وسّعت إسرائيل عدوانها على لبنان، مستهدفة عمق “حزب الله” حارة حريك في الضاحية الجنوبية، متخطية قواعد الاشتباك الجديدة التي أرسيت منذ الثامن من تشرين الثاني، معلنةً افتتاح مرحلة جديدة من الحرب قد تكون بلا سقف أو ضوابط.
العين ستكون على رد “حزب الله” في مقبل الساعات والأيام، وهو الذي سبق وأعلن في أكثر من مرة أنه لن يسكت عن أي اعتداء وسيردّ، لا سيما اذا ما تم استهداف بيروت والضاحية.
الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية هشام جابر يُشير إلى أن “الضربة الإسرائيلية بدأت منذ بدأ التهديد، لكن وهجها تراجع مع تقدّم الوقت، ولو تأخرت إسرائيل أكثر لتراجعت قوتها أكثر، وكان الهدف ألا تتدحرج الأمور إلى حرب واسعة”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يلفت جابر إلى أن الأنظار تتجه نحو رد “حزب الله” الحتمي، وإذ من المرجّح أن يستهدف مواقع محدّدة بشكل دقيق، لكن من المستبعد أن يستهدف الحزب مواقع كمرفأ حيفا وغيره من المواقع الحساسة والحيوية.
وفيما تم تسجيل أكثر من موقف غربي غير مطمئن، لجهة الدفاع عن اسرائيل، يستبعد جابر توسّع رقعة الاشتباك إلى حرب واسعة، ويعتقد أن الرد لن يجر المنطقة إلى حرب شاملة.
مصدر أمني آخر يتحدّث لجريدة الأنباء عن الاستهداف ويقول إن القصف استهدف موقعاً حساساً جداً بالنسبة للحزب، وهو مجمع داخله مواقع سياسية وأمنية وعسكرية تابعة لـ”حزب الله”، بالإضافة إلى منازل قياديين، وبالتالي فإن المنطقة ليست كباقي المناطق في الضاحية الجنوبية، بل عمق القرار.
في هذه الأثناء، شدّد الرئيس وليد جنبلاط على وجوب الاستعداد لحرب طويلة وعلينا ان نتهيأ لكل الاحتمالات، خصوصاً وأنّه لا يُمكن توقع خطوات إسرائيل.
وقال “إسرائيل تظن انها تستطيع أن تُضعف المقاومة، لكن الضربة ذات طابع معنوي والمقاومة مستمرة”.
وذكّر أن “تجاوز الخطوط الحمر من قبل اسرائيل حصل سابقا باغتيال العاروري واستهداف بعلبك والبقاع”.
وأضاف “نتمنى على حزب الله البقاء في حدود قواعد اللعبة ونُريد أن يستجيب الموفد الأميركي آموس هوكتشاين في ترسيم الحدود نهائياً والعودة إلى اتفاق الهدنة 1949”.
إذاً، فإن اللعبة باتت بلا ضوابط، وفتيل الانفجار يحترق، وبالرغم من المساعي الديبلوماسية الحثيثة وإعلان طرفي الحرب عدم رغبتهما بتوسيع رقعة الاشتباك، لكن الوقائع الميدانية غير مطمئنة، وخطأ واحد قد يجرّ المنطقة إلى الحرب الشاملة.