أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد الله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا ونبينا خاتم النَّبيين أبي القاسم محمَّد بن عبدالله، وعلى آله الطيبين الطَّاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
وبين يدي ناصرٍ جديدٍ يلتحق بالحسين عليه السلام وقافلة الحسين عليه السلام، في البداية يجب أن نتوجه من أجل أن نُعطي بقية الوقت لشهيدنا وتشييعنا ومعركتنا القائمة، لكن يجب في البداية أن نتوجه بمناسبة الشهادة الكبيرة والاغتيال الخطير الذي أدى إلى استشهاد القائد الكبير رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ العزيز والحبيب الأستاذ اسماعيل هنية والأخ الذي كان موكلاً بحمايته الشخصية الشهيد وسام أبو شعبان، أن أتوجه بإسمكم، بإسم مقاومتنا وعوائل شهداءنا، إلى اخواننا في حركة حماس وخصوصاً في كتائب عز الدين القسام، إلى جميع الإخوة الأعزاء في فصائل المقاومة الفلسطينية، إلى الشعب الفلسطيني العزيز والمجاهد والصابر والمظلوم والمضحي، إلى شعوبنا العربية والإسلامية وإلى كل مقاوم وحر وشريف يعتبر نفسه شريكاً في هذه المعركة، معركة الدفاع عن المظلومين والمعذبين والمقدسات، معركة مواجهة الطغاة والظالمين والقتلى والمتوحشين والعنصريين، نتوجه إليهم بالتعزية والتبريك، وخصوصا إلى عائلة الحاج اسماعيل هنية، هذه العائلة الكريمة المجاهدة الشريفة التي قدمت الأبناء والأحفاد والبنات والعشرات من رجالها ونساءها وأطفالها شهداء في المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني كل يوم في غزة، واجبنا في بداية الكلمة أن نتوجه إليهم بالعزاء، نحن نفهم ماذا يعني فقد القادة، استشهاد القادة، نحن شركاء في الألم، شركاء في الغضب، شركاء في المعركة، شركاء في صنع الانتصار، شركاء في تحمل المسؤولية، وأيضاً شركاء في الافتخار والاعتزاز بأن حركات المقاومة يُستشهد قادتها كما يُستشهد مجاهدوها ومقاتلوها ورجالها ونساءها وأطفالها وجمهورها.
عندما نكون أيضا شركاء في الشهادة سوياً سنصنع الانتصار الآتي والمحتوم إن شاء الله، آتي إلى مناسبتنا وحادثتنا قبل أن أتحدث عن الأخ العزيز والقائد الجهادي الكبير الشهيد القائد السيد فؤاد علي شكر (السيد محسن) رضوان الله تعالى عليه، هذه الحادثة حصلت كما تعرفون وعشنا سوياً يوم الثلاثاء قبيل المغرب، الهدف هدف العدو بشكل أساسي وكما أعلن هو اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد محسن، تم استهداف مبنى في حارة حريك، هذا التفصيل لأن له علاقة بالموقف لاحقاً، تم استهداف مبنى مدني مليء بالسكان، العائلات، رجال، نساء، اطفال، في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، أدى هذا العدوان إلى استشهاد وارتقاء شهداء سبعة، ثلاث سيدات الشهيدة الحاجة هناء الحكيم، وابنتها الشهيدة الدكتورة سلوى البيطار، والشهيدة الحاجة وسيلة بيضون، وطفلان فتيان، الشهيدة أميرة فضل الله يعني السيدة أميرة فضل الله، والشهيد حسن فضل الله يعني السيد الشهيد حسن فضل الله، أميرة ثماني سنوات وحسن 13 سنة، شهيد من الإخوة الإيرانيين الشهيد ميلاد بيدي أو بيادي والشهيد القائد السيد فؤاد شكر، وعشرات الجرحى أغلبهم من النساء والأطفال، وما زال بعضهم في المستشفيات في حالة خطرة، وإن كان بحمد الله الأغلبية خرجوا من المستشفيات بين جراح طفيفة ومتوسطة، هذا الحادث الذي حصل، طبعاً في البداية يجب أن أتوجه إلى جميع عائلات الشهداء الأعزاء هذه العائلات الشريفة، الصابرة، المحتسبة، والتي لم نسمع منها حتى الآن إلا كل عبارات التسليم والرضا والاعتزاز بالشهداء والتصميم على المضي في الطريق، سواءً عائلة شهيدنا القائد أو عوائل الشهداء المدنيين من النساء والأطفال، أتوجه إليهم بالتعزية والتبريك كما هو الحال دائماً، نُعزي بِفقد الأحبة ونُبارك بوسام الشهادة، نحن نتألم ومن قال أننا لا نتألم، صابرون، نصمد، نُواجه أي مصيبة أي فاجعة أي فقد، نُواجهه بالصبر وبالصبر الجميل، نُواجهه بالتسليم بمشيئة الله سبحانه وتعالى والرضا بقضائه، نُواجهه بالتوكل على الله سبحانه وتعالى لأننا أهل الإيمان بالله وباليوم الآخر، لكن هذا لا يعني أننا لا نتألم، في حادثة اغتيال القائد الشهيد اسماعيل هنية تُلاحظون في بيان سماحة السيد القائد يَستعمل عبارة أنه هذا الاغتيال آلمنا وأثكل محور المقاومة أو جبهة المقاومة، يعني نحن نشعر عند استشهاد القادة واستشهاد المجاهدين واستشهاد النساء والأطفال حقيقةً نشعر بالألم وبالحزن وبالآسى وبالفاجعة، ولكن هذا احساس مختلف مرة لأننا بشر، لأننا لدينا عاطفة لأننا بشر طبيعيون، ولذلك في الوقت الذي نعتبر فيه الحسين عليه السلام شهيد الإسلام العظيم نبكيه منذ ما يقارب 1400، وسوف نبقى نبكيه إلى يوم القيامة، لذلك نحن هنا في البداية مع عوائل الشهداء نُعزيهم بِفقد الأحبة والأعزة، وأيضاً نُبارك لهم بهذه العاقبة الحسنة والخاتمة الطيبة لأنه كل نفس ذائقة الموت "إنك ميت وأنكم ميتون"، فإذا كان لا بد من الموت وإذا جاء الأجل فأشرف الموت القتل في سبيل الله، كما كُنا نتحدث في ليالي عاشوراء.
