2024- 12 - 23   |   بحث في الموقع  
logo الاستراتيجية والتكتيك لدى الحلف الصهيو-أمريكي منذ تسعينيات القرن الماضي!.. بقلم: المحامي عبد الناصر المصري logo سوريا بين نيل الحرّية وتحدّي الكرامة الوطنية!.. بقلم: حمد رستم logo جلسة 9 كانون الثاني: التفاؤل والتّشاؤم متساويان… عبدالكافي الصمد logo جنبلاط في قصر الشعب في زيارة سياسية وجدانية بأوجه عدّة!.. غسان ريفي logo الاحتلال يستهدف مستشفى كمال عدوان.. والفاتيكان يندد بـ"القسوة الإسرائيلية" logo جنبلاط أول الواصلين إلى سوريا "الجديدة": مغادرة الماضي المرير logo الشرع يستوعب الفصائل بالجيش الجديد: الانضمام أو التفكيك بالقوة logo عن الطغيان الذي زال وسوريا التي نريد
إبراهيم عوض في " مهمات سرّية" ليست مذكرات ولا ذكريات .. حقائق صافعة فاضحة بحب!..(جهاد أيوب)
2024-08-05 11:42:06

   " مهمات سرّية في حياتي الصحفية" باكورة كتب الزميل الذهبي في مهنة المتاعب، وآخر فرسانها الكلاسيكيين إبراهيم عوض المعروف عنه تهذيبه وتواضعه وهضامته ومواقفه الوطنية دون تجميل وتكذيب وتزوير...
إبراهيم عوض من فرسان الحقيقة التي تقال دون تجريح وكما هي مع ضحكة غير ملونة، وقد تصيبك بدموع لكنها ليست دموع التماسيح بل دموع الشفقة على وطن ك لبنان زعاماته السياسية وإعلامه بغالبيته ورجال دولته وأموره اللبنانية تنتظر إشارة سفارات الخارج حتى تنجز للبلد ما يطلب منها، تنتظر التمويل من الخارج كي تتقاتل تتذابح تتكاثر وتتشاتم...!
  كتاب عوض الأول باقة ورد مع اشواكها، وصفعة لمن يرغب بمعرفة كيفية إدارة الدولة والحكومة اللبنانية من بعض الدول العربية والغربية...وهذا ما ظهر في بواطن السرد الذي أبدع به عوض رغم قلة سرده، وأنا متأكد لدية الكثير الكثير كي يبوح به، ولو نشرها لقلب الدنيا بما حملت، وقد يقول من الصعب تناولها حتى مع أقرب الناس، لكنه اليوم رفع ختم الشمع الأحمر عن بعضها، وهذا لصالحنا ولصالح التاريخ اللبناني كما هو قبل أن يزور، ونحن اعتدنا قراءة تاريخنا بالتزوير والدجل والنفاق حسب المصالح وحسب 6 و 6 مكرر!


▪︎ الصفعة
        كتاب " مهمات سرّية في حياتي المهنية"، بعض حكايات وأسرار تندرج ضمن خبريات السيرة الخاصة في السيرة الذاتية الرشيقة، ليست مذكرات بل هي سرد لأبرز ما وجده من مواقف مر بها، وليست ذكريات بل حالة من حقائق صافعة لمن لا يعرف غير الكذبة التي يعيش فيها، وفاضحة لزمر تدعي الحرية والاستقلال وهي اجيرة لهذا وذاك من خارج الوطن، وصافعة للجيل الشبابي الذي عليه أن يقرأ هذا الكتاب حتى يتعلم الحقيقة في وجوده دون تعصبه النرجسي، ويدرك أن بعض الزعامات وزمر إعلامية باتت جيوبهم تسيرهم خارج الضمير الوطني، والأهم معرفة أن القليل منهم يؤمن بمهنته وعمله وليس رخيصاً، وعوض من هذا القليل!
نعم هذا الكتاب المؤلف من 127 صفحة و 15 باباً هو صفعة تمرر ببساطة وذكاء في معرفة ما يحدث خلف ستائر الدولة اللبنانية، وكيف تصنع الأحداث المهمة ويكون الصحافي شريكاً فيها، ومن هم خارج الضوء رغم أهمية دورهم!
وما سُرد نعتبره بتجرد صفحات فاضحة، ولا مجال لتجميل هذه الكلمة لواقعيتها بعد أن تعرف لهفة من يريد منصباً يذهب لإرضاء السوري خاصة الحاكم بأمره غازي كنعان، وكيف من كان منبطحاً في داره عاد وأصبح عدواً لسوريا بعد أن تلقى الدولارات والأوامر...!!
وربما هنا عوض لم يذكر إلا الأسماء القليلة لكننا عرفنا كل الأسماء الكثيرة!
فمثلاً...خبرية صافعة لدور النائب الحاد والجامح مروان حمادي الذي عاش على نفقة سورية، ومن ثم حاربها، ومن ثم طلب من عوض كاتب هذا الكتاب أن يتوسط له ليعود إلى الحضن السوري!
وأيضاً معلومات فاضحة لكيفية سير التسويات في هذا الوطن المعتر بحكامه المنشرية وزعاماته الرخيصة حيث يبيعون البلد بمن حمل لأجل مصالح السفارات التي تتحكم بكراسيهم مواقعهم زعاماتهم!
حقائق " مهمات سرّية" قيلت بمصداقية مرهفة، هي بعض من محطات عايشها في سيرته وعمله وحياته ومسيرته الصحافية الزميل إبراهيم عوض ...وبتجرد وتقنية الوضوح والتصالح مع الذات حتى لو اختلفت معه بطريقة تودده دون أن يتنازل مهنياً من هذا الزعيم أو ذاك خاصة الرئيس رفيق الحريري، وإعجابك بحنكته واقترابه من الرئيس بشار الأسد، وعدم اغضاب السعودية التي شارك بنجاح إعلامهم مع قول ما يزعجه، وبطريقة انشغاله بأن ينجح يتفوق ينافس في عمله كصحافي هو يؤمن بذاته! 


▪︎ فنياً
       استطاع المهذب بطفولة الوعي الزميل إبراهيم عوض أن يوصل المعلومات المهمات السرية الخاصة بسلاسة وبذكاء مفرقاً بين اللغة وشكل الكتابة، مستخدماً بساطة اللغة كإعلامي خبير يدرك أن زمن القراءة يهجرنا، وبما انه في هذا الكتاب يقدم معلومات سياسية وطنية ترسم ملامح وطن لا بد منها، وضرورة أن تصل إلى الجميع فكانت مسؤوليته أن يفهم المرحلة وطبيعة اللغة المعاصرة عند القارئ، ومسؤولية اللغة من خلال معرفة فك شيفراتها كي تصل دون عقد، أي نستطيع القول انه قدم المعلومة السياسية مباشرة ومن دون لف ودوران أو زركشات رمزية وفزلكات لغوية، وتمكن من ايصالها عبر اللغة القريبة من الناس " من يقرأ ومن لا يحب القراءة"، وبذلك يكون قد خاطب الجميع دون تكلف باللغة أو فرض عضلاته بلغة الضاد...!
وهذه الناحية الفنية في تنفيذ هذا الكتاب " الخبرية السياسية" بهذا الأسلوب تحسب للكاتب عوض.



 كتاب " مهمات سرّية في حياتي المهنية"، حكايات لمهام خاصة للزميل إبراهيم عوض عن دار النهار للنشر.
طبعة أولى، وسط الحجم ب 127 صفحة، تصميم الغلاف والكتاب يعقوب محمد نصرالله.




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top