تعيش المنطقة أجواء حرب حقيقية، بانتظار الرد الإيراني المُرتقب وردّ “الحزب” على الاغتيالات الأخيرة التي نفذها العدو الإسرائيلي، خصوصاً بعد تحدّث تقارير عن أنَّ هذا الموعد أصبح قريباً، خلال الساعات المُقبلة، فيما لا معلومات رسمية أكيدة حتّى الساعة.
في السياق، توقعت مصادر غربية حصول الرد الايراني ورد حزب الله في الساعات الـ 24 أو الـ48 المقبلة، فيما تتجه الأنظار إلى ما ستحمله كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، التي سيلقيها اليوم عند الخامسة مساءً.
توقعت مصادر أمنية عبر “الأنباء” الإلكترونية أن يكون رد حزب الله في غضون الأيام المقبلة أو في الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، لافتةً إلى أنّه قد يتركّز على استهداف منشآت حيوية في العمق الإسرائيلي، ولن يستهدف “الحزب” مدنيين كي لا يعطي إسرائيل ذريعة لقتل مدنيين لبنانيين أو فلسطينيين.
المصادر أشارت إلى أنَّ خطاب نصرالله عصر اليوم يأتي بمناسبة مرور أسبوع على اغتيال هنية وشكر، وهو بدوره سيؤكد المؤكد، بأنَّ الحزب سيرد على اسرائيل وأن عملية اغتيال شكر لن تمرّ مرور الكرام، وأنّ الأمر عينه ينطبق بالنسبة للرد الإيراني.
من جهته، أشار الخبير والمحلل العسكري العميد الركن المتقاعد ناجي ملاعب في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أنَّ الرد محتوم، خصوصاً بعد إعلان نصرالله أن هذه الحادثة لن تمر من دون رد، وهو بذلك يفصل بين ما يجري في الميدان من مناوشات يومية والرد.
أما في ما يتعلّق بجبهة لبنان، اعتبرَ ملاعب أنَّ الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة ومنها استهداف الضاحية الجنوبية والمدنيين، كما اغتيال شكر يحتم الرد، مذكّراً بما قاله نصرالله بأن الرد يتطلب عنفاً وحكمة، إذ إنَّ العنف متروك للميدان، أمّا الحكمة فتعني بداية تجاوز المدى، عندما قصف قبل 48 ساعة قاعدة إيليت وهي تبعد 30 كيلومتراً، والتي اعترف العدو بعدها بسقوط قتلى وجرحى، ما يعني أنَّ فاعلية الرد قد تطال مكاناً مؤلماً.
ملاعب تطرّق إلى ردّ إيران المحتمل، قائلاً إنه عندما يرفع المسؤولون هناك راية الثأر لهنية كعملية الثأر للحسين هذا يعني أن الرد محتوم، لكن هذا الرد سيكون بخلاف ما جرى في عملية نيسان الماضي حينما أطلقت صواريخ من صنعها ذات قدرة طويلة للوصول إلى الهدف، متوقعاً أن يكون الرد هذه المرة بتقنيات أحدث مما استُخدم آنذاك.
أيّام صعبة تنتظر المنطقة وترمي بثقلها على لبنان، خصوصاً على مستوى حركة المطار، الذي شهد في الأيام القليلة الماضية مغادرة عدد كبير من المغتربين خشيةً من توسّع الحرب وإلغاء رحلاتهم، لذا يبقى الأهم في هذه المرحلة تغليب المصلحة الوطنية على أيّ اعتبار.