هذا أولاً، ثانياً ندخل إلى الحادثة، العدو سوف أتحدث بهذا قبل الحديث عن السيد فؤاد، العدو أعطى عنوان لِعدوانه على الضاحية، حيث أن ما حصل في الضاحية هو عدوان وليس فقط عملية اغتيال بل عدوان، دعوني أقول ذلك من الآن، أولاً: هناك اعتداء وقصف للضاحية الجنوبية، ضاحية العاصمة هذا أولاً، اثنين: هناك استهداف مباني مدنية وليس قاعدة عسكرية أو ثكنة عسكرية، ثالثاً: حصل قتل مدنيين هم نساء وأطفال، رابعاً: حصل استهداف لقائد كبير في المقاومة، يجب أن يكون التفصيل هكذا لأن لهم علاقة بالموقف، ما العنوان الذي وضعه لهذا العدوان، هذا عدوان، اعتبره ردة فعل وسُوق خلال الأيام ما قبل العدوان بأن هناك رد فعل إسرائيلي وعلينا جميعاً أن ننتظر رد الفعل الإسرائيلي، وتدخلت دول وكثير منها دول منافقة، وأن هناك رد فعل وعليكم تقبل رد الفعل واستيعاب رد الفعل وما شاكل، وأنه لديه حق بالقيام برد فعل، على ماذا؟ على ادعاء سنتحدث عنه، نحن لا نقبل بهذا التقييم وبهذا التوصيف على الإطلاق، هذا عدوان، جزء من المعركة القائمة منذ قيام هذا الكيان، منذ المجازر الأولى في سنة 1947 و1948 في فلسطين المحتلة وفي جنوب لبنان وفي حولا وفي غيرها من جنوب لبنان، هذا جزء من الحرب الإسرائيلية الصهيونية الأمريكية على فلسطين وعلى لبنان وعلى سوريا وعلى المنطقة وعلى شعوب المنطقة، هذا جزء من الحرب، جزء من المعركة، يأخذ له عنوان تفصيلي بحيث يجعله رد على مجدل شمس، التي سأعود إليها لاحقاً، هذا تضليل ونفاق وكذب ودجل هذا أولاً، وسوف أعود إلى ذلك أيضاً بالتفصيل عندما أتكلم عن السيد.
وثانياً: جاء واعتبر ان هذا رد على مجدل شمس، وأعطى عنوان لشهيدنا القائد الكبير والعظيم، أنه هذا قاتل أطفال مجدل شمس، وهذا أكبر تزوير وتضليل يجري في هذه الأيام، في حادثة مجدل شمس هناك صاروخ سقط في البلدة، نحن نفينا بشكل قاطع مسوؤليتنا عن هذا الحادث، ونحن نملك شجاعة أننا لو قصفنا أي مكان أن نتحمل المسؤولية حتى ولو كان خطأً، لأن هناك بعض الناس قالوا: ربما أنتم الجماعة قد أخطأتم، نحن لو أخطأنا لكنا اعترفنا واعتذرنا، ولدينا سوابق طويلة بهذا الموضوع، لكن نحن تحقيقنا الداخلي الدقيق أدانا إلى هذه النتيجة، نحن لم نصدر البيان مباشرة، بل انتظرنا ساعات حتى تأكدنا من جهتنا، لكن للأسف الشديد العدو سارع إلى توجيه الإتهام ونصّب نفسه مدعياً عاماً وقاضياً وجلاداً، ولم يُقدم أي ادلة، وطبعاً الامريكان والغرب وبعض الفضائيات العربية القبيحة والرذيلة سارت معه وسوقت له بهذا الإدعاء، وكان هذا الإدعاء هادف، لأن الفرضية الثانية التي هي مطروحة بقوة، وقدمها العديد من الخبراء الاستراتيجيين العسكريين واستدلوا عليها، واستدلوا على نفي الاتهام للمقاومة، هذه الفرضية الثانية وهي سقوط صاروخ اعتراضي في داخل مجدل شمس. إسرائيل لا يمكنها أن تُسلم بهذا الأمر، مع العلم أن لدينا شواهد كثيرة على صواريخ اعتراضية سقطت في عكا وسقطت في حيفا وسقطت في أماكن مختلفة، وأدت إلى جرحى اسرائيليين وإلى حرق تعاونيات إسرائيلية، لكن هناك لم ينفوا، إنما هنا عندما شاهدوا يوجد أطفال وفي الجولان ويوجد دروز، هذه أيضاً خصوصية، سارعوا إلى اتهام المقاومة.
