكل مصداقية.
س إلى ماذا تطمحين بعد ؟
ج- طموحي لا حدود له.. دائماً أطمح للتميز في كل عمل أقدمه وأترك أمري لله تعالى في حياتي المستقبلية مع إحتفاظي بطموحي الكبير.
س – في ختام هذا اللقاء:
* ما هي نصيحتك للمرأة العربية؟
ج – أنصح كل إمراة أن تكون سيدة نفسها بقرارها ولا تسكت عن حقها في أمورها الخاصة، وأن تكون قوية في تعاملها مع الطرف الآخر والأهم أن تكون محترمة أينما حلت.
* ما هي نصيحتك للمبتدئين بعالم الفن على أنواعه ؟
ج – الفن ليس بالأمر السهل يجب أن يكون المرء واثقاً من نفسه ومحترماً بفنه، لأن كل عمل يقدمه يعبر عن شخصيته، وصعود السلم يحتاج لمجهود كبير، ولو كان ببطء وبإحترام الذات فإنه أفضل من أي تنازلات تقدم وتسيء بالسمعة.
* ما هي رسالتك لوطنك الأم ” سوريا”
ج -أتمنى أن يعم السلام والأمن والأمان وتعود سوريا أفضل مما قبل وشكراً لبلدي الحبيب ووطني العظيم الذي صنع مني هذه الشخصية، وأي فتاه أو شاب سوري قام بتصرف مسيء، فهذا لا يعكس صورة عن بلدي، لأن وطني أنجب أجيالاً ناجحة على مدار التاريخ وأسماءً عظيمة وشعراء وكتاب ومثقفين نفتخر بهم ونعتبرهم قدوة لنا.
موقع سفير الشمال الإلكتروني