كلما بالغ البعض في التفاؤل، ولا سيما لجهة التحليلات الهمايونية، أتت الوقائع، لا بل رهانات حكام إسرائيل، لتدحض النيات والتحليلات بالحقيقة الصعبة.
وعلى الرغم من الكلام المتواصل عن مساع لضبط الوضع الجنوبي، إلا أن أحداً لا يمكن أن يستخف بالجنون الإسرائيلي، والأخطر مصالح بنيامين نتنياهو الذي يستمر في حربه إلى الأمام.
لا بل أن خطاب نتنياهو الإستعراضي أمام الكونغرس، أظهر التصاقه بالحرب ورفضه العبثي لكل المحاولات التفاوضية، مستمراً في التلاعب الإسرائيلي التقليدي بمخاوف الغرب وبالشعارات التقليدية الزائفة، ك"الحضارة" و"التقدم" لي مواجهة "التخلف".
ومن شأن هذا المشهد، أن يزيد من المخاطر على الجنوب ولبنان. فالتحشدات الاسرائيلية العسكرية مستمرة، والتصعيد اليومي متواصل، في حين ان المقاومة تواظب على سلوكها الردعي، من استهداف مقرات القيادة وصولاً إلى دفعات "الهدهد".
في هذا الوقت، يقبع الملف الرئاسي في جمود قسري، فيما قصة ابريق الزيت مستمرة بين سمير جعجع ورئيس المجلس نبيه بري، تعبئة للوقت. اما حراك المعارضة فهو الآخر دخل في السكوت مع الرفض العملي للثنائية الشيعية له.