في كل الاحوال، أولاً: من واجبي اليوم أن أؤكد ان هذا الاتهام هو اتهام ظالم وغير مقبول ومرفوض وهادف ومُضلل. طبعاً هو يهدف إلى الإساءة، ليس إلى ايجاد غطاء لِقتل السيد محسن أو الاعتداء على الضاحية، هم ليسوا بحاجة لا إلى حجة ولا إلى ذريعة ولا إلى دليل، لكن استفادوا من هذا الاتهام، لكن الهدف الأصلي من الاتهام، أولاً: تبرئة جيش العدو لأنه في ذالك الوقت كان هناك مواجهات على الحدود وأُطلق عدد كبير من الصواريخ الإعتراضية. ثانياً: الفتنة، الفتنة بين أهل الجولان ومعهم كل أحبائهم من طائفة الموحدين الدروز الكريمة والمقاومة، وخصوصاً الطائفة الشيعية الكريمة، هذا كان هدفهم، وطبعاً العدو الإسرائيلي ومن خلفه هم ينظرون اليوم الى المنطقة لأن من اهم نتائج طوفان الاقصى وجبهات الإسناد والمواقف المشرفة لقيادات وأحزاب وقيادات سياسية ودينية ومرجعيات مختلفة، أنها ساهمت بدرجة كبيرة جداً على تجاوز المحنة المذهبية والطائفية، التي عُمل على تعظيمها وتكبيرها خلال العقد الماضي. هذا بالنسبة للإسرائيليين سيء جداً، ولذلك هم عليهم أن يعملوا إلى إعادة هذا الصراع الطائفي والمذهبي، وأنا أشرت في ليالي محرم أنهم سيعملون على ذلك الآن وخصوصاً بعد انتهاء المعركة في طوفان الأقصى، لكن بحمد الله عز وجل وبفضل الوعي من جهة والحكمة والمواقف الحازمة التي صَدرت عن مجموعة من القيادات السياسية والروحية الكبيرة لطائفة الموحدين الدروز الكريمة في لبنان وفي سوريا وفي نفس الجولان السوري المحتل، هذه المواقف وهذه البيانات وأيضاً ما عُبّر عنه في كثير من الأحيان من الموقف الشعبي في الجولان من طرد للقتلة الصهاينة المسؤولين الذين جاءوا الى الجولان، هذا ساعد على وأد الفتنة وعلى تعطيلها، وأيضاً ساعد على الدفاع في مواجهة الإتهام الظالم للمقاومة، وأنا هنا من واجبي أن أشكر هذه القيادات السياسية والروحية لهذه الطائفة الكريمة على هذا الموقف. أيضاً في هذا السياق، من واجبي بإسمكم جميعاً أن نتوجه إلى عوائل الشهداء الذين استشهدوا في الجولان في هذه الحادثة الأليمة، ونسأل الله سبحانه وتعالى لأهلهم الصبر والسلوان وأن يرحمهم جميعاً.
في حقيقة الأمر العدوان على الضاحية هو ليس رد كما ادعى الإسرائيلي على مجدل شمس، كما قُلت هو جزء من الحرب واحد. ثانياً: نعم يُمكن هذا هو في سياق دفع الثمن او الرد على جبهة الاسناد اللبنانية، وهذا تكلموا به لاحقاً لأن هو يُريد أن يُوظف، نتنياهو لا يكفيه ان يُوظف قتل قائد بمستوى السيد فؤاد فقط لأنه موضوع مجدل شمس، بل يُريد أن يُوظفه بالجبهة الشمالية، ويُريد أن يُوظفه بالرأي العام في مجتمعه، الذي يُحمله مسؤولية الإخفاقات، فيريد أن يُقدم له انجازات، ولذلك لاحقاً الاسرائيليين تكلموا بصراحة وهذا صحيح، نعم هنا نحن ندفع ثمن جبهة إسنادنا لِغزة، ندفع ثمن إسنادنا لغزة وللشعب الفلسطيني ولِتبنينا للقضية الفلسطينية ولدفاعنا على المقدسات هذا صحيح، وهذا ليس أول ثمن، في هذه المعركة ارتقى لنا حتى الآن المئات من الشهداء المجاهدين والمدنيين، وبعض هؤلاء الشهداء من القادة الذين تكلمنا عنهم سابقاً، وقُلنا: هذا ثمن نحن نتقبله وندفعه، واليوم السيد فؤاد والشهداء معه في حارة حريك هو ثمن نتقبله وندفعه، لأننا في هذه المعركة دخلناها من موقع الإيمان، الإيمان بانسانيتها، بأخلاقيتها، بأحقيتها، بشرعيتها، بكل معاييرها، وعندما ندخل الى هذه المعركة جميعنا جميعنا وليس فقط الشهداء في الخطوط الامامية، في كل مكان الآن بالنسبة لنا نحن موجودون في لبنان وفي سوريا، جميعنا كبيرنا وصغيرنا، قادتنا وكوادرنا ومقاتلونا، عائلاتنا، بيئتنا، هذا الجمهور وكل جمهور المقاومة وكل حركات المقاومة، حزب الله وحركة أمل والحزب القومي والجماعة الإسلامية وكل الاطر الأخرى، نحن جميعاً عندما قررنا الدخول وتساندنا وتعاوننا وتآزرنا في هذه المعركة، حملنا دماءنا على كفوفنا على أكفنا كما قلت في استشهاد الحاج عماد، هذا حال الجميع، يحمل دمه على كفه وكفنه على كتفه، يحمل دمه على كفه وكفنه على كتفه، ولذلك نحن لم نفاجأ ولن نفاجأ بأي ثمن يمكن أن ندفعه، وهذه المعركة تستحق هذه الأثمان الغالية.
بعض الناس حتى الآن حتى هذه اللحظة بعد عشرة اشهر من القتال ما زالوا يُناقشون ولم يستوعبوا جوهر هذا الصراع، حقيقة هذه المعركة، لم يفهموا آفاقها حتى الآن ومخاطرها ونتائجها وتداعياتها الإستراتيجية والكبرى والتاريخية، التي ستترتب على الكيان أو على فلسطين ولبنان ودول المنطقة على ضوء نتائجها انتصاراً أو هزيمة، لا زالوا يعيشون بالزواريب وفي الآفاق الضيقة، أما حقيقة الأمر لا نحن أمام معركة كبرى تجاوزت فيها المسألة مسألة جبهات الاسناد، هناك معركة في غزة، هناك معركة في جنوب لبنان، هناك معركة مفتوحة في اليمن وحتى في العراق، لأن كل هذا يتزامن مع بعضه، تُقصف الحديدة في اليمن وتقصف جرف الصخر أمس أو أول أمس في العراق ويُقتل القائد اسماعيل هنية في طهران ويُقتل القائد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، هذه لم تعد جبهات، بل هذه معركة مفتوحة في كل الجبهات، ودخلت في مرحلة جديدة، لا يوجد شك بأن العدوان على الحديدة بعد العملية النوعية البطولية لانصار الله والجيش اليمني في تل أبيب في مسيرة يافا، بعد اغتيال القائد اسماعيل هنية، هؤلاء حمقى هؤلاء الصهاينة، حقيقةً هم لا يرون أمامهم، هذا العُلو الذي تكلمت عنه الآيات القرآنية، هذا الاستكبار، هذا العُتو الذي يُعطل الدماغ ويُعطل العقل، يعني هؤلاء يتصورون أنهم يقتلون القائد اسماعيل هنية في طهران وإيران تسكت، لهجة بيان سماحة السيد القائد(حفظه الله) أقوى وأشد حتى من بيانه وخطابه يوم العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق واستشهاد القائد الحاج زاهدي أشد، إيران الجمهورية الإسلامية ما سمعناه من سماحة الإمام القائد بالبيان والخطاب، من السيد رئيس الجمهورية، من قيادة الحرس، من وزارة الخارجية، من كل المسؤولين الإيرانيين، الإيرانيون يعتبرون أنه لم يتم فقط المس بسيادتهم، في القنصلية الايرانية في دمشق اعتبروا أنه قد تم المس بسيادتهم، قد تم المس بسيادتهم لأن السفارة والقنصلية جزء من الأرض الإيرانية، أما عندما يتحدثون عن حادثة اغتيال القائد الشهيد هنية، هم يتحدثون عن المس بسيادتهم وثانياً المس بأمنهم القومي وثالثاً المس بهيبتهم ورابعاً وهذا يجب أن يفهمه الإسرائيلي الذي لا يزال لا يفهم أنه تم المس بشرفهم، وأنتم تعرفون ماذا يعني قضية الشرف، الآن الغرب وما الغرب لا يفهمون بالشرف وما الشرف، ولكن ليفهموا، هذه الأدبيات، مرة يقول انت مسست بسيادتنا هذا له حسابه، بأمننا القومي، بهيبتنا، لكن ماذا يقول له؟ أنتم مسستم بشرفنا، لأن القائد الشهيد هنية كان ضيفنا وقتلتم ضيفنا، هذا في المشرق وخصوصاً في العالم الإسلامي هذا أمر مختلف وحساباته حسابات مختلفة.
إذاً هذا العقل الاسرائيلي وعلى مجتمع هذا الكيان الذي فرح لأيام، لا شك أنهم فرحين ومنفوخين، أنه خلال ساعات نحن قتلنا السيد محسن بالضاحية وقتلنا القائد الشهيد هنية بطهران وقبل كم يوم ضربنا الحديدة باليمن ولا يرون أمامهم. افرحوا واضحكوا قليلاً، اضحكوا قليلاً وستبكون كثيراً، لأنكم لم تعرفوا أي خطوط حمر تجاوزتم وأي نوع من العدوان مارستم وإلى أين مضيتم وذهبتم، ولذلك نعم نحن من أجل أن يعرف العدو والصديق، نحن في كل جبهات الإسناد الآن دخلنا في مرحلة جديدة مختلفة عن المرحلة السابقة، وأيضاً يتوقف تصاعدها على سلوك العدو وعلى ردات فعل العدو. اليوم هو الذي يجب عليه أن ينتظر، أن ينتظر غضب الشرفاء في هذه الأمة، ثأر الشرفاء في هذه الأمة، انتقام الشرفاء في هذه الأمة لكل هذه الدماء المظلومة.
هذا من جهة، وبالنسبة لِموضوع الموقف سنتكلم عنه في الختام. من جهة أخرى، طبعاً يجب أن نُؤكد أنه نحن أي هدف اغتيال نُعطّل الهدف، بالنهاية الشهيد نال ما أحب، لكن نحن نُعطّل الهدف. عادةً الهدف من اغتيال القادة، سواءً كانوا فيها قادة عسكريين، أمنيين، سياسيين، جهاديين، فكريين، إلى آخره... المس بالجماعة التي ينتمي إليها هذا القائد، المس بإرادتها، المس بعزمها، المس بقرارها وتصميمها، الهدف هو إخافتها، ضعضتها لِتتراجع، لِتتوقف، لِتضعف، لِتستسلم، لِتخضع، هذا عادةً هو هدف عندما يقتلون قادتنا أو قادة حركات المقاومة أو ما شاكل. ونحن حتى الآن، على كل حال حتى في داخل الكيان هناك كثر من الناس قالوا لنتنياهو أنت الآن فرح، لكن إذا أنت تظن أن هذا يوقف المقاومة فهو لا يوقفها، يُضعف المقاومة التجربة تقول لا يضعفها وسندفع الثمن، حتى جزء من المراقبين والمحللين والمعلقين الصهاينة يفهمون هذه الحقيقة، هذه حقيقة. اليوم مثلًا إذا أخذنا حماس، حماس استشهد قائدها المؤسس أحمد ياسين، واستشهد قادة كبار فيها، الشهيد الرنتيسي وشهداء آخرون وشهداء قيادات جهادية، الشهيد يحيى عياش وآخرون وآخرون، والآن هو يُراهن على قتل القائد الكبير الجهادي الضيف(حفظه الله ورعاه)، من أجل أن يُقدّم إنجازًا. حسنًا، حماس كيف هو سيرها وخطها البياني؟ الخط البياني كان دائمًا تصاعدي، تكبر وتتعاظم وتقوى وتحضر. الجهاد الإسلامي، القائد المؤسس والأمين العام الأول الدكتور فتحي الشقاقي قتلوه، كيف هو الخط البياني لحركة الجهاد الإسلامي؟ خط تصاعدي. هذا حزب الله، قتلوا قادتنا وقتلوا أميننا العام وقتلوا قائدنا الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، وقتلوا وقتلوا وقتلوا، كيف هو خطنا البياني؟ خط تصاعدي.
إذًا التجربة تقول أنّ هذا الهدف لن يتحقق، لماذا لن يتحقق؟ لأنّ هذه الجماعة المُستهدفة هي جماعة مؤمنة بالله وباليوم الآخر وبقضيتها وبخطها ورسالتها ومستعدة للتضحية بأغلى ما لديها وتنتمي إلى عقيدة وإلى إرث ثقافي وتاريخي ووجداني هائل يُزوّدها بطاقة روحية ومعنوية هائلة وقدرة هائلة على تحمّل المصاعب والمصائب والتضحيات والآلام، وإلا ما هو تفسير صبر عوائل الشهداء، ما هو تفسير هذا الصمود الأسطوري لأهل غزة ولأهل جنوب لبنان ولشعوب منطقتنا منذ 76 عامًا؟ هذا التفسير. بالنسبة لنا ذات الشيء، كما قُلت، نعم، نحن ألمنا كثيرًا استشهاد السيد فؤاد ولكن هذا لن يمس في إرادتنا ولا في عزمنا ولا في قرارنا ولا في تصميمنا ولا في مواصلتنا للطريق، بالعكس هذا سيزيدنا دائمًا كما كُنّا نقول مع القادة الشهداء سابقًا، سيزيدنا عزمًا وتصميمًا وإرادةً ومضيًّا ولن يُبدّل شيئًا على الإطلاق، بالعكس هذا يجعلنا نتمسك أكثر بصوابية الخيار والقرار الذي اتخذناه.
هنا في هذا المجمع، الآن بعض الناس لأنهم لا يعرفون السيد ولم يرون وجهه مثل كثير من شهدائنا، شهداؤنا الجهاديين هكذا، يُعرفون بعد شهادتهم، السيد محسن، السيد فؤاد، كان يأتي أحيانًا في بعض الليالي إلى هذا المجمع أو إلى باحة عاشوراء ويُشارككم ويُشارك الناس في هتافه وفي مشاعره وفي موقفه، واليوم ونحن نخطب ونتكلم ونجتمع حول ضريحه هو كان يقف معكم ويرفع يده معكم عندما كنا نقول للحسين(عليه السلام) في ليلة العاشر يا أبا عبدالله لو أنّا نعلم أنّا نُقتل ثمّ نُحرق ثمّ نُذرى في الهواء ثمّ نحيا ثمّ نقتل يُفعل بنا ذلك سبعين مرة أو ألف مرة ما تركتك يا حسين، كان السيد فؤاد معكم صوته صادحًا ما تركتك يا حسين.
ونحن نقول للسيد فؤاد وهو أمامنا مُسجّى: أنت صدقت في الشعار والهتاف والبيعة وأديت الأمانة ووصلت إلى الحسين عليه السلام، ونحن معك على هذا العهد، على هذا الطريق سنواصل.
هم يُفكرون أيضًا أنّ هذا يؤدي إلى خلل في البنية، نحن بحمد الله عزّ وجل لدينا من القيادات ومن أجيال القيادات، الآن نحن لأننا كبرنا مع بعضنا أنا أحكي أنا والإخوان يمكن نبقى نشعر أننا ما زلنا شباب، لكن جزء كبير من قياداتنا كانوا بالستينيات والخمسينيات وما شاكل - الذين كانوا شبابًا - والسيد محسن بدأ بقتال العدو عندما كان عمره عشرين سنة، واحد وعشرين سنة، وهكذا قادتنا. نحن أي خلل، أريد أن أطمئن خصوصًا بيئة المقاومة وجمهور المقاومة، إنّ شهادة أي قائد من قادتنا نحن نُسارع إلى ملء هذه الفراغات، بسرعة، بمن؟ بالقادة الجهاديين، بِتلامذة هؤلاء القادة، بِتلامذة الحاج عماد مغنية والسيد فؤاد شكر والسيد مصطفى بدر الدين وهؤلاء الأخوة، نحن لدينا جيل ممتاز من القادة الجهاديين الذين يستطيعون أن يتولوا المسؤوليات أيًا تكن التضحيات التي تُقدّم.
إذًا في حساب هدف العدو هذا الهدف لن يتحقق، والحاج محسن وصل إلى النتيجة التي كان يُريدها، لا يوجد شك أنّه كان عاشقًا للشهادة، أنا منذ عشرة أشهر أي من بدايات طوفان الأقصى أنا وهو على تواصل يومي وعلى تواصل ساعاتي، لأنّه عمليًا كان هو الذي يتولى الإدارة مع الإخوة في قيادات المقاومة في الجنوب، يتولى الإدارة اليومية للعمليات، ونلتقي أيضًا كُنّا ونجلس ونتحدث طويلًا بين الحين والآخر. عندما استشهد الشهداء القادة الأخوة الذين مضوا بعضهم كان متأثرًا من الناحية النفسية والعاطفية لأنّه كان يحبهم، في إحدى الجلسات، انظروا هذا الرجل الصلب الشجاع، معروف السيد فؤاد بتشكيلاتنا، الصلابة والثبات والقوة والمتانة والجرأة، لا يهتز، ولكن عندما يتحدث عن الشهداء وعن الشهادة يبكي، لا تستغربوا أنّ إخواننا يبكون، مهما كانوا شجعانًا وصلبين يبكون، لماذا يبكون؟ قال لي: يا سيد معقول الآن أنا سأبقى هنا وأدير من هنا، هو دائمًا كان يطلب عملية استشهادية، أغلب الاستشهاديين الذين تُشاهدون صورهم بعمليات المقاومة أغلبهم هو ربّاهم، هم تلامذته، هم رفاقه، هم شباب وهو علمهم بالمساجد وجمعهم وجلس معهم وإلى آخره، ودائمًا يشتاق إليهم ودائمًا يتحدث عنهم، أنه معقول أنا في نهاية المطاف أنا أموت على الفراش، أنا أموت بجلطة، كيف هذا؟ هذه روحه. وبالتالي اليوم أنا مثلًا وكثر من الإخوان يقولون ما الوضع النفسي والعاطفي لِفلان أو لفلان أو لإخوانه أو لرفاقه، لا بالعكس، نحن نغبطه على هذه الشهادة، واقعًا هي أمنيته، هي غايته على المستوى الشخصي، وهي أمنية وغاية الكثير من هؤلاء المجاهدين الشرفاء الذين يتطلعون إلى ما عند الله ويثقون بوعد الله عزّ وجل. ولِعلّه آن الأوان أن يلحق بإخوانه المجموعة الأولى التي بدأت، أنا شاهدت بالصور التي نشروها واحدة من الصور وهو يقف السيد فؤاد بالمنتصف وعلى يمينه السيد ذوالفقار وعلى شماله الحاج عماد، هؤلاء الأخوة الثلاثة كانوا سويًا منذ البدايات، الآن هناك بعض الرفاق لهم ما زالوا على قيد الحياة حفظهم الله تعالى، لكن هذه واحدة من أهم النواة الأولى في مقاومتنا.
طبعًا تاريخ طويل الوقت لا يتسع، لأنّه إذا نُريد أن نتحدث عن السيد فؤاد نحتاج إلى ساعات، وإن شاء الله نحن سنقيم احتفال مناسبة وذكرى وتكريم لهذا الشهيد القائد ونتحدث عنه بالتفصيل، وأكتفي بالنبذة التي تمّ توزيعها. السيد فؤاد هو من الرعيل الأول، من الجيل المؤسس، من المقاتلين الأوائل، قاتل في خلدة وقاتل في الأوزاعي، في المجموعات الأولى التي قاتلت، من المؤسسين الأوائل لِمجموعات المقاومة الإسلامية في لبنان، أدار الكثير من العمليات في الجنوب وخصوصًا العمليات النوعية دون الدخول الآن في التفاصيل، وإلى شهادته كان دائمًا في قيادة المقاومة، في موقع الإدارة، في موقع التخطيط، في موقع التنفيذ، في موقع بناء القدرات، من أهم القدرات التي تتمتع بها المقاومة اليوم كانت من بناء السيد فؤاد، خصوصًا في مرحلة التعاون مع الشهيد القائد الحاج عماد وبعد استشهاد الحاج عماد بالخصوص، السيد فؤاد لِيعرف العالم هو صاحب تاريخ كبير في تولي المسؤوليات وما كان عنده مشكلة، أول مرة صار هناك مسؤول عسكري مركزي في حزب الله كان السيد فؤاد، ولاحقًا انتقل إلى مسؤوليات أخرى، أينما كان يُطلب منه أن يكون كان يكون، لم يكن عنده أي تحفظ على الإطلاق، هو كان مسؤولًا عسكريًا مركزيًا وترك المسؤولية المركزية، وتعرفون عندما تحدثنا مثلًا عن بعض الشهداء مثل الشهيد أبو طالب قلنا من الأخوة الذين ذهبوا إلى البوسنة وبقوا سنة وسنتين في البوسنة، اليوم نُريد أن نكشف أنّ قائد فريق حزب الله الذي ذهب إلى البوسنة والذي كان منه الشهيد أبو طالب وكان منه الشهيد علاء الذي نُسميه علاء البوسنة، كان القائد والمدير والمسؤول عن هذا الفريق وتواجد معهم لمدة طويلة في البوسنة هو السيد فؤاد، عندما ذهب لنصرة المظلومين المستضعفين المهددين بالذبح والمجازر المهولة في البوسنة، ترك لبنان وذهب إلى البوسنة، ثمّ عاد ليتحمل كامل المسؤوليات.
لا نستطيع الآن أن نتحدث مثل قلت لكم سابقًا أنه عادة مُحرج، يعني من جهة تُريد أن تُنصف هذا القائد المجاهد وتتحدث عن إنجازاته ومن جهة أخرى لا تستطيع أن تكشف عن هذه الإنجازات وعن حقيقة الأمور لأنّنا ما زلنا في قلب المعركة وقد يستفيد العدو، يستفيد معلوماتيًا ومعنويًا وإلى آخره من الحديث عن هذه الإنجازات.
في كل الأحوال الحديث عن السيد محسن طويل نأتي إليه في وقت آخر، نصل إلى الموقف الأساسي والأخير.
الآن ماذا؟ أولًا: قُلت أننا دخلنا في مرحلة جديدة، الضغط على كل الجبهات من أجل أن تستسلم المقاومة في فلسطين هي لن تستسلم، هذا موقف قيادات حماس بعد شهادة القائد هنية واضحة، لأنّ هدف نتنياهو هو أن حماس في غزة تأتي وتقول له تفضل ها هم الأسرى وهذا سلاحنا وقم بما تريد في غزة وخطط لليوم التالي ونحن استسلمنا، هذا ليس واردًا على الإطلاق، لا الاستسلام في غزة ولا الاستسلام في لبنان ولا الاستسلام في اليمن، هذا غير وارد على الإطلاق، وكل الضغوط التي تُمارس الآن على إيران وعلى بقية جبهات الإسناد تحت عنوان التعقل، هذا المجتمع الدولي أين هو؟ حيث أنه يوميًا لم تتوقف المجازر، الذي هو يتحدث عن قتل الأطفال، أكبر مشهد وفيلم نفاق ودجل وعلو وإستكبار شهده العالم هو مشهد نتنياهو يخطب في الكونغرس والأميركيون يُصفقون له، هل يوجد كذب أكبر من هذا؟ هل يوجد دجل اعظم من هذا؟ هل يوجد نفاق أكبر من هذا؟ هل يوجد تضليل أكبر من هذا؟ كل هذه الضغوط لن تنفع، إذا كان يوجد من يهتم في هذا العالم أن لا تذهب المنطقة إلى ما هو أسوأ وما هو أكبر، عليهم جدياً أن يضغطوا ويُلزموا "إسرائيل" بِوقف عدوانها على غزة، لا يوجد كلام آخر، لو قتلتم من قتلتم، ودمرتم ما دمرتم وأعلنتم حرباً هنا وهناك، وذهبتم إلى أبعد الحدود وتجاوزتم كل الخطوط الحمراء بِمعزل عما نفعل نحن، لن يكون هناك حل سوى بوقف العدوان على غزة، هذا أولاً، ثانياً: نحن يجب أن نفصل بين موضوعين، أمس واليوم انا طلبت من الإخوة في الجنوب أنه يجب أن نبقى هادئين كي نقدر ان نستوعب الجو، لدينا تشييع لشهيدنا ويجب أن ندرس موقفنا بشكل جيد، ولذلك أمس واليوم كان هناك هدوء، سوى بعض الخروقات، يجب ان نفك بين أمرين، العودة الى العمل بشكل طبيعي في جبهة الاسناد اللبنانية، وهذا سيعاد إليه منذ صبح الغد إن شاء الله، سنعود كما كُنا قبل إستشهاد السيد فؤاد، ورتبنا إدارتنا وقيادتنا وكل شيء من هذا القبيل، ولا مشكلة لدينا على الإطلاق وسنعاود هذا العمل الإسنادي، هذا لا علاقة له بالرد على إغتيال السيد فؤاد، غداً عندما ستسمعون أننا إستهدفنا مواقع ودبابات وآليات وقتلنا جنود، هذا لا علاقة له في الرد على السيد فؤاد، وليس في إطار الرد على السيد فؤاد، وليس رداً أولياً على إغتيال السيد فؤاد، هذا إستمرار في المعركة الطبيعية التي كان إستشهاد السيد فؤاد أحد أثمانها الكبيرة.
العنوان الثاني، ولكن هذا ليكون بالعلم وواضح، العنوان الثاني هو رد على هذه الجريمة، هذه الجريمة التي صنفتها، الاعتداء على الضاحية، قتل المدنيين من نساء وأطفال، وقتل واغتيال القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر، هذا بالنسبة لنا لِكل من يُناقشنا في العالم ويتصلون بنا ويتكلمون وما شاكل، هم يعلمون أن المقاومة لا يمكن إلا أن ترد، هذا محسوم ولا نقاش فيه، كل النقاشات التي تحصل هي يا إخوان إعملوا، إنتبهوا، أنظروا، رد الفعل أن يكون محمولاً ومقبولاً ولا أعرف ماذا.. الخ، ويحاولون أن يُقزموا ويُصغروا العدوان وحقيقة العدوان الذي حصل علينا، على لبنان وعلى الضاحية وعلى الناس هنا في الضاحية، وعلى المقاومة.
أنا اليوم لا أُريد أن أتكلم خطابات وإنشائيات بل سأكتفي بجملة واحدة، على العدو ومن خلف العدو أن ينتظر ردنا الآتي حتماً إن شاء الله، على العدو ومن خلف العدو أن ينتظر ردنا الآتي حتماً إن شاء الله، لا نقاش في هذا ولا جدل، وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان، اليوم منذ اغتيال الحاج السيد محسن والآن بعد اغتيال القائد الحاج هنية تعرفون أن الكيان في أقصى درجات الاستنفار، سلاح الجو في أعلى درجات الاستنفار، الجيش، حجزوا الاحتياط ومنعوا الاجازات، أخلوا هذه رامات دايفيد التي أظهر صورها الهدهد، هم أخلوها، يتم إخلاء الآن في عكا وحيفا وأماكن أخرى، فتحوا الملاجئ، والآن هم فتحوا مشكلاً مع الجميع، هم لا يعرفون الآن من أين سيأتي الرد، من شمال فلسطين، من شرق فلسطين، من جنوب فلسطين، سيأتي هذا الرد متفرقاً أو متزامناً، "إسرائيل" لا تعرف إلى أين هي ذاهبة، في كل الأحوال أقول للإخوة والأخوات ولجمهور المقاومة لأن طبعاً هناك من هو مستعد ليعمل على إضعاف المعنويات، هؤلاء السفلة، السافهون والسفلة، ينتظرنا على الساعة "أين رديتم وماذا فعلتم ومتى تريدون الرد" هؤلاء دعوهم جانباً، هؤلاء أصلاً ليسوا بشراً ليُحسبوا في حسابات البشر، لأن طوفان الأقصى كشف عن مستوى من الناس كشف أنهم ليسوا بشراً، وإنما شيء آخر على المستوى الأخلاقي والنفسي، هذه المقاومة، محور المقاومة اليوم الجديد فيه منذ سنوات طويلة وهذا يجب أن نحفظه جميعاً، هو يُقاتل بغضب وبعقل، يُقاتل بغضب وبحكمة وبشجاعة وبجرأة ويملك القدرة، ولذلك نحن الذين نَمشي ونختار، لا أقول نحتفظ لأنفسنا بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، كلا، أبداً، نحن سنرد، هذا محسوم، وعليهم أن ينتظروا، وعليهم أن ينتظروا، الأيام والليالي والميدان، بالنسبة إلينا كما كُنا نقول سابقاً الآن القرار في يد الميدان، والميدان هو الذي يعرف ظروفه وفرصه ونحن نبحث عن ردٍ حقيقي، وليس عن ردٍ شكلي، كما يُحاول البعض أن يُفلسف الأمور، بل نحن نبحث عن ردٍ حقيقي وعن فرصٍ حقيقية، وعن ردٍ مدروس جداً، وأكتفي بهذا المقدار.
في كل الأحوال، نحن وإياكم إن شاء الله سنواصل درب هذا القائد العزيز والحبيب، سنواصل درب كل هؤلاء الشهداء القادة، دمهم يزيدنا مسؤولية، يجعل الحمل أثقل، يجعل الأمانة أكبر، أليس كذلك؟ أما العدو وما زلنا نحن في أيام محرم وزينب وأخوات زينب، تُسبى من بلد إلى بلد لتمثل بين يدي يزيد قاتل الحسين(عليه السلام)، لتقول له ونحن نقول للصهاينة، إذا كنتم تُريدون من خلال قتل القادة وترهيب الناس وقتل الرجال والنساء والأطفال أن تُسقطونا وأن تمحوا ذكرنا وأن تُنهوا معركتنا، أنتم مُشتبهون، نقول له كما قالت سيدتنا زينب(عليها السلام): "فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك"، إذهب وإفعل ما شئت يا نتنياهو، أنت والأميركيين الذين هم بظهرك، بايدن أو هاريس أو ترامب أو أياً يكن، الأميركيون كلهم مثل بعض يا إخوان، كلهم مثل بعض، "فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَ اللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها، وهل رأيك الا فَنَد (هذه هي خططك؟) وأيَّامك الا عدد، وجمعُكَ الا بَدَد"، هذا الجمع إن شاء الله سَيُبدده الله ورجال الله في كل الميادين.
لِشهيدنا لا نَقول وداعاً بل نَقول إلى اللقاء، إلى اللقاء مع إنتصار الدم على السيف، إلى اللقاء في الشهادة، إلى اللقاء في جوار الأحبